Sunteți pe pagina 1din 10

‫إعداد وتحضير مشروع قانون المالية‬

‫مقدمة‬
‫تعتبر المالية العامة فرع من فروع القانون العام‪ ،‬وتعرف بكونها العلم الذي يعنى بدراسة القواعد المنظمة‬
‫للنشاط المالي للدولة والهيئات العامة للحصول على الموال اللمزمة لنفاقها في سبيل إشباع الحاجات العامة‬
‫وذلك بتنظيم النفقات العامة واليرادات العامة تنظيما يتفق والدهداف القتصادية والجتماعية والسياسية التي‬
‫تهدف لها الدولة‪.‬‬
‫وترجع أصول الفكر المالي إلى المفكرين القدامى في الحضارات الولى )الفراعنة ‪ -‬الغريق( بالرغم من أن‬
‫الشؤون القتصادية والمالية البحتة لم تشغل أذدهان أولكئك المفكرين ‪ ،‬فقد أخذت كثير من الحكومات القديمة‬
‫إلى جانب اعتماددها على ما يفرض على الشعوب المغلوبة تنظيم بعض الضراكئب غير المباشرة التي تتكون‬
‫عناصردها الركئيسية على الرسوم التي تفرض على ثقل ملكية الرض وعلى المعاملت التجارية المختلفة ‪.‬‬
‫إل أن المالية في مفهومها الحديث لم تظهر إل بعد الصراع التاريخي الطويل الذي شهدته إنجلترا‪ ،‬فلقد أبرمزت‬
‫الحركات الشعبية التي قامت في دهذه الدولة خلل القرنين السابع والثامن عشر أدهمية المالية العامة‪ ،‬وأدت دهذه‬
‫الحركات إلى ظهور مزيد من البحاث في دهذا المجال‪ ،‬كما كان للثورة الفرنسية الثر الكبير في تطور‬
‫القواعد المالية وظهور الصول النظرية لعلم المالية العامة‪ ،‬حيث تم تقرير عدم شرعية أي ضريبة لم تأذن‬
‫بفرضها وجبايتها الجمعية الوطنية التأسيسية في عام ‪.1789‬‬
‫وقد تكرس نفس المبدأ وذلك بشكل واضح في شرعية حقوق النسان والمواطن التي أكدت على أن من حق‬
‫الشعب مباشرة أو بواسطة ممثليه أن يتأكد من ضرورة فرض الضراكئب وأن يوافق عليها بمبدأ الحرية‪،‬‬
‫ويراقب استعمالها‪ ،‬ويقرر أساسها ونسبتها‪ ،‬وطريقة جبايتها‪ ،‬ومدتها )المادة ‪.(14‬‬
‫أما في المغرب‪ ،‬فإن تطبيقات المالية العامة لم تظهر إل في بداية القرن العشرين‪ ،‬ذلك أن نظامه المالي ظل‬
‫مستمدا من النظام المالي السلمي‪ ،‬ولم تعرف أول ميزانية بالمفهوم الحديث إل في سنة ‪ ،1910‬ودهي ميزانية‬
‫جهوية دهمت بعض مناطق المغرب‪.‬‬
‫وبعد فرض الحماية على المغرب عملت المديرية العامة للمالية التي أنشأت في يوليومز ‪ 1912‬وضمت‬
‫مصلحة للميزانية وأخرى للمل ك المخزنية على وضع أول ميزانية عامة للملكة برسم السنة المالية ‪– 1913‬‬
‫‪ 1914‬في شكل وثيقة مرقمة من حوالي ‪ 60‬صفحة‪ ،‬تضمنت تقديرات الموارد والنفقات المتعلقة على التوالي‪،‬‬
‫بالمغرب الشرقي وغرب المغرب والقروض التي أضيفت إليها تقديرات ومصاريف المصالح الدارية‬
‫المركزية‪.‬‬
‫أما في عهد الستقلل فقد صدرت أول ميزانية عامة تشمل المغرب الموحد سنة ‪ ،1958‬وكان أول قانون‬
‫تنظيمي للمالية سنة ‪ 1963‬حيث أصبح بموجبه يتم وضع مقدرات الميزانية بالدردهم بدل الفرنك الفرنسي‬
‫)القاليم التي كان يسيطر عليها المستعمر الفرنسي( أو البسيطة الحسنية )القاليم التي كان يسيطر عليها‬
‫المستعمر السباني(‪.‬‬
‫بعد ذلك جاء القانون التنظيمي لسنة ‪ 1972‬الذي تم تعديله بموجب القانون التنظيمي رقم ‪ 98-7‬الذي أصبح‬
‫يعطي أدهمية قصوى للتوامزن المالي والقتصادي‪ .‬كما وقع تغييره وتتميمه بمقتضى القانون التنظيمي ‪14/00‬‬
‫الصادر بالظهير رقم ‪ 1.00.195‬بتاريخ أبريل ‪.2000‬‬
‫وبالرجوع إلى النصوص القانونية والتنظيمية‪ ،‬يظهر بأن قانون المالية يمر بأربعة مراحل أساسية )مرحلة‬
‫التحضير‪ ،‬الترخيص‪ ،‬التنفيذ ومرحلة الرقابة(‪ ،‬وتستوجب عملية التحضير الذي دهي موضوع دهذه الدراسة‪،‬‬
‫إتباع إجراءات معينة واحترام مبادئ دهامة‪.‬‬
‫وبالرغم من كون دهذه العملية مشتركة بين السلطتين التشريعية والتنفيذية إل أن أغلب الدول أجمعت على‬
‫إسناد عملية إعداد المشروع إلى السلطة التنفيذية‪ ،‬وذلك لسباب تاريخية وفنية عملية‪،‬‬
‫يبقى أن نشير إلى أن معرفة تحضير مشروع القانون المالي تثير انتباه الكثيرين‪ ،‬نظرا لما يكتسيه الموضوع‬
‫من أدهمية بالغة لرتباطه بحياة الفراد داخل المجتمع‪ ،‬لذلك فالبحث في دهذا الموضوع سينير‪-‬ل شك‪-‬طريق‬
‫من يهتم بالقوانين المالية بدءا بتحضيردها‪ ،‬وتبيان الجهات المتدخلة في دهذه العملية‪ ،‬وكذا المساطر المتبعة في‬
‫ذلك‪.‬‬
‫من دهذا المنطلق يمكن صياغة الشكالية المحورية التالية ‪ :‬ما دهي الخطوات والترتيبات الساسية التي من‬
‫خللها تصبح الميزانية العامة أداة فعالة في تحقيق الدهداف المسطر لها من قبل الحكومة؟‬
‫ومحاولة منا للجابة على الشكالية المطروحة حاولنا تقسيم الموضوع إلى مبحثين اثنين‪ ،‬الول يتطرق‬
‫لمعرفة الجهات المتدخلة في إعداد مشروع قانون المالية‪ ،‬في حين خصص المبحث الثاني لمعرفة مسطرة‬
‫تحضير مشروع قانون المالية‪.‬‬

‫المبحث الول ‪ :‬الجهات المتدخلة في إعداد مشروع قانون المالية‬


‫ولئن تعددت أنظمة تحضير الميزانية إل أننا نجد أن حق تحضير و إعداد قانون المالية على السلطة التنفيذية‬
‫وحددها فعلى السلطة التنفيذية تقع مسؤولية تحقيق أدهداف المجتمع الجتماعية و القتصادية و من الناحية‬
‫العملية فإن السلطة التنفيذية أقدر من السلطة التشريعية على تحضير و إعداد الميزانية ‪ ،‬فهي بمالها من أجهزة‬
‫حكومية و إمكانيات فنية أدرى و ل شك بمقدرة القطاعات و الفئات المختلفة على تحمل العباء المالية‪.‬‬
‫ولذلك فإن المادة ‪ 32‬من القانون التنظيمي المتعلق بالمالية تنص على أن الومزير المكلف بالمالية دهو الذي‬
‫يتولى تحضير مشاريع قوانين المالية وذلك تحت سلطة الومزير الول‪.‬‬
‫وحيث أن كل من ومزير المالية والومزير الول )ركئيس الحكومة وفق الدستور الجديد( ينتميان بطبيعة الحال‬
‫للحكومة‪ ,‬فإن الذي يهم من دهذا التنصيص في دهذه المرحلة من التحليل دهو أن الجهامز التنفيذي دهو الذي خول‬
‫له القانون مسؤولية تحضير قانون المالية وليس جهامز آخر‪ .‬واللفت للنظر دهو الدور المركزي الذي يحظى به‬
‫ومزير المالية وومزارته بطبيعة الحال على دهذا المستوى‪ ،‬وبصورة عامة تظل السلطة التنفيذية دهي المختصة‬
‫في جميع الحوال بتحضير وإعداد الميزانية لنها دهي من يسأل على تنفيذدها‬
‫وتجدر الشارة إلى أن دهذه الخيرة تشار ك بأكملها في التحضير فحتى مع إيلء المغرب أدهمية كبيرة لومزارة‬
‫المالية )المطلب الول( في عملية العداد ‪ ،‬إل أن دهذه الخير ل يحضردها بمفرده بل يشاركه في ذلك كل‬
‫الومزراء الخرين )المطلب الثاني( ‪ :‬فكل ومزير يضع التقديرات المتعلقة بومزارته ويقدم بشـأنها اقتراحات‬
‫لومزير المالية ‪ .‬وأن نفس دهذا الومزير يعتبر مشاركا في التحضير الجماعي للميزانية ككل حينما تتقدم حكومته‬
‫بكاملها بالتصريح الحكومي عند أول توليها مقاليد التدبير‪ ،‬إذ ل يعتد به إل عبر ترجمته إلى أرض الواقع‪.‬‬
‫المطلب الول ‪ :‬ومزارة المالية‬
‫تتوفر ومزارة المالية على أجهزة إدارية متخصصة في الميدان المالي‪ ،‬وتتكلف عمليا بتحقيق التوامزن‬
‫القتصادي والمالي العام‪ .‬لذلك منحها المشرع مهمة تحضير مشروع قانون المالية ويأتي على رأس دهذه‬
‫الجهزة ومزير المالية )الفرع الول(‪ ،‬وتساعده على ذلك مجموعة المصالح المختصة )الفرع الثاني(‬
‫الفرع الول ‪ :‬ومزير المالية‬
‫يكلف القانون الومزير المكلف بالمالية بتحضير مشروع قانون المالية وذلك تحت سلطة الومزير الول وفي ذلك‬
‫تنص المادة الولى من مرسوم ‪ 401.98.2‬الصادر بتاريخ ‪ 26‬أبريل ‪ 1999‬والمتعلق بإعداد وتنفيذ قوانين‬
‫المالية على ما يلي ‪" :‬وفقا لحكام المادة ‪ 32‬من القانون التنظيمي المشار إليه رقم ‪ 98.7‬يتولى الومزير المكلف‬
‫بالمالية تحضير مشروع قانون المالية تحت سلطة الومزير الول‪",,,,‬‬
‫ومن دهذا المنطلق فإن اختصاص إعداد مشروع القانون المالي يرجع أساسا إلى ومزارة المالية‪ ،‬أي أن الدور‬
‫الساسي في العداد يعود إلى ومزير المالية‪ ،‬حيث أنه يحتل وضعا متميزا في الحكومة ذلك أن الفصل الول‬
‫من المرسوم رقم ‪539.78.2‬المتعلق بشغل واختصاص وتنظيم ومزارة المالية ينص على أنه "يتولى ومزير‬
‫المالية إعداد السياسة المالية والنقدية وسياسة القرض والمالية الخارجية للدولة ويتتبع تنفيذدها وفق النصوص‬
‫التشريعية والتنظيمية المعمول بها‪".....‬‬
‫وبالوقوف على مدلول المادة المذكورة )أي المادة ‪ 1‬من المرسوم المنظم لومزارة المالية( يتبين لنا الدور الكبير‬
‫والصلحيات الواسعة المخولة لومزير المالية‪ ،‬حيث أن له الخق في إعداد مشاريع القوانين المالية وتنفيذدها‬
‫وحق السهر على استخلص الموارد العمومية ومراقبة عمليات تحصيلها وسلطة الشراف على أداء النفقات‬
‫العمومية وصلحية تحديد أسس السياسة الجباكئية والجمركية الوطنية والشراف على تطبيقها‪ ،‬وحق التوقيع‬
‫بالعطف على كل المراسيم التي يكون لها أثر مالي‪ ،‬وامتيامز منح موافقته على كل مشاريع القوانين والنظمة‬
‫التي يهيئها باقي الومزراء في تدبير شؤون ومزارتهم إن كان لها انعكاس مالي مباشر أو غير مباشر‪ ،‬حيث يجب‬
‫أن تذيل سلفا دهذه المشاريع بتأشيرة ومزير المالية طبقا لنص المادة ‪ 33‬من مرسوم ‪ 26‬أبريل ‪ 1999‬المتعلق‬
‫بإعداد وتنفيذ قوانين المالية‪.‬‬
‫وبما أن كل النصوص الومزارية تكون لها انعكاسات مالية مباشرة أو غير مباشرة )كالنصوص المتعلقة‬
‫بعمليات التوظيف أو بالصفقات العمومية‪ ،‬أو بإنجامز الدراسات‪ ،(....‬فإن دهذه المسطرة تمكن ومزير المالية من‬
‫الطلع على جل المشاريع والقرارات التي يتخذدها باقي الومزراء‪.‬‬
‫ويزداد دعم سلطات الومزير المكلف بالمالية بعدة أدوات أخرى تبرمز مدى تفوق سلطته المالية والسياسية في‬
‫مواجهة باقي أعضاء الحكومة ‪ :‬فهو يتمتع بحق مراقبة مقترحات باقي الومزراء من أجل اللتزام بالنفقات‪،‬‬
‫وذلك بواسطة جهامز مراقبة اللتزام بالنفقات حيث يمثله مراقب داخل كل ومزارة يعهد له بدراسة مقترحات‬
‫اللتزام بالنفقات داخل دهذه الومزارة‪ ،‬ويقوم بمسك محاسبة التزاماتها بالنفاق‪ ،‬ويراقب مدى شرعية عملياتها‬
‫النفاقية قبل أن يقع اللتزام بها‪ ،‬ويبعث بنتيجة دهذه المراقبة في إطار بيان شهري إلى المراقب العام يبين فيه‬
‫العتمادات المفتوحة للمر بالصرف‪ ،‬أو لمن ينوب عنه‪ ،‬والنفقات المؤداة خلل نفس دهذا الشهر من تلك‬
‫العتمادات‪ ،‬ليتولى المراقب من جانبه إخبار الومزير المكلف بالمالية بمحتوى دهذه البيانات الشهرية‪ ،‬فيكون‬
‫بإمكان دهذا الخير نتيجة لذلك تتبع تطور عمليات إنفاق باقي الومزراء وبالتالي تحديد احتياجاتهم الحقيقية قبل‬
‫أن يتوصل بمشروع طلباتهم النهاكئية‪.‬‬
‫الفرع الثاني ‪ :‬المصالح المتخصصة التابعة لومزارة المالية‬
‫تساعد ومزير المالية من أجل القيام بالمهام المنوطة به العديد من المصالح المتخصصة التابعة لومزارته‪ ،‬وفي‬
‫مقدمتها مديرية الميزانية التي تقوم بدور محوري في إعداد مشاريع قوانين المالية تؤامزردها في ذلك باقي‬
‫المديريات الخرى‪ ،‬ويتعلق المر بمديرية الخزينة والمالية الخارجية‪ ،‬الخزينة العامة للملكة‪ ،‬مديرية‬
‫الضراكئب‪ ،‬إدارة الجمار ك والضراكئب غير المباشرة‪.‬‬
‫مديرية الخزينة والمالية الخارجية ‪ :‬تتولى مهمة تحقبق توامزن المالية العامة وتعبئة جميع المساعدات الداخلية‬
‫والخارجية اللمزمة لهذا الغرض وتباشر عمليات الخزينة وتقوم بإصدار القتراضات وتوظيفها وتشرف على‬
‫تسيير الدين العام الداخلي والخارجي‪.....‬‬
‫الخزينة العامة للملكة ‪ :‬وتسهر على تنفيذ الميزانية أي تحصيل الموارد العامة ودفع النفقات العامة بالضافة‬
‫إلى اختصاصات أخرى وتلعب دورا دهاما في التحضير الجيد لتقديرات مشروع القانون المالي من خلل‬
‫تجميع ومركزة الحسابات المتعلقة بتنفيذ القانون المالي وتعتبر أداة دهامة لتقييم الموارد من حيث كونها‬
‫المسؤولة عن التحصبل‪.‬‬
‫مديرية الضراكئب ‪ :‬ويعهد إليها بتحضير مشاريع النصوص التشريعية والتنظيمية المتعلقة بالضراكئب المباشرة‬
‫والرسوم المماثلة لها والضريبة على القيمة المضافة وحقوق التسجيل والتنبر فهي تمارس دورا دهاما في‬
‫الميدان الجباكئي‪.‬‬
‫إدارة الجمار ك والضراكئب غير المباشرة ‪ :‬ويعهد إليها بدراسة وإعداد مشاريع النصوص التشريعية‬
‫والتنظيمية المتعلقة بالجمار ك والرسوم الداخلية على الستهل ك وكذا بتنفيذ النصوص التشريعية والتنظيمية‬
‫في دهذا الميدان وتعمل على تطبيق القوانين والنظمة في ميدان مراقبة التجارة الخارجية والصرف‬
‫والضراكئب على المنتجات والخدمات وفقا للشروط والحدود المعينة في النصوص الجارية على دهذه الميادين‬
‫مما يؤدهلها للمسادهمة في تقدير الموارد الجمركية التي يتضمنها القانون المالي‪.‬‬
‫بالضافة إلى المصالح المتخصصة التابعة لومزارة المالية فإن بقية الومزراء تشار ك ومزير المالية في إعداد‬
‫وتحضير قانون المالية وذلك بصفة فردية أو جماعية ودهذا ما سيكون موضوع المطلب الثاني‪.‬‬
‫المطلب الثاني ‪ :‬المجلس الومزاري‬
‫الفرع الول ‪ :‬ركئيس الحكومة‬
‫تدعيما لمؤسسة ركئيس الحكومة وانسجاما مع التحولت السياسية والدستورية التي شهدتها بلدنا في السنين‬
‫الخيرة من جهة‪" ،‬وحتى ل تبقى دهنا ك دهيمنة لومزارة المالية" في مجال تحضير مشروع القانون المالي من‬
‫جهة أخرى‪ .‬فقد تم التنصيص في إطار القانون التنظيمي لقانون المالية الجديد على تحضير مشاريع قوانين‬
‫المالية تحت سلطة ركئيس الحكومة‪.‬‬
‫وتبرمز دهذه السلطة على مستويين‪ ،‬دهما التوجيه والتحكيم‬
‫فركئيس الحكومة باعتباره مسؤول دستوريا‪ ،‬عن وضع السياسة الحكومية وعن تنسيق مختلف النشاطات‬
‫الومزارية )الفصل ‪ (92 - 90 -89‬يتوفر على نظرة شمولية‪ ،‬وليس فقط قطاعية‪ ،‬تؤدهله لتحديد الختيارات‬
‫والولويات القتصادية والجتماعية وماتستلزمه من تكييفات لدوات المالية العامة )ضراكئب‪ ،‬رسوم‪،‬‬
‫قروض‪ ،‬نفقات‪ (...‬تحقيقا للتوامزنات القتصادية والجتماعية والمالية المرجو بلوغها‪.‬‬
‫من دهذا المنطق فإن ركئيس الحكومة يعد بمناسبة الشروع في إعداد مشروع قانون المالية‪ ،‬رسالة تأخذ بعين‬
‫العتبار جميع المعطيات وفي ضوكئها تشرع ومزارة المالية ومختلف الومزارات والمصالح الحكومية في‬
‫تحضير المشروع المذكور‪.‬‬
‫وترفق دهذه الرسالة التوجيهية عادة ما تسمى "رسالة التأطير" "‪ "lettre de cadrage‬التي تحدد‬
‫الغلفة المالية التي يتعين على مختلف القطاعات الحكومية اللتزام بها عند إعداد مقدرات ميزانياته القطاعية‬
‫برسم السنة المعنية‪.‬‬
‫كما يتولى ركئيس الحكومة‪ ،‬خلل مختلف مراحل إعداد مشروع القانون المالي‪ ،‬التحكيم بين ومزير المالية‬
‫وباقي الومزراء في شأن الخلفات التي قد تنشأ حول الغلف المالي المخصص لكل ومزارة‪ ،‬أو حول عدم‬
‫مطابقة مقترحات إحدى الومزارات للتوجيهات الحكومة المتضمنة في الرسالة التوجيهية للومزير الول‪.‬‬
‫و أخيرا فإن ركئيس الحكومة يرأس المجلس الحكومي الذي ينعقد لبحث مشروع القانون المالي‪ .‬وتتسم‬
‫المناقشات عادة داخل المجلس‪ ،‬الذي تستغرق أشغاله في الغالب ثلث اجتماعات أو أكثر‪ ،‬بالحدة‪ ،‬إما لكون‬
‫بعض الومزاراء يعتبرون أن الموارد الموضوعة ردهن تصرفهم غير كافية أو لن بعض المقتضيات القانونية‬
‫المقترحة ل يتحقق حولها التفاق‪ .‬وغالبا ماتقضي دهذه المناقشات إلى الوصول إلى حلول توافقية وإلى إغناء‬
‫المشروع وإعادة صياغته بشكل يحظى بالجماع‪ ،‬ولكن دون المساس بتوجيهاته العامة وتوامزناته الساسية‪.‬‬
‫الفرع الثاني ‪ :‬مجلس الومزراء‬
‫ينص الفصل ‪ 92‬من الدستور المراجع "يتداول مجلس الحكومة‪ ،‬تحت ركئاسة ركئيس الحكومة في "‪...‬مشاريع‬
‫القوانين‪ ،‬ومن بينها مشروع قانون المالية‪ ،‬قبل إيداعها بمكتب مجلس النواب دون إخلل بالحكام الواردة في‬
‫الفصل ‪ 49‬من دهذا الدستور "‬
‫كما تنص المادة ‪ 64‬من المرسوم المتعلق بالمحاسبة العمومية على اعتبار الومزراء آمرين بالصرف بحكم‬
‫القانون فيما يتعلق بمداخيل ونفقات ومزارتهم‪ ،‬حيث يباشرون مهام اللتزام بنفقات المصالح التابعة لهم‪،‬‬
‫والسهر عليها والمر بأداكئها‪ ،‬كما يتم استخلص مداخيل تلك المصالح تحت إشرافهم‪.‬‬
‫ونتيجة لما تقدم يظهر أن كل ومزير أدرى بتقدير العتمادات التي يتطلبها تسيير المصالح الخاضعة لسلطته‬
‫خلل كل سنة مالية‪ ،‬والجدر بتوقع قيمة المداخيل التي يمكن استخلصها بارتباط مع أنشطة دهذه المصالح‪،‬‬
‫فكان طبيعيا نتيجة لذلك أن يعهد لكل ومزير – في نطاق احترام التوجيهات والتوصيات العامة‪ ،‬كما يتم التفاق‬
‫عليها داخل المجلس الحكومي‪ ،‬وكما ترد بها رسالة الطار‪ -‬بتحضير ميزانية المصالح المركزية والمصالح‬
‫الخارجية الخاضعة لنفوذه‪.‬‬
‫وطبقا لنص الفصل ‪ 49‬من الدستور الذي ينص على أن المجلس الومزاري يتداول في التوجهات العامة‬
‫لمشروع قانون المالية‪ ،‬فإن المجلس ينعقد من أجل تحديد مشروع القانون المالي‪ ،‬مبدكئيا‪ ،‬قبل ‪ 20‬أكتوبر من‬
‫كل سنة‪ ،‬بركئاسة جللة الملك الذي يستفسر الحكومة حول بعض جوانب المشروع ويبدي ملحظاته وتعليماته‬
‫بهذا الصدد‪.‬‬
‫ولما كان جللة الملك دهو الذي يركئس مجلس الومزراء )الفصل ‪ 48‬من الدستور( ويعين ركئيس الحكومة من‬
‫الحزب السياسي الذي تصدر انتخابات أعضاء مجلس النواب‪ ،‬وعلى أساس نتاكئجها‪ .‬كم أنه يعين أعضاء‬
‫الحكومة باقتراح من ركئيسها )الفصل ‪ 47‬من الدستور(‪ ،‬ويمكنه أيضا وفق نفس النص الدستوري أن يعفي‬
‫عضو أو أكثر بمبادرة من ركئيس الحكومة أو بناء على استقالته‪ ،‬لكل ذلك يستنتج أن "الملك له الكلمة الفصل‬
‫أو النهاكئية في تحديد أو توجيه إعداد مشروع قانون المالية"‬
‫وإثر مصادقة المجلس الومزاري على مشروع القانون المالي يطبع بالمطبعة الرسمية ويرسل لركئيس الحكومة‬
‫قصد إيداعه بمكتب أحد مجلسي البرلمان‪ ،‬وذلك قبل نهاية السنة المالية الجارية بسبعين يوما على أبعد تقدير‬
‫كما تنص على ذلك الفقرة ‪ 1‬من المادة ‪ 33‬من القانون التنظيمي رقم ‪.7.98‬‬
‫المبحث الثاني ‪ :‬مسطرة تحضير مشروع قانون المالية‬
‫إن تحضير الطار العام لمشروع القانون المالي يعتمد إستراتيجية محكمة تتوقف عليها مالية الدولة في السنة‬
‫المالية المقبلة ‪ ،‬وبهذا الطار تفتح الحكومة عمليا مسطرة تحضير مشروع القانون المالي ‪ ،‬وتقوم بهذه العملية‬
‫مديرية الميزانية بمساعدة مديرية الدراسات والتقديرات ‪ ،‬وتعتمد مديرية الميزانية في عملها على طلب‬
‫العتمادات من طرف الومزارات ومناقشة القتراحات المقدمة من طرفها‪.‬‬
‫فبعد أن توجه رسالة التأطير إلى مختلفي الومزراء وكتاب الدولة في غضون أكتوبر من كل سنة ‪ ،‬و بتعبير‬
‫أدق تتم دعوة المرين بالصرف إلى توجيه اقتراحاتهم بشأن الموارد و النفقات ‪ ،‬سواء منها نفقات التسيير أو‬
‫نفقات الستثمار ‪ ،‬و توجيهها إلى مديرية الميزانية قبل نهاية الشهر السادس‬
‫بعد ذلك يتكلف كل مفتش للمالية تابع لمديرية الميزانية بملف ومزارة أو أكثر‪ ،‬ويتفحص ما تضمنته المقترحات‬
‫ويتأكد من احترامه للتقلبات والتوجيهات المنصوص عليها في رسالة التأطير‪ ،‬وللطار الشكلي المحدد‬
‫للمقترحات )تبريرات‪ ،‬مستندات وملحقات‪ (..‬وذلك قبل تحديد تاريخ لمناقشة اقتراحات كل ومزارة على حدة‬
‫في إطار لجنة مختصة تضم مدير الميزانية‪ ،‬والمسؤول الذي أسندت له دراسة وتقييم ميزانية الومزارة‬
‫المعنية وممثل عن دهذه الخيرة‪ ،‬وتبدأ الجتماعات لمناقشة القتراحات المتعلقة بالموظفين ثم المعدات ثم‬
‫النفقات المختلفة‪ ،‬ويتم كل دهذا في مناقشة فرع بعد آخر‪ .‬وتجدر الشارة إلى أنه في حالة عدم التوصل إلى‬
‫اتفاق بخصوص موضوع النفقات الجديدة ‪ -‬ودهي كثيرة الحدوث‪ -‬ترفع المسألة على مستوى أعلى حيث يعد‬
‫أعضاء اللجنة تقريرا بهذا الصدد لومزير المالية يرتكز عليه في مناقشته مع الومزير المعني بالخلف وإذا لم‬
‫يحصل اتفاق على دهذا المستوى ترفع المسألة أمام ركئيس الحكومة الذي يحاول التوفيق بين الموقفين‪ ،‬وإذا لم‬
‫يتم التوصل إلى حل يبت في المر في المجلس الومزاري الذي يرأسه جللة الملك والذي له صلحيات واسعة‬
‫في دهذا الشأن‪ .‬ومع نهاية المفاوضات بشأن المقترحات المالية يمكن للحكومة أن تحدد المبالغ القصوى‬
‫للعتمادات المتعلقة بكل ومزارة وبالتالي نكون أمام صيغة مشروع القانون المالي‪.‬‬
‫لكن قبل أن نتطرق لصيغة مشروع القانون المالي في المطلب الثاني‪ ،‬نلقي أول نظرة على طرق تقدير‬
‫الموارد والنفقات العامة في مطلب أول‪.‬‬
‫المطلب الول ‪ :‬طرق تقدير المالية العامة‬
‫تسعى السلطة التنفيذية حين إعداد وتحضير الميزانية أن تكون تقديراتها مطابقة للواقع بقدر المكان‪ ،‬حتى‬
‫تتمكن من تنفيذ السياسة المالية للدولة دون حدوث أي اضطرابات متعلقة بزيادة النفقات ونقص اليرادات عما‬
‫دهو متوقع و يتم إعادة تقدير النفقات واليرادات في الميزانية بعدة طرق‪.‬‬
‫الفرع الول ‪ :‬طرق تقدير النفقات العامة‬
‫أ‪ -‬الطرق النظرية المعتمدة في تقدير النفقات العامة‬
‫تتجلى أدهم دهذه الطرق في ‪:‬‬
‫• الطريقة الكلسيكية ‪ :‬التقدير المباشر ‪:‬‬
‫تستعمل دهذه الطريقة من قبل الموظفين المختصين في الهيئات المختلفة تبعا للحاجات المنتظرة مع مراعاة‬
‫الدقة بمعنى أن يكون دهذا التقدير واقعي وبعيد عن المغالة حتى يمكن تطبيقه في أرض الواقع ويطلق على‬
‫المبالغ المقترحة للنفقات "اعتمادات" ول يجومز للسلطة التنفيذية أن تتجاومزدها أثناء التنفيذ الفعلي‪ ،‬وإن دعت‬
‫الضرورة لتجاومز دهذه العتمادات عليها الحصول على موافقة مسبقة من السلطة التشريعية‪.‬‬
‫وتقسم دهذه العتمادات عادة إلى اعتمادات محددة وأخرى تقديرية‪.‬‬
‫يقصد بالعتمادات المحددة تلك التي تمثل الرقام الواردة بها الحد القصى لما تستطيع الحكومة إنفاقه دون‬
‫الرجوع للسلطة التشريعية وتعد دهذه الطريقة الساس في اعتماد النفقات وتطبق بالنسبة للمرافق القاكئمة بالفعل‬
‫والتي يكون لها خبرة في تقدير نفقاتها المستقبلية‪ ،‬مما يعني عدم تجاومزدها للعتمادات المخصصة لتغطية دهذه‬
‫النفقات‪ .‬ومثالها أجور ومرتبات الموظفين وفواكئد وأقساط الدين العمومي‬
‫أما العتمادات التقديرية فيقصد بها النفقات التي يتم تحديددها على وجه التقريب ودهي تطبق عادة على المرافق‬
‫الجديدة التي لم يعرف نفقاتها على وجه التحديد‪ ،‬ويجومز للحكومة أن تتجاومز مبلغ العتماد التقديري دون‬
‫الرجوع إلى السلطة التشريعية‪ ،‬على أن يتم عرض المر عليها فيما بعد للحصول على موافقتها ودهذه‬
‫الموافقة شكلية‪.‬‬
‫ويمكن بطبيعة الحال السترشاد بأرقام النفقات العامة الواردة بالموامزنات السابقة مع مراعاة أل تكون منطوية‬
‫على إسراف أو متضمنة لبعض النفقات العارضة أو الستثناكئية‪ ،‬كما ينبغي على معدي الموامزنة أن يأخذوا في‬
‫اعتباردهم نتاكئج الدراسات والبحاث المتعلقة بالحوال القتصادية المحلية والدولية الساكئدة‪ ،‬والتغيرات المتوقع‬
‫حدوثها خلل السنة المالية القادمة‪ ،‬لذلك فإن تقديرات النفقات التي تتولى الومزارات والهيئات العامة إعداددها‬
‫تتم مراجعتها في ومزارة المالية‪ ،‬التي تراعي وجود معدلت للنفاق وتستشهد بالنفاق الفعلي في السنتين‬
‫الخيرتين‪ ،‬كما أن دهنا ك مراجعة أخرى لتقديرات النفقات تتم في اللجنة الفنية المختصة في السلطة التشريعية‪.‬‬
‫• الطرق الحديثة‬
‫‪ o‬نظام تخطيط وبرمجة الميزانية‬
‫ظهر نظام تخطيط وبرمجة الميزانية ‪Planning and Programming Budgeting :‬‬
‫)‪ System (P.P.B.S‬في الوليات المتحدة المريكية على يد روبير ماكنمرا الذي قدم إلى الكونجرس‬
‫ميزانية ومزارة الدفاع لعام ‪ 1963‬وفق دهذا النظام الجديد‪ ،‬وذلك قبل أن يقوم الركئيس جونسون بتعميم تطبيقه‬
‫على مختلف الدارات الفيدرالية ابتداءا من عام ‪.1965‬‬
‫إعداد الميزانية حسب دهذه الطريقة يستلزم تحديد الدهداف الستراتيجية التي تتوخى الدارة الوصول إليها‪ ،‬ثم‬
‫البحث عن السبل الكفيلة ببلوغ تلك الدهداف بما يلزم من الكفاءة والنجاعة والمردودية )توظيف تقنيات البحث‬
‫العلمي لختيار أفضل الطرق(‪ ،‬وأخيرا تومزيع الدهداف والوساكئل إلى وحدات‪/‬أقساط وبرمجتها في الميزانية‬
‫السنوية‪.‬‬
‫ورغم الطابع العلمي لهذا النظام ومسادهمته في عقلنة الختيارات الموامزناتية فقد اضطر الركئيس نيكسون إلى‬
‫التخلي عنه في عام ‪ 1969‬نتيجة معارضته من طرف الكونجرس والدارة المريكية‪ .‬لقد كانت نتاكئج تطبيقات‬
‫دهذا النظام مخيبة للمال‪.‬‬

‫‪ o‬طريقة التسيير بالدهداف‬


‫ظهرت تطبيقات طريقة التسيير بالدهداف )‪ Mangement By Objectives (M.B.O‬لدى‬
‫شركة جنرال موتورمز‪ ،‬قبل أن تعتمددها الحكومة المريكية كبديل للنظام السابق بيانه‬
‫وتقوم دهذه الطريقة على أسس رصد الدهداف‪ ،‬وتحديد الولويات‪ ،‬ووضع جدول مزمني للتنفيذ في إطار‬
‫الميزانية السنوية للدولة‪ ,‬إن دهذه الطريقة أقل تعقيدا وأكثر واقعية ووضوحا من الولى‪ .‬كما أنها تسمح بمطابقة‬
‫الدهداف المبرمجة والعتمادات المرصودة لنجامزدها‪ ،‬وتفادي التبذير ودهدر المال العام‪.‬‬
‫‪ o‬ميزانية قاعدة الصفر‬
‫اعتمدت الدارة المريكية في عهد الركئيس جيمي كارتر طريقة جديدة لوضع تقديرات الميزانية تسمى‬
‫"ميزانية قاعدة الصفر )‪ Zero Base Budgeting (Z.B.B‬وتستوجب دهذه الطريقة مراجعة‬
‫مستمرة ومنتظمة للدهداف والوساكئل‪ ،‬وإعادة تومزيع داكئم للموارد المتاحة‪ ،‬ليس بناء على مرصدات‬
‫ومخصصات الميزانية السابقة‪ ،‬بل في ضوء أدهمية واستعجالية وأولوية النشاطات والبرامج المقترحة من‬
‫طرف المصالح الحكومية في كل سنة على حدة‪.‬‬
‫فالعتمادات الواردة في ميزانية سنة سابقة ل تعتبر مكاسب نهاكئية يحتفظ بها من طرف الدارات التي‬
‫حصلت عليها‪ ،‬ول تنتقل من سنة إلى أخرى بطريقة تلقاكئية‪ .‬وإنما يتوقف مدى اعتماددها مجددا في الميزانية‬
‫على مدى وجادهة التبريرات المفصلة التي يتقدم بها كل مسؤول حكومي لبيان جدوى وأولوية النشطة‬
‫والبرامج التي يطلب تمويلها‪.‬‬
‫لقد كان الدافع الساسي وراء إقرار دهذه الطريقة دهو محاربة إدهدار الموارد المالية وضمان حسن استخدامها‬
‫وتوجيهها ضمن مسار إنفاقي يحقق أدهداف التنمية الشاملة‪ ,‬ينضاف إلى ذلك أن دهذه الطريقة تطرح أمام‬
‫مراكز اتخاذ القرار فرصة أفضل للختيار بين عدد أكبر من البداكئل‪ ،‬ول تنطلق من مبدأ أن النشطة القاكئمة‬
‫يجب أن تستمر‪ ،‬بل دهي قابلة لللغاء‪ ،‬والتعديل باستمرار‪ ،‬مع إمكانية خلق أنشطة جديدة أو توسيع نطاق‬
‫أنشطة قاكئمة‪.‬‬
‫‪ o‬نظام ترشيد اختيارات الميزانية‬
‫يعتبر نظام "عقلنة اختيارات الميزانية" ‪Rationalisation des choix Budgétaires‬‬
‫)‪ (R.C.B‬النسخة الفرنسية لنظام تخطيط وبرمجة الميزانية المريكي "‪ "PPBS‬إنه يوظف أدوات التحليل‬
‫العلمي والمقاربة الرياضية والكمية لوضع معايير موضوعية تتأسس عليها اختيارات الميزانية‪.‬‬

‫ويستوجب دهذا النظام اتباع المراحل التالية في تقدير النفقات العمومية ‪:‬‬
‫‪ ‬تعريف الدهداف‪.‬‬
‫‪ ‬تحديد الوساكئل‪.‬‬
‫‪ ‬المقابلة بين الدهداف والوساكئل‪.‬‬
‫‪ ‬وضع برامج ‪ /‬بداكئل متنوعة وإخضاعها للدراسة وفق تقنيات حسابية متعددة ‪ :‬تحليلت على أساس "كلفة ‪/‬‬
‫فعالية"‪" ،‬كلفة ‪ /‬امتيامزات" ‪...‬وانتقاء أجوددها‪.‬‬
‫‪ ‬الحسم في في الختيارات )اتخاذ القرارات( ووضع برنامج عمل متعدد السنوات لكل قطاع حكومي أو‬
‫مؤسسة حكومية وتومزيعه إلى أشطر وبرمجتها في الميزانيات السنوية‪.‬‬
‫‪ ‬التدبير‪.‬‬
‫‪ ‬مراجعة الدهداف والبرامج في ضوء ملحظة النتاكئج المحققة‪.‬‬
‫ب‪ -‬الطريقة المعتمدة في تقدير النفقات العامة‬
‫تتكون نفقات الميزانية العامة من نفقات التسيير التي يجري في إطاردها رصد فصلين لكل ومزارة ‪ :‬فصل‬
‫للموظفين وفصل للمعدات وللنفقات المختلفة‪ ،‬ومن نفقات الستثمار حيث يرصد لكل ومزارة فصل واحد‪ ،‬ومن‬
‫النفقات المتعلقة بخدمة الدين العمومي التي يتم رصددها في إطار قانون مالية كل سنة في فصلين يتضمن الول‬
‫منهما النفقات من فواكئد وعمولت‪ ،‬والثاني النفقات المتعلقة باستهلكات الديون العمومية المتوسطة والطويلة‬
‫الجل‪.‬‬
‫وتختلف التقنية المعتمدة في إعداد العتمادات بحسب طبيعة كل نفقة‪ ،‬فبالنسبة للنفقات المتعلقة بأجور‬
‫ومرتبات الموظفين‪ ،‬فإن تقديردها يتم بشكل مباشر من طرف كل ومزارة بتعاون مع ومزارة المالية بالستناد‬
‫على عدد موظفي وأعوان الومزارة المعنية بالمر‪ ،‬حيث تكون المرجعية في تقدير دهذه العتمادات لقانون‬
‫مالية السنة الجارية مع تصحيح دهذا التقدير من أجل الخذ بعين العتبار المتغيرات والمستجدات‪ ،‬ولمراعـات‬
‫الحقوق أو المصالح المكتسبة خلل السنة المالية الجارية‪.‬‬
‫أما تقدير العتمادات المخصصة لداء الدين العمومي المتوسط والطويل الجل‪ ،‬فإنها ل تطرح مبدكئيا أي‬
‫إشكال حيث يتم تسجيل مخصصات الفصلين المرصودين لداء دهذه الديون طبقا لما تتوقعه جداول استخدامها‬
‫التي يتم بموجبها تحديد المدة التي سيتم خللها أداء دهذا الدين وتحديد قيمة المستحقات في إطار تلك الجداول‪.‬‬
‫ونتيجة لذلك‪ ،‬فإن تسجيل دهذه المخصصات في إطار قانون مالية السنة يتم بالعتماد على ما تقضي به دهذه‬
‫الجداول‪.‬‬
‫وفيما يتعلق بنفقات الستثمار‪ ،‬فإن تقدير العتمادات الخاصة بأداء نفقات كل ومزارة ل يطرح من جانبه‬
‫مشكلة كبيرة‪ ،‬لنه يتم تسجيل مخصصات دهذه الفصول بالستناد على أحكام المشاريع الستثمارية المراد‬
‫إنجامزدها‪ ،‬والتي سبق البرلمان التصويت عليها حينما صادق على مخطط التنمية القتصادية والجتماعية‪،‬‬
‫وعليه فإن قسطا من دهذه العتمادات يتم الترخيص به في إطار ترخيصات في برامج تحدد المبلغ القصى من‬
‫العتمادات المأذون للمرين بالصرف باللتزام بها من أجل تنفيذ برامجهم الستثمارية‪ ،‬وبالتالي فل يتم في‬
‫قانون مالية السنة والحالة دهذه سوى العمل على تسجيل اعتمادات الداء الضرورية لتنفيذ الجزء السنوي من‬
‫البرنامج الستثماري‪.‬‬
‫أما تقدير المقتضيات الجديدة للسنة المقبلة والتي ل توجد مرجعية يعتمد عليها من أجل تحديد ما سيتطلبه‬
‫إنجامزدها من اعتمادات‪ ،‬فيتم الستئناس بالعديد من المؤشرات التي تهم حالة القتصاد الوطني )كمعدلت نموه‬
‫ومتطلبات سوق الشغل ‪ ،(...‬واحتياجات كل ومزارة خلل السنة المقبلة )حجم احتياجها إلى التوظيف‪ ،‬وإلى‬
‫المعدات والتجهيزات(‪..‬‬
‫وعموما‪ ،‬فإن تقدير حجم دهذه المعطيات يعتمد على مؤشرات ليست أكيدة‪ ،‬المر الذي يجعل البعد السياسي‬
‫أكثر حضورا وأكثر أدهمية من المعطى التقني والرقمي‪.‬‬
‫الفرع الثاني ‪ :‬طرق تقدير اليرادات العامة‬
‫من حيث المبدأ‪ ،‬فإن تقدير الدخل يبدو أكثر بساطة من تقدير النفقة العمومية نظرا أول لتمركز عمليات‬
‫العداد في مختلف مراحلها تقريبا‪ ،‬المر الذي يسمح بتجنب الدخول في مفاوضات مع أجهزة أخرى من أجل‬
‫الوصول إلى التسويات الممكنة بشأن إقامة التقديرات النهاكئية‪ ،‬كما يحدث غالبا في مجال إعداد النفقة‬
‫العمومية‪.‬‬
‫ثم إنه من جهة ثانية ليس دهنا ك ما يبرر وجود مبالغات في تقدير الدخول كما دهو حال النفقات‪ ،‬لن الدخل‬
‫العمومي كيفما كانت طبيعته يفقد خصوصيته بمجرد دخوله إلى خزينة الدولة‪ ،‬إذ سيستعمل بعد ذلك في تمويل‬
‫النفقة العمومية كيفما كانت طبيعتها دون السماح بالتخصيص المباشر لدخل معين إلى نفقة معينة‪.‬‬
‫ومن جهة ثالثة‪ ،‬فإن قيم وحجم الدخول كما يتم توقعها برسم ميزانية كل سنة ل تعتبر ل بالحد القصى الذي‬
‫يتعذر تجاومزه ول بالحد الدنى الذي يتطلب المر وجوب الوصول إليه‪ ،‬بل تبقى مجرد تقديرات قد تحقق‬
‫بنفس المبالغ التي قدرت لها في بداية السنة أو بمبالغ تقل أو تتجاومز ذلك‪.‬‬
‫إل أنه بالرغم من دهذه المعطيات‪ ،‬فإن تقدير اليرادات يثير صعوبات فنية كبيرة وذلك لسبب عدم توفر كل‬
‫العناصر التي يمكن العتماد عليها للقيام به‪ ،‬فحصيلة الضراكئب على الرباح يتطلب أول تحديد الرباح التي‬
‫بإمكان المكلف بالضريبة تحقيقها ‪،‬كما أن تقدير الضراكئب غير المباشرة يتطلب تحديد حجم الستهل ك خلل‬
‫السنة المعنية بالمر‪ ،‬وطبيعة دهذه الستهلكات‪ ،‬وإن عدم معرفة دهذه المعطيات ليحول دون إمكانية إجراء‬
‫تقدير ملكئم للدخل الجباكئي ‪.‬‬
‫إن تقدير اليرادات بدقة يقتضي اللمام بكافة المتغيرات القتصادية المؤثرة في حجم الدخل الوطني‪ ،‬ومن ثم‬
‫حصيلة الضراكئب المحصلة لحساب الدولة ودهنا ك أربعة أساليب لتقدير اليرادات العامة دهي‪:‬‬
‫‪ ‬طريقة التقدير المباشر‪ :‬ترمي دهذه الطريقة بصفة أساسية إلى التنبؤ باتجادهات كل مصدر من مصادر‬
‫اليرادات العامة على حدة وتقدير حصيلته على دهذه الدراسة المباشرة‪.‬‬
‫وفي دهذه الطريقة تتر ك الحرية لمحضري الميزانية في تقدير اليرادات المنتظر تحصيلها على أساس إجراء‬
‫تحليل مباشر لواقع الحياة القتصادية والجتماعية والسياسية خلل العام المقبل‪.‬‬
‫‪ ‬طريقة السنة قبل الخيرة‪ :‬بمقتضى دهذه الطريقة يتم تقدير اليرادات العامة للموامزنة الجديدة على أساس‬
‫إيرادات السنة قبل الخيرة‪ ،‬فمثل إذا أردنا تقدير إيرادات ميزانية السنة )‪ (2014‬ستعتمد على إيرادات السنة‬
‫الخيرة التي عرفت نتاكئجه )‪(2012‬ا‪ ،‬دون إجراء أي تغيير إل في الحالت الستثناكئية )فرض ضريبة جديدة‬
‫مثل(‪.‬‬
‫‪ ‬طريقة الزيادة أو النقص النسبي‪ :‬تقضي دهذه الطريقة بأن يدون في مشروع الميزانية الجديدة أرقام اليرادات‬
‫وفق آخر سنة مالية منقضية بعد مزيادتها بمعدل محدد إذا كان من المتوقع امزدياد النشاط القتصادي أو بعد‬
‫تخفيضها بمعدل محددد إذا كان دهبوط النشاط القتصادي دهو المر الكثر توقعا‪.‬‬
‫‪ ‬طريقة التقدير الوسطي‪ :‬حسب دهذه الطريقة يتم تقدير اليرادات للميزانية الجديدة على أساس متوسط‬
‫اليرادات المتحققة فعل خلل فترة سابقة )ثلث سنوات عادة(‪.‬‬
‫المطلب الثاني ‪ :‬وضع صيغة مشروع القانون المالي‬
‫تشتمل الميزانية العامة على جزكئين يتعلق الول بالموارد‪ ،‬والثاني بالنفقات‬
‫الفرع الول ‪ :‬صيغة الموارد العامة‬
‫تشتمل موارد الميزانية العامة على ‪:‬‬
‫• الضراكئب والرسوم‬
‫• حصيلة الغرامات‬
‫• الجور عن الخدمات المقدمة والتاوى‬
‫• أموال المساعدة والهبات والوصايا‬
‫• دخول أمل ك الدولة‬
‫• حصيلة بع المنقولت والعقارات‬
‫• حصيلة الستغللت والمسادهمات المالية للدولة وكذا القسط الراجع للدولة من أرباح المؤسسات العمومية‪.‬‬
‫• المبالغ المرجعة من القروض والتسبيقات والفواكئد المترتبة عليها‪.‬‬
‫• حصيلة القتراضات‪.‬‬
‫• الحصاكئل المختلفة‪.‬‬
‫الفرع الثاني ‪ :‬صيغة النفقات العامة‬
‫تشتمل تكاليف الدولة على ‪:‬‬
‫• نفقات الميزانية العامة‪.‬‬
‫• نفقات ميزانية مرافق الدولة المسيرة بصورة مستقلة‪.‬‬
‫• نفقات الحسابات الخصوصية للخزينة‪.‬‬
‫أ‪ -‬نفقات الميزانية العامة‪.‬‬
‫وتشتمل على ‪:‬‬
‫أول ‪ :‬نفقات التسيير‬
‫• مخصصات السلطات العمومية‪.‬‬
‫• نفقات الموظفين والعوان والمعدات المرتبطة بتسيير المرافق العمومية‪.‬‬
‫• النفقات المتعلقة بالتكاليف المشتركة بما فيها نفقات الدين العمري‪.‬‬
‫• النفقات المختلفة المتعلقة بتدخل الدولة ول سيما في المجالت الدارية والقتصادية والجتماعية والثقافية‪.‬‬
‫• النفقات الطاركئة والمخصصات الحتياطية‪.‬‬
‫ثانيا ‪ :‬نفقات الستثمار‬
‫• المخصصات المرصودة للنفقات الناتجة عن تنفيذ مخططات الموافق عليها من لدن البرلمان‪.‬‬
‫• النفقات غير المقررة في مخطط التنمية والمبرمجة في قانون المالية للحفاظ على الثروات الوطنية أو إعادة‬
‫تكوينها او تنميتها‪.‬‬
‫يمكن أن تدرج بعض نفقات الموظفين والعوان غير المرسمين في نفقات الستثمار بشرط أل تتعلق إل‬
‫بمستخدمين معينين لتنفيذدها عن طريق الوكالة‪.‬‬

‫ثالثا ‪ :‬نفقات الدين العمومي‬


‫تشتمل النفقات المتعلقة بالدين العمومي على النفقات من فواكئد وعمولت والنفقات المتعلقة باستهلكات الدين‬
‫المتوسط والطويل الجل‪.‬‬
‫ب‪ -‬نفقات ميزانية مرافق الدولة المسيرة بصورة مستقلة‪.‬‬
‫تعتبر "مصالح الدولة مسيرة بصورة مستقلة" مصالح الدولة غير المتمتعة بالشخصية المعنوية والتي تغطى‬
‫بموارد ذاتية بعض نفقاتها غير المقتطعة من العتمادات المقيدة في الميزانية العامة‪ .‬ويجب أن يهدف نشاط‬
‫المصالح المذكورة أساسا إلى إنتاج سلع أو تقديم خدمات مقابل دفع أجر‪.‬‬
‫تحدث مرافق الدولة المسيرة بصورة مستقلة بمقتضى قانون المالية الذي تقدر فيه مداخيلها ويحدد به المبلغ‬
‫القصى للنفقات التي يمكن اقتطاعها من ميزانيتها‪.‬‬
‫تقرر عمليات ميزانيات مرافق الدولة المسيرة بصورة مستقلة ويؤذن فيها‪ ،‬وتنفذ طبق نفس الشروط المتعلقة‬
‫بعمليات الميزانية العامة‪ ،‬ما عدا في حالت استثناكئية منصوص عليها في قانون المالية‪.‬‬
‫ت‪ -‬نفقات الحسابات الخصوصية للخزينة‪.‬‬
‫تحدث الحسابات الخصوصية للخزينة بقانون المالية وينص القانون على مداخيل دهذه الحسابات ويحدد المبلغ‬
‫القصى للنفقات التي يمكن أن تقتطع منها‪ .‬غير أنه يجومز في حالة الستعجال والضرورة الملحة أن تحدث‬
‫خلل السنة المالية حسابات خصوصية جديدة للخزينة بموجب مرسوم تطبيقا لحكام الفصل ‪ 45‬من الدستور‪.‬‬
‫ويجب عرض دهذه الحسابات الخصوصية الجديدة على البرلمان بقصد المصادقة في أقرب قانون للمالية‪.‬‬
‫و تشتمل الحسابات الخصوصية للخزينة على الصناف التالية ‪:‬‬
‫• الحسابات المرصدة لمور خصوصية التي تبين فيها المداخيل المرصدة لتمويل صنف معين من النفقات‬
‫والستعمال المخصص لهذه المداخيل‪ .‬ويمكن أن تزود دهذه الحسابات بحصيلة رسوم أو أداءات من الميزانية‬
‫أو مداخيل خاصة؛‬
‫• حسابات النخراط في الهيئات الدولية التي تبين فيها المبالغ المدفوعة والمبالغ المرجعة برسم مشاركة‬
‫المغرب في الهيئات الدولية‪ ،‬ول يجومز أن تدرج في دهذه الحسابات إل المبالغ المقرر إرجاعها في حالة‬
‫النسحاب؛‬
‫• حسابات العمليات النقدية التي تبين حركات الموال ذات الصل النقدي؛‬
‫• حسابات التسبيقات التي تبين فيها المبالغ المدفوعة في شكل تسبيقات قابلة للرجاع تنجزدها الدولة من موارد‬
‫الخزينة وتمنح لجل المصلحة العامة‪ ،‬وتستحق فواكئد على دهذه التسبيقات التي تساوي مدتها سنتين أو تقل‬
‫عنهما ؛‬
‫• حسابات القروض التي تبين فيها المبالغ المدفوعة في شكل قروض تنجزدها الدولة من موارد الخزينة وتمنح‬
‫لجل المصلحة العامة‪ ،‬وتستحق فواكئد على دهذه القروض التي تتجاومز مدتها سنتين؛‬
‫• حسابات النفقات من المخصصات التي تبين عمليات متعلقة بصنف خاص من النفقات يتم تمويله من‬
‫مخصصات الميزانية‪.‬‬

‫خاتمة ‪:‬‬
‫بعد أن يتم تحضير وإعداد مشروع قانون المالية يحال إلى البرلمان من أجل المصادقة عليه‪ ،‬في دهذه المرحلة‬
‫يمر المشروع بإجراءات مسطرية قد تكون معقدة ‪ ،‬ينص عليها الدستور بالضافة إلى القانون التنظيمي للمالية‬
‫الذي يحيل عليه دهذا الدستور‪ ،‬ثم النظامين الداخليين لمجلسي البرلمان‪ ،‬في البداية يجب أن نشدد على أدهمية‬
‫اليداع‪ ،‬إذ على الحكومة أن تحترم آجال اليداع المنصوص عليها في القانون التنظيمي المتعلق بقانون‬
‫المالية‪ ،‬حتى يتسنى للبرلمان المصادقة على مشروع قانون المالية في الوقت المحدد قانونا‪ ،‬أي قبل ‪ 31‬دجنبر‬
‫من السنة المالية‪ ،‬وذلك للحيلولة دون اللجوء إلى المسطرة الستثناكئية‪ ،‬ودهي قيام الحكومة باستصدار مرسوم‬
‫فتح العتمادات في حال عدم تصويت البرلمان على مشروع قانون المالية‪ ،‬أو عدم صدور المر بتنفيذه بسبب‬
‫إحالته إلى المحكمة الدستورية‪.‬‬
‫فما دهي دهاته الجراءات؟ وما دهو مجال الختصاص المالي للبرلمان في ظل الدستور الجديد ؟ وكيف تعامل‬
‫المشرع المغربي مع مجموع الشكالت القانونية المطروحة في دهذا التجاه ؟ خصوصا منها "الفيتو المالي"‬
‫التي تتمتع به الحكومة فقد نصت الفقرة الولى من المادة ‪ 40‬من القانون التنظيمي المذكور على ما يلي ‪:‬‬
‫"تطبيقا لحكام الفصل ‪ 51‬من الدستور‪ ،‬يتم بقوة القانون حذف أو رفض المواد الضافية أو التعديلت الرامية‬
‫إما إلى تخفيض الموارد العمومية وإما إلى إحداث تكليف عمومي أو الزيادة في تكليف موجود"‪.‬‬
‫فهذه الفقرة تحيل على الفصل ‪ 51‬من الدستور المراجع حيث كان في ظل دهذا الفصل للحكومة أن ترفض كل‬
‫تعديل يخل بالتوامزن المالي ‪ ،‬دهذا الفصل الذي يسميه البعض "الفيتو المالي"‪ ،‬ويمكن للحكومة أن ترفض دهذه‬
‫التعديلت دون أن تقدم بيان السباب الداعية لهذا الرفض‪ ،‬لكن مع الدستور الجديد فإن الحكومة مطالبة ببيان‬
‫السباب اثر رفضها للمقترحات والتعديلت التي يتقدم بها أعضاء البرلمان‪ ،‬إذا كان قبولها يؤدي بالنسبة‬
‫لقانون المالية إما إلى تخفيض الموارد العمومية‪ ،‬أو إلى إحداث تكليف عمومي‪ ،‬أو الزيادة في تكليف موجود‬
‫وذلك حسب الفقرة الثانية من الفصل ‪ 77‬من دستوري ‪ ، 2011‬ودهذا دليل آخر على التناقض الموجود بين‬
‫القانون التنظيمي القديم المتعلق بقانون المالية والدستور الجديد لسنة ‪.2011‬‬
‫وما يؤكد دهذه الهيمنة نص المادة ‪ 35‬من القانون التنظيمي حيث تشير إلى أنه في حالة لم يتم في ‪ 31‬دجنبر‬
‫وفقا لحكام الفصل ‪ 50‬من الدستور‪ ،‬التصويت على قانون المالية للسنة أو صدور المر بتنفيذه بسبب إحالته‬
‫إلى المجلس الدستوري فإن الحكومة تفتح بمرسوم العتمادات اللمزمة لسير المرافق العمومية والقيام بالمهام‬
‫المنوطة بها على أساس ما دهو مقترح بالميزانية المعروضة بقصد الموافقة‪.‬‬

‫المراجع ‪:‬‬
‫• ابرادهيم كومغار‪ ،‬المالية العامة )دراسة الميزانية العامة(‬
‫• المصطفى معمر‪ ،‬مدخل لدراسة المالية العامة‪ ،‬الطبعة ‪ ،2006‬مركز سجلماسة للطبع والنشر والتومزيع‪،‬‬
‫• عبد الفتاح بلخال‪ ،‬علم المالية العامة والتشريع المالي المغربي‪ ،‬الطبعة الولى ‪ ،2005‬مطبعة فضالة‬
‫• عبد النبي اضريف‪ ،‬المالية العامة أسس وقواعد تدبير الميزانية العامة ومراقبتها‪ ،‬الطبعة الثالثة ‪،2012‬‬
‫طباعة دار أبي رقراق للطباعة والنشر – الرباط‬
‫• عسو منصور‪ ،‬قانون الميزانية العامة‪ ،‬طبعة ‪،2005‬مطبعة دار النشر المغربية عين السبع – الدار البيضاء‬
‫• منار المصطفى‪ ،‬قواعد الموال العمومية بين ضعف البرلمان ودهيمنة الحكومة‪ REMALD ،‬العدد‬
‫‪80-2008‬‬
‫• القانون التنظيمي رقم ‪ 7.98‬لقانون المالية كما تم تعديله‬
‫• كريم لحرش‪ ،‬الدستور الجديد للمملكة المغربية‪ ،‬طبعة ‪ ،2012‬تومزيع مكتبة الرشاد سطات‬

S-ar putea să vă placă și