Documente Academic
Documente Profesional
Documente Cultură
ISSN: 1112-9751
ﻋﻧوان اﻟﻣﻘﺎل
ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻋﻧﺎﺑﺔ
93
اﻟﺴﻨﺔ اﻟﺘﺎﺳﻌﺔ2017 ﺳﺒﺘﻤﺒﺮ28 اﻟﻌﺪد ISSN: 1112-9751 ﻣﺠﻠﺔ دراﺳﺎت وأﺑﺤﺎث
94
اﻟﻌﺪد 28ﺳﺒﺘﻤﺒﺮ 2017اﻟﺴﻨﺔ اﻟﺘﺎﺳﻌﺔ ﻣﺠﻠﺔ دراﺳﺎت وأﺑﺤﺎث ISSN: 1112-9751
95
اﻟﻌﺪد 28ﺳﺒﺘﻤﺒﺮ 2017اﻟﺴﻨﺔ اﻟﺘﺎﺳﻌﺔ ﻣﺠﻠﺔ دراﺳﺎت وأﺑﺤﺎث ISSN: 1112-9751
و ﻟﻺﺟﺎﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﻫذا اﻟﺳؤال :ﻧﺟد أن اﻟﺗﻐﯾر ظﻬر ﻧﺗﯾﺟﺔ ذﻟك ظواﻫر إﻧﺣراﻓﯾﺔ ﻋدﯾدة ،ﺳﺎﻫﻣت
)( 3
اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ﻟدى ﻏﻲ روﺷﯾﻪ Guy Rocherﯾﻌرف ﺑدورﻫﺎ ﻓﻲ ﺳرﻋﺔ دوران ﻫذﻩ اﻟداﺋرة اﻟﺟﻬﻧﻣﯾﺔ.
"ﺑﺄﻧﻪ ﻛل ﺗﺣول ﻣﻠﺣوظ ﻓﻲ اﻟزﻣﺎن ﯾﻣس ﺑﻛﯾﻔﯾﺔ ﻛﻣﺎ أن اﻟﺗﻐﯾر اﻟﺛﻘﺎﻓﻲ اﻟﺳرﯾﻊ -ﻛﺄﺣد ﺻور اﻟﺗﻐﯾر
ﻏﯾر ﻣؤﻗﺗﺔ اﻟﺑﻧﺎء أو ﯾﻣس اﻟﺗﻧظﯾم اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ -اﻟذي ﯾﺗﻣﯾز ﺑﻪ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ اﻟﺣدﯾث أدى
ﻟﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣﻌﯾﻧﺔ و ﯾوﺟﻪ ﻣﺳﺎرﻫﺎ اﻟﺗﺎرﯾﺧﻲ؛ و ﯾﺗﺣدد إﻟﻰ اﺧﺗﻼﻓﺎت ﺛﻘﺎﻓﯾﺔ واﺳﻌﺔ ﺑﯾن اﻷﺟﯾﺎل اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ
)(5
ﻟدﯾﻪ ﻓﻲ أرﺑﻊ ﺻﻔﺎت وﻫﻲ *:اﻟﺗﻐﯾر اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗﺑﺔ.و ﻫو ﻣﺎ أﻓرز اﻟﻌدﯾد ﻣن اﻟﻣﺷﻛﻼت
ظﺎﻫرة ﻋﺎﻣﺔ وﻣﻧﺗﺷرة ﻟدى ﻓﺋﺎت واﺳﻌﺔ ﻣن اﻟﺳﻠوﻛﯾﺔ ﻟدى اﻷﺑﻧﺎء؛ و ﻫوﻣﺎ وﺿﻌﻧﺎ أﻣﺎم اﻟﺗﺳﺎؤل
اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ﺑﺣﯾث ﯾﻐﯾر ﻣﺳﺎر ﺣﯾﺎﺗﻬﺎ؛*.اﻟﺗﻐﯾر اﻟﺗﺎﻟﻲ:ﻣﺎﻫﻲ اﻵﺛﺎر اﻟﺗﻲ ﯾﺧﻠﻔﻬﺎ اﻟﺗﻐﯾر اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ
اﻟﺑﻧﺎء ﯾﺻﯾب ﺗﺣول ﻛل اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ﻋﻠﻰ اﻷﺳرة و ﺷﺧﺻﯾﺔ اﻷﺑﻧﺎء.و ﺳﺗﺗم اﻹﺟﺎﺑﺔ
اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ..ﯾﻛون اﻟﺗﻐﯾر اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ﻣﺣدداً ﺑﻔﺗرة ﻋن ﻫذا اﻟﺗﺳﺎؤل ﻣن ﺧﻼل اﻟﻌﻧﺎﺻر اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ:
اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ اﻟﺗﻐﯾر ﻣﻌﯾﻧﺔ.*.ﯾﺗﺻف زﻣﻧﯾﺔ
أوﻻ :اﻟﺗﻐﯾر اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ و ﻋﻼﻗﺗﻪ ﺑﺎﻟﺗﻐﯾر
ﺑﺎﻟدﯾﻣوﻣﺔ واﻻﺳﺗﻣ اررﯾﺔ،أي أﻧﻪ ﻟﯾس ﻣؤﻗﺗًﺎ وﺳرﯾﻊ
اﻟزوال.وﻫﻧﺎ ﯾﺷﯾر ﻋﺎطف ﻏﯾث"إﻟﻰ أن اﻟﺗﻐﯾرات اﻷﺳري:
اﻟﺗﻧظﯾم ﻓﻲ ﺗﺣدث اﻟﺗﻲ ﻫﻲ اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ -1ﻣﻔﻬوم اﻟﺗﻐﯾر اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ :اﺻطﻼﺣﺎ :ﯾﺷﯾر
اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ،وﺗﺄﺗﻲ ﻋﻠﻰ ﻋدة أﺷﻛﺎل وﻫﻲ *:اﻟﺗﻐﯾر إﻟﻰ اﻻﺧﺗﻼف اﻟﻛﻣﻲ أو اﻟﻛﯾﻔﻲ ﻣﺎ ﺑﯾن اﻟﺣﺎﻟﺔ
ﻓﻲ اﻟﻘﯾم اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ،ﺗﻠك اﻟﻘﯾم اﻟﺗﻲ ﺗؤﺛر ﺑطرﯾﻘﺔ اﻟﺟدﯾدة واﻟﺣﺎﻟﺔ اﻟﻘدﯾﻣﺔ،ﻓﻲ ﺧﻼل ﻓﺗرة ﻣﺣددة ﻣن
ﻣﺑﺎﺷرة ﻓﻲ ﻣﺿﻣون اﻷدوار اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ وﻣﻌﺎﯾﯾر اﻟزﻣن؛ وﻋﻧدﻣﺎ ﺗﺿﺎف ﻛﻠﻣﺔ اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ﯾﺻﺑﺢ
اﻟﺗﻔﺎﻋل اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ *.اﻟﺗﻐﯾر ﻓﻲ اﻟﻧظﺎم اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ اﻟﺗﻐﯾر اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ Social Changeﻫو:اﻟﺗﻐﯾر
أي ﻓﻲ اﻟﺑﻧﺎءات اﻟﻣﺣددة ﻣﺛل ﺻور اﻟﺗﻧظﯾم اﻟذي ﯾﺣدث داﺧل اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ أو اﻟﺗﺣول اﻟذي ﯾط أر
وﻣﺿﻣون اﻷدوار *.اﻟﺗﻐﯾر ﻓﻲ ﻣراﻛز اﻷﺷﺧﺎص ﻋﻠﻰ أي ﻣن ﺟواﻧﺑﻪ ﺧﻼل ﻓﺗرة زﻣﻧﯾﺔ ﻣﺣددة.إﻻ أﻧﻪ
و ﯾﺣدث ذﻟك ﺑﺣﻛم اﻟﺗﻘدم ﻓﻲ اﻟﺳن أو ﻧﺗﯾﺟﺔ ﻟﯾﺳت ﻛل اﻟﺗﻐﯾرات اﻟﺗﻲ ﺗط أر ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ﻫﻲ
اﻟﻣوت. ﺗﻐﯾرات اﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ،ﻓﻬﻧﺎك ﺗﻐﯾرات ﻋدﯾدة ﻓﻲ
ﯾﻌرف ﻋﻠم اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ﻓﻲ ﺟﺎﻧﺑﻲ اﻟﺛﻘﺎﻓﺔ:اﻟﻣﺎدي واﻟﻣﻌﻧـوي؛
ﻛﻣﺎ ﻧﺟد أن ﻫﻧﺎك ﻣن اﻟﻌﻠﻣﺎء ﻣن ٌ
اﻻﺟﺗﻣﺎع ذاﺗﻪ ﺑﺄﻧﻪ اﻟﻌﻠم اﻟذي ﯾﻬﺗم ﺑدراﺳﺔ اﻟﺗﻐﯾر وﻫﻧﺎك اﺧﺗﻼف ﻓﻲ أﻧﻣﺎط اﻟﻌﻼﻗﺎت ﺑﯾن اﻷﻓ ارد
داﺧل اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ وﻣﻌرﻓﺔ ﻣظﺎﻫر اﻟﺗﻐﯾر اﻟﺳرﯾﻌﺔ اﻟﺗﻲ واﻟﺟﻣﺎﻋﺎت ،واﺧﺗﻼف ﻓﻲ اﻟوظﺎﺋف واﻷدوار
طرأت ﻋﻠﻰ ﺟواﻧﺑﻪ اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ،ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى ﻧوﻋﯾﺔ اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ وﻓﻲ اﻷﻧظﻣﺔ واﻟﻘﯾم واﻟﻌﺎدات واﻟﺗﻘﺎﻟﯾد
اﻟﺑﻧﺎءات واﻟﻣؤﺳﺳﺎت واﻟﻧظم اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ واﻟﺗﻲ ﻻ وﻓﻲ اﻷدوات اﻟﻣﺳﺗﺧدﻣﺔ واﻟﺧﺑرات...اﻟﺦ .(4).ﻓﻣﺎ
ﺗزال ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻣن اﻟدﯾﻧﺎﻣﯾﻛﯾﺔ اﻟﻣﺗﻐﯾرة ﻛﻣﺎ ﯾﺻﻧﻔﻬﺎ ﻫو اﻟﺗﻐﯾر اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ﺑﯾن ﺗﻠك اﻟﺗﻐﯾرات اﻟﺗﻲ
أوﺟﺳت ﻛوﻧت. ﺗﺣدث داﺧل اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ؟.
96
اﻟﻌﺪد 28ﺳﺒﺘﻤﺒﺮ 2017اﻟﺴﻨﺔ اﻟﺘﺎﺳﻌﺔ ﻣﺠﻠﺔ دراﺳﺎت وأﺑﺤﺎث ISSN: 1112-9751
97
اﻟﻌﺪد 28ﺳﺒﺘﻤﺒﺮ 2017اﻟﺴﻨﺔ اﻟﺘﺎﺳﻌﺔ ﻣﺠﻠﺔ دراﺳﺎت وأﺑﺤﺎث ISSN: 1112-9751
-اﻟﻌﺎﻣل اﻻﻗﺗﺻﺎدي :أﺛر اﻟﺗﻐﯾر اﻟﺗﻘﻧﻲ ﻓﻲ ﺟﻣﯾﻊ ﺣﯾث اﻟدرﺟﺔ ﻓﻘط .و ﻫذا اﻟﺗﻐﯾر ﯾﻔﺳر ﺑﻌواﻣل
)(11
اﻟﻧظم و اﻟﻬﯾﺋﺎت اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ،ﻓﻲ ﻛل اﻟﻣﺟﺗﻣﻌﺎت ﻣﺗراﺑطﺔ و ﻣﺗﺳﺎﻧدة ﻛﺛﯾرة ﻧذﻛر ﻣﻧﻬﺎ اﻵﺗﻲ:
اﻟﺗﻲ ﺣدث ﻓﯾﻬﺎ ﺗﺎرﻛﺎ ﺳﻣﺎﺗﻪ اﻟﺑﺎرزة و ﺑﺧﺎﺻﺔ -اﻟﻌﺎﻣل اﻟﺟﻐراﻓﻲ :ﯾﻘﺻد ﺑﻪ ﻣﻛوﻧﺎت اﻟﺑﯾﺋﺔ
اﻟﺗﺻﻧﯾﻊ؛ﻋﻠﻰ ﻛل ﻧﺎﺣﯾﺔ ﻣن ﻧواﺣﻲ اﻟﺣﯾﺎة،وﻟﻘد اﻟطﺑﯾﻌﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻌﯾش ﻓﯾﻬﺎ اﻹﻧﺳﺎن و ﺗﺷﻣل اﻟﻣوﻗﻊ
ﻛﺎن أﺷد اﻟﻧظم اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﺗﺄﺛ ار ﺑﻪ اﻟﻧظﺎم و اﻟﺗﺿﺎرﯾس و اﻟﻣﻧﺎخ و اﻟﻣﺟﺎري اﻟﻣﺎﺋﯾﺔ و
اﻻﻗﺗﺻﺎدي و اﻟﻧظﺎم اﻷﺳري و ذﻟك ﻟﺷدة اﻟﺛروات اﻟﻣﻌدﻧﯾﺔ و اﻟزراﻋﯾﺔ و اﻟﺣﯾواﻧﯾﺔ.و ﻫذﻩ
ارﺗﺑﺎطﻬﻣﺎ اﻟواﺣد ﺑﺎﻵﺧر ﻧﺗﯾﺟﺔ وﺟود ﻋﻼﻗﺎت ﻗوﯾﺔ اﻟﻣﻛوﻧﺎت ﺗؤﺛر ﺣﺗﻣﺎ ﻓﻲ أﻧﺷطﺔ أﻓراد اﻷﺳر.ﻓﺄي
ﻣﺗﺑﺎدﻟﺔ ﺑﯾﻧﻬﻣﺎ؛ ﻓﺎﻷﺳرة ﺗﻣد اﻟﻣﯾدان اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﺗﻐﯾر ﻓﻲ اﻟظروف اﻟﺟﻐراﻓﯾﺔ ﺳوف ﯾؤدي إﻟﻰ
ﺑﺎﻷﯾدي اﻟﻌﺎﻣﻠﺔ و اﻷﺳرة ﻫﻲ اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك اﻷول ﻟﻣﺎ ﺗﻐﯾرات ﻓﻲ اﻷﺳرة؛ﻓﺣدوث اﻟزﻻزل و اﻟﻔﯾﺿﺎﻧﺎت و
ﯾظﻬر ﻓﻲ اﻟﻣﯾدان اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻣن ﺳﻠﻊ و ﺗﻐﯾر اﻟﻣﻧﺎخ و اﺷﺗداد اﻟﺣ اررة أو اﻟﺑرودة ﻓﻲ ﺑﻌض
ﺧدﻣﺎت.واﻟﻧظﺎم اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻟذي ﻓﺗﺢ أﺑواب اﻟﻌﻣل اﻟﻣﻧﺎطق ﻛل ذﻟك ﻗد ﯾﺣدث ﺗﻐﯾرات ﻓﻲ اﺗﺟﺎﻫﺎت
أﻣﺎم اﻟﻣرأة ﻣﻧذ ﺑدء اﻻﻧﻘﻼب اﻟﺻﻧﺎﻋﻲ ﻓﻲ اﻟﻧﺻف أﻋﺿﺎء اﻷﺳر اﻟذﯾن ﯾﺳﻛﻧوﻧﻬﺎ و ﯾؤﺛر أﯾﺿﺎ ﻋﻠﻰ
اﻟﺛﺎﻧﻲ ﻣن اﻟﻘرن اﻟﺛﺎﻣن ﻋﺷر ،وﻗد ﺑدأ ﻓﻲ اﻟﻘرن ﺳﻠوﻛﻬم و طﺑﺎﺋﻌﻬم.
اﻟﻌﺷرﯾن ﯾوﻓر ﻟﻬﺎ ﻓﻲ ﻣﻧزﻟﻬﺎ ﻣﺎ ﯾﯾﺳر ﻋﻠﯾﻬﺎ ﺗﺣﻣل
-ﻋﺎﻣل اﻟﺳﻛﺎن :ﯾﻣﻛن إرﺟﺎع ﻋﺎﻣل اﻟﺳﻛﺎن
اﻟﻣﺑﺎدرة ﻣن ﺟﻬﺔ ،و ﯾﺷﺟﻌﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﺧروج ﻟﻠﻌﻣل
اﻟﻣؤﺛر ﻓﻲ ﺗﻐﯾر اﻷﺳرة إﻟﻰ ﻋﻧﺎﺻر ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﻣﻧﻬﺎ
ﻣن ﺟﻬﺔ أﺧرى .و ﻋﻠﯾﻪ ﺗﻌد ظﺎﻫرة ﺧروج اﻟﻣرأة و
ﻛﺛﺎﻓﺔ اﻟﺳﻛﺎن و ﺣﺟم اﻟﺟﻣﺎﻋﺎت؛وﻣﻌدﻻت اﻟﻣواﻟﯾد
ﺧﺎﺻﺔ اﻷم ﻟﻠﻌﻣل أﺑرز ظﺎﻫرة اﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﻓﻲ
و اﻟوﻓﯾﺎت و اﻟﻬﺟرة اﻟداﺧﻠﯾﺔ و اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ و
اﻟﻌﺻر اﻟﺣدﯾث؛ ذﻟك ﻷﻧﻬﺎ ﻟم ﺗﻌﻔﻬﺎ ﻣن دورﻫﺎ
اﺳﺗﺣداث ﻣﻧﺎطق ﺟدﯾدة ﻟﻠﻌﻣران و اﻟﺳﻛن؛ و
اﻟرﺋﯾﺳﻲ ﻓﻲ اﻷﺳرة ﺑوﺻﻔﻬﺎ زوﺟﺔ و رﺑﺔ ﺑﯾت و
اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ و ﻧﺳﺑﺔ اﻷطﻔﺎل و اﻟﺷﺑﺎب و
أﻣﺎ ،ﺑل إﻧﻬﺎ أﺿﺎﻓت إﻟﻰ ﻫذا اﻟدور دو ار ﻣﻬﻣﺎ ﻫو
اﻟﺷﯾوخ ،وأﺛر ذﻟك ﻓﻲ اﻟﻌﻣل و اﻹﻧﺗﺎج و ﻓﻲ
دور اﻟﺗﻛﺳب ﻣن اﻟﻌﻣل؛اﻟذي ﻛﺎن ﻣن ﻗﺑل وﻗﻔﺎ
اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟوطﻧﻲ.وﻣن ﻫﻧﺎ ﯾﻣﻛن اﻟﻘول أن ﻋﺎﻣل
ﻋﻠﻰ اﻟذﻛور وﺣدﻫم.ﻛﻣﺎ ﯾﻼﺣظ أﯾﺿﺎ ﺗﺄﺛﯾر
اﻟﺳﻛﺎن ﯾؤﺛر إﻟﻰ ﺣد ﻛﺑﯾر ﻓﻲ ﻋﻣﻠﯾﺔ ﺗﻐﯾر ظروف
اﻻﻗﺗﺻﺎد ﻓﻲ اﻷﺳرة ﻣن ﺧﻼل ارﺗﻔﺎع ﻣﺳﺗوى ﺣﯾﺎة
)(13 اﻷﺳرة؛ ﻓﻛﺛرة ﻋدد أﻓراد اﻷﺳرة ﻓﻲ اﻟدول اﻟﻣﺗﺧﻠﻔﺔ
اﻷﺳرة ﺧﻼل ﻓﺗرات اﻟرﺧﺎء اﻻﻗﺗﺻﺎدي.
ﻧﺗﯾﺟﺔ اﻹﻗﺑﺎل ﻋﻠﻰ اﻟزواج و ارﺗﻔﺎع ﻧﺳﺑﺔ اﻟوﻻدات؛
-اﻟﻌﺎﻣل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﻲ:ﯾﻘﺻد ﺑﺎﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ ﻓن اﻹﻧﺗﺎج واﻧﺧﻔﺎض ﻧﺳﺑﺔ اﻟوﻓﯾﺎت و ﻣﺎ ﯾﺳﺗﻠزﻣﻪ ﻣن ﻣطﺎﻟب
اﻟﺣدﯾث،أي اﻷﺳﺎﻟﯾب واﻟوﺳﺎﺋل اﻟﻣﺳﺗﺧدﻣﺔ ﻓﻲ اﻟرﻋﺎﯾﺔ اﻟﻐذاﺋﯾﺔ و اﻟﺻﺣﯾﺔ و اﻟﻌﻼﺟﯾﺔ و
اﻟﻣﺷروﻋﺎت اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ و اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ.و ﻗد ﻛﺎن اﻟﺗرﻓﯾﻬﯾﺔ،أو ﯾﺗﻌﺎرض ﻣﻊ ﻣﻘﺗﺿﯾﺎت اﻟﺣﯾﺎة اﻟﻣﺗطورة
ﻟﻠﺗﻘدم اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﻲ ﺗﺄﺛﯾرات ﻛﺛﯾرة ﻋﻠﻰ اﻷﺳرة ﻣن و ارﺗﻔﺎع ﻣﺳﺗوى اﻟﻣﻌﯾﺷﺔ إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﺗﻌﺎرض ذﻟك
ﺣﯾث ﺑﻧﺎﺋﻬﺎ ووظﺎﺋﻔﻬﺎ؛ ﻟذﻟك ﻧﺟد أن ﺣﺟم اﻷﺳرة ﻣﻊ ظروف اﻷم اﻟﻌﺎﻣﻠﺔ و اﻧﺷﻐﺎﻟﻬﺎ ﺧﺎرج
ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺗﻣﻌﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﺄﺧذ ﺑﺄﺳﺑﺎب اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ )(12
اﻟﻣﻧزل.
98
اﻟﻌﺪد 28ﺳﺒﺘﻤﺒﺮ 2017اﻟﺴﻨﺔ اﻟﺘﺎﺳﻌﺔ ﻣﺠﻠﺔ دراﺳﺎت وأﺑﺤﺎث ISSN: 1112-9751
ﻻ ﯾﻣﻛن ﺗﺟﺎﻫﻠﻪ؛ و ﯾﺗﺟﻠﻰ ﻫذا اﻟﺗﻐﯾر ﻓﻲ ﺗرﻛﯾب اﻟﺣدﯾﺛﺔ ﯾﻣﯾل إﻟﻰ اﻟﻧﻘﺻﺎن،ﻣﻊ ﻣﺎ ﯾﺻﺎﺣﺑﻪ ﻣن
اﻷﺳرة ﻓﻲ اﻟﻧواﺣﻲ اﻵﺗﯾﺔ: اﻧﺗﺷﺎر ﺷﻛل اﻷﺳرة اﻟﻧواة.زد ﻋﻠﻰ ذﻟك أن
-إن اﻷﺳرة اﻟﺣدﯾﺛﺔ اﻵن ﻫﻲ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺗﺣول اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻟداﺧﻠﯾﺔ ﻓﻲ اﻷﺳرة ﻗد ﺗﻐﯾرت إﻟﻰ ﺣد
ﻣﺳﺗﻣر ﻣن أﺳرة ﻣﻣﺗدة إﻟﻰ أﺳرة ﻧووﯾﺔ ،ﺣﺗﻰ ﺑﻌﯾد ﻓﺿﻌﻔت ﺳﻠطﺔ اﻷب و ارﺗﻔﻌت ﻣﻧزﻟﺔ اﻷم ،و
أﺻﺑﺣت اﻷﺳرة اﻟﻣﻣﺗدة اﻵن ﻻ ﺗوﺟد إﻻ ﻧﺎد ار ﻓﻲ ﺗﻘﻠﺻت وظﺎﺋف اﻷﺳرة ﺑﺣﯾث ﻟم ﯾﺑق ﻟﻬﺎ ﺳوى
اﻟﺑﻼد اﻟﻣﺗﻘدﻣﺔ ،و ﻓﻲ اﻟﻣﻧﺎطق اﻟرﯾﻔﯾﺔ ﻣﻧﻬﺎ أﯾﺿﺎ وظﺎﺋف ﻗﻠﯾﻠﺔ أﻫﻣﻬﺎ وظﯾﻔﺗﻲ اﻹﻧﺟﺎب و اﻟﺗﻧﺷﺋﺔ
)(14
و ﻻ ﺷك ﻓﻲ أن ﻫﻧﺎك ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻛﺑﯾرة ﻣن اﻟﻌواﻣل اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ.
اﻟﺗﻲ ﺗﻘف وراء ﻫذا اﻟﺗﺣول؛و ﻓﻲ ﻣﻘدﻣﺗﻬﺎ ﺗﻌﻘد -اﻟﻌﺎﻣل اﻻﯾدﯾوﻟوﺟﻲ :إن دور اﻻﯾدوﻟوﺟﯾﺎ ﻓﻲ
اﻟﺣﯾﺎة اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ و اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ و طﺑﯾﻌﺔ اﻟﻌﻣل؛ ﺗﻐﯾر اﻷﺳرة ،ﯾظﻬر ﺑوﺿوح ﻓﻲ ارﺗﻔﺎع ﻣﺳﺗوى
و ﺧﺎﺻﺔ اﻟﻌﻣل اﻟﺻﻧﺎﻋﻲ و ظﻬور اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ رﻋﺎﯾﺔ اﻷطﻔﺎل ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺗﻣﻌﺎت اﻟﺣدﯾﺛﺔ؛ ﺣﯾن
اﻟﻔردﯾﺔ و ﻧﻣو ﺣرﻛﺔ اﻟﺗﻌﻠﯾم و ﺧروج اﻟﻣرأة ﻟﻠﻌﻣل أﺻﺑﺣوا ﯾﺣﺻﻠون ﻋﻠﻰ رﻋﺎﯾﺔ ﻓﺎﺋﻘﺔ و ﺧدﻣﺎت
و ﻧﻣو اﻻﺗﺟﺎﻫﺎت اﻟﻔردﯾﺔ،و ظﻬور اﻟﻌﻼﻗﺎت ﻛﺛﯾرة ﻟم ﯾﺗﯾﺳر ﻟﻬم اﻟﺣﺻول ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻣن ﻗﺑل.و
اﻟرﺳﻣﯾﺔ و اﻟﺗﻌﺎﻗدﯾﺔ و اﺗﺳﺎع ﻧطﺎق اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ و ﯾﻣﻛن ﺗﻔﺳﯾر ارﺗﻔﺎع رﻋﺎﯾﺔ اﻷطﻔﺎل ﺣﺎﻟﯾﺎ ﺑﻧﻘص
إﻋﺎدة ﻧظﺎم اﻟﺗﻘوﯾم اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ﻟﯾﻘوم ﻋﻠﻰ أﺳﺎس ﻋددﻫم ﻓﻲ اﻷﺳرة ﺑﺳﺑب ﻓﻌﺎﻟﯾﺔ وﺳﺎﺋل ﺗﻧظﯾم
اﻟﺗﻌﻠﯾم و اﻟﻘدرات اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ و اﻻﻧﺟﺎز و اﻟﺟﻬد اﻷﺳرة؛ ﻓﻲ ﺑﻌض اﻟﻣﺟﺗﻣﻌﺎت اﻟﻣزدﺣﻣﺔ ﺑﺎﻟﺳﻛﺎن،
اﻟﻔردي،و ﻟﯾس ﻋﻠﻰ أﺳﺎس اﻟﺣﺳب و اﻟﻧﺳب أو واﺗﺟﺎﻩ اﻟﻣرأة إﻟﻰ اﻟﺗﻘﻠﯾل ﻣن اﻹﻧﺟﺎب و ﯾظﻬر دور
اﻻﻧﺗﻣﺎءات اﻟﻌﺷﺎﺋرﯾﺔ أو اﻷﺳرﯾﺔ .وﻣن اﻟﻣﺗوﻗﻊ ﻓﻲ اﻻﯾدوﻟوﺟﯾﺎ ﻓﻲ ﺗﻐﯾر اﻷﺳرة أﯾﺿﺎ ﻓﻲ ﻣﯾل اﻷﺳرة
اﻟﻣﺳﺗﻘﺑل اﻟﻘرﯾب أن ﺗﺗﻼﺷﻰ اﻷﺳرة اﻟﻣﻣﺗدة إﻟﻰ أن ﺗﻛون ﺟﻣﺎﻋﺔ ﺗرﺑطﻬﺎ اﻟﻣﺣﺑﺔ و اﻟﻌﻼﻗﺎت
)(15
وﺗﺧﺗﻔﻲ ،ﻧظ ار ﻻﺳﺗﻔﺣﺎل اﻟظروف اﻟﻣﺎدﯾﺔ و اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ اﻟوﺛﯾﻘﺔ.
اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺔ اﻟﻣﻌﻘدة اﻟﺗﻲ ﻻ ﺗﺗﻼءم ﻣﻊ طﺑﯾﻌﺗﻬﺎ؛ ﺑل
ﺛﺎﻟﺛﺎ:اﻧﻌﻛﺎﺳﺎت اﻟﺗﻐﯾر اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ﻋﻠﻰ
ﺗﺗﻼءم و ﺗﺗﻔق ﻣﻊ طﺑﯾﻌﺔ اﻷﺳرة اﻟﻧووﯾﺔ و
)(17
اﻷﺳرة:اﻧﻌﻛﺳت اﻟﺗﻐﯾرات اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ و اﻟﺛﻘﺎﻓﯾﺔ و
ﻛﻣﺎ أﻧﻪ و ﻣن أﺑرز اﻟﺗﻐﯾرات اﻟﺗﻲ إﯾدﯾوﻟوﺟﯾﺗﻬﺎ.
اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟﺷﺎﻣﻠﺔ اﻟﺗﻲ ﺷﻬدﻫﺎ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ اﻟﺣدﯾث
ظﻬرت آﺛﺎرﻫﺎ ﻓﻲ ﺗرﻛﯾب اﻷﺳرة ﺗﻠك اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ
ﻧﺗﯾﺟﺔ اﻟﺗﺣﺿر و اﻟﺗﺻﻧﯾﻊ واﻟﺗﺣدﯾث ﻋﻠﻰ اﻷﺳرة
ﺑظواﻫر ﺛﻼث ﺟدﯾدة:ﻫﻲ ﺗﻌﻠﯾم اﻟﻣرأة و ﺗﺣررﻫﺎ ،و
ﻓﺄﺣدﺛت ﻓﯾﻬﺎ ﺗﻐﯾرات ﺟذرﯾﺔ ﻣﻬﻣﺔ و ﻟﻌل أﺑرز ﻫذﻩ
ﺗﺷﻐﯾﻠﻬﺎ ﻓﻲ ﻣﺧﺗﻠف اﻟوظﺎﺋف؛و ﻗد ﺗرﺗب ﻋﻠﻰ
اﻟﺗﻐﯾرات اﻟﺗﻲ طرأت ﻋﻠﻰ اﻷﺳرة ﯾﺗﻣﺛل ﺑﺎﺧﺗﺻﺎر
ﺗﻌﻠﯾم اﻟﻣرأة ﺗﺣرﯾرﻫﺎ ﺑﺎﻟﺗدرﯾﺞ ﻣن ﺳﯾطرة اﻟرﺟل و )(16
ﺷدﯾد ﻓﻲ اﻟﺟواﻧب اﻵﺗﯾﺔ:
ﺳﻠطﺎت اﻟﺗﻘﺎﻟﯾد و اﻟﺣرﻣﺎن اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ اﻟذي ﻛﺎن
ﻣﻔروﺿﺎ ﻋﻠﯾﻬﺎ و ﺗﺷﻐﯾﻠﻬﺎ ﻓﻲ اﻟوﻗت ﻧﻔﺳﻪ ﻓﻲ -ﺗرﻛﯾب اﻷﺳرة:إن ﻋﻣﻠﯾﺎت اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ و
)(18
ﻣﺧﺗﻠف اﻟﻣﻬن اﻟﻣﺗﺧﺻﺻﺔ. اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﺑﻣﺎ ﯾﺻﺎﺣﺑﻬﺎ ﻣن اﻧﺗﺷﺎر اﻟﺗﻌﻠﯾم،و
اﻟﺗﺻﻧﯾﻊ و اﻟﺣﺿرﯾﺔ ﻗد ﻏﯾرت ﺗرﻛﯾب اﻷﺳرة ﺗﻐﯾ ار
99
اﻟﻌﺪد 28ﺳﺒﺘﻤﺒﺮ 2017اﻟﺴﻨﺔ اﻟﺘﺎﺳﻌﺔ ﻣﺠﻠﺔ دراﺳﺎت وأﺑﺤﺎث ISSN: 1112-9751
ﻧظرﻧﺎ إﻟﻰ اﻷﺳرة اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﻓﻲ ﻋﻣوﻣﻬﺎ ،ﻧﺟد أﻧﻬﺎ و ﻗد أدى أﯾﺿﺎ اﻟﺗﺣول اﻟذي ﺣدث ﻓﻲ ﺑﻧﺎء
ﺗﺗﺣول ﺑﺎﻟﻔﻌل إﻟﻰ أﺳرة ﻧواة ﺑﻧﺎﺋﯾﺎ و ﺗﻔﻘد ﻛﺛﯾ ار ﻣن اﻷﺳرة إﻟﻰ ﺗﺣرر اﻟﺷﺑﺎب ﻣن ﻛﺛﯾر ﻣن اﻟﺿواﺑط و
وظﺎﺋﻔﻬﺎ؛ ﺑﺎﻧﺗﻘﺎﻟﻬﺎ إﻟﻰ ﻣؤﺳﺳﺎت و ﻣﻧظﻣﺎت أﺧرى اﻟﺿﻐوط اﻟﺗﻘﻠﯾدﯾﺔ ﻓﺎﻟﺷﺎب اﻟذي ﺗﺗﺎح ﻟﻪ ﻓرﺻﺔ
ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ،ﻟﻛﻧﻬﺎ و ﻟظروف ﻋدﯾدة ﻟم ﺗﺗﺣول إﻟﻰ ﻣﺗﻘدﻣﺔ ﻣن اﻟﺗﻌﻠﯾم و درﺟﺔ ﻣن اﻻﺳﺗﻘﻼل
أﺳرة ﻣﻧﻌزﻟﺔ .ﻓﻘد ﺑدأت ﺑﺎﻟﻔﻌل ﻋﻼﻗﺎت اﻷﺳرة اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻧﺗﯾﺟﺔ ﺣﺻوﻟﻪ ﻋﻠﻰ دﺧل ﺛﺎﺑت ﻣن
اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﺗﺿﯾق و ﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ اﻟﻣدﯾﻧﺔ ﻟﺗﺷﺗﻣل ﻋﻠﻰ ﻋﻣﻠﻪ و ﻋﻠﻰ ﻣرﻛز اﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ﻓﻲ ظل ﻧظﺎم اﻟﺗﻘوﯾم
)(20
أﻗل ﻋﻼﻗﺎت ﻣﻣﻛﻧﺔ ﺑﻬذا اﻟﻧﺳق. اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ اﻟﻣﺗﻐﯾر ﯾﻔوق اﻟذي ﺣﺻل ﻋﻠﯾﻪ آﺑﺎؤﻩ
و ﻣﻊ ﻧﻣو اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ﺻﻧﺎﻋﯾﺎ و ﺣﺿرﯾﺎ و اﻗﺗﺻﺎدﯾﺎ ﻫذا اﻟﺷﺎب ﯾﺻﺑﺢ ﺑﻼ ﺷك أﻛﺛر ﺗﺣر ار و اﺳﺗﻘﻼﻻ
ﯾﺿﻌف دور اﻷﺳرة ﺑوﺻﻔﻬﺎ ﺿﺎﺑطﺎ أو ﻣﺷﻛﻼ ﻋن أﺳرﺗﻪ ﺑﺎﻟﻣﻘﺎرﻧﺔ ﺑﺎﻟﺷﺎب اﻟرﯾﻔﻲ اﻟذي ﻧﺷﺄ ﻓﻲ
ﻟﺳﻠوك اﻟﺷﺑﺎب ﻧﺗﯾﺟﺔ ﻟﺗﻌرض اﻟﻧشء اﻟﺟدﯾد ﻟﻛﺛﯾر ظل اﻷﺳرة اﻟﻣﻣﺗدة.
ﻣن اﻟﺧﺑرات ﺧﺎرج ﻧطﺎق اﻷﺳرة و ﺑذﻟك ﻻ ﺗﺻﺑﺢ إﻟﻰ ﺟﺎﻧب ﺗﻧﺎﻗص ﺣﺟم اﻷﺳرة و ذﻟك ﺑﺳﺑب
اﻷﺳرة اﻟﻣؤﺳﺳﺔ اﻟوﺣﯾدة أو اﻟﻣﺣورﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺗﻧﺷﺋﺔ اﻻﺗﺟﺎﻩ ﻧﺣو اﻟﺗﺣﻛم ﻓﻲ إﻧﺟﺎب اﻷطﻔﺎل ،و ﻫذا
اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﻛﻣﺎ ﻫو اﻟﺣﺎل ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺗﻣﻌﺎت اﻟﺗﻘﻠﯾدﯾﺔ دﻟﯾل ﻋﻠﻰ أن ﻫﻧﺎك اﻗﺗﻧﺎﻋﺎ ﻋﺎﻣﺎ ﺑﺿرورة ﺗﺣدﯾد
و ﻣﺎ ﻧﻘﺻدﻩ ﻫﻧﺎ ﻫو ﺗﻐﯾر دورﻫﺎ ﻣن ﺣﯾث ﺣﺟم اﻷﺳرة؛ﻣﻣﺎ ﯾﻣﯾل إﻟﻰ اﻻﻋﺗﻘﺎد ﺑﺄن اﻟدﻋﺎوي
)(21
اﻟدرﺟﺔ. اﻟﺗﻲ ﻛﺎﻧت ذات ﻗوة ﯾوﻣﺎ ﻣﺎ ﻣؤﻛدة ﻣﺟﺎﻓﺎة ﻣﺛل ﻫذا
ﻓﻠﻘد ﻛﺎﻧت اﻷﺳرة ﻓﻲ اﻟﻣﺎﺿﻲ ﺗﻘوم ﺑﻛﺛﯾر ﻣن اﻷﺳﻠوب ﻟﻠدﯾن أو ﻷﯾﺔ اﻋﺗﺑﺎرات أﺧرى ،ﺗﺗﻌﻠق
اﻟوظﺎﺋف ﻓﻘد ﻛﺎﻧت ﺗﺗﺣﻣل ﻛل ﻣﺳؤوﻟﯾﺎت اﻟﺣﯾﺎة و ﺑﺎﻟﻌﺻﺑﯾﺔ أو ﺑﺎﻟﺣﺎﺟﺔ إﻟﻰ ﻋدد ﻛﺑﯾر ﻣن اﻷطﻔﺎل
اﻟﻌﻣل إﻟﻰ ﺟﺎﻧب أﻧﻬﺎ وﺣدﻫﺎ دون ﻏﯾرﻫﺎ ﺗؤدي ﻟﻠﻣﺳﺎﻋدة ﻓﻲ اﻷﻋﻣﺎل اﻹﻧﺗﺎﺟﯾﺔ؛ أو اﻟزراﻋﯾﺔ اﻟﺗﻲ
وظﯾﻔﺔ اﻟﺗﻧﺎﺳل و ﺗﺗﻛﻔل ﺑﺗرﺑﯾﺔ اﻷطﻔﺎل ﻏﯾر أﻧﻪ و ﺗﻬﺗم ﺑﻬﺎ اﻷﺳرة؛ ﻟم ﺗﻌد ﻟﻬﺎ ﻓﻌﺎﻟﯾﺔ ﻓﻲ ﺗﺣدﯾد
ﺗﺣت ﺗﺄﺛﯾر ﻋﻣﻠﯾﺎت اﻟﺗﺣﺿر و اﻟﺗﺻﻧﯾﻊ و اﺗﺟﺎﻫﺎت اﻷﺳر.ﻓﺎﻷﺳرة اﻟﻌرﺑﯾﺔ اﻟﻣﻌﺎﺻرة ﺑدأت
اﻟﺗﺣدﯾث ﺿﺎﻗت وظﺎﺋف اﻷﺳرة و ظﻬرت ﺗﺣس ﺑﻣﺳؤوﻟﯾﺗﻬﺎ اﻟﻣﺑﺎﺷرة ﻧﺣو ﺗﻌﻠم أطﻔﺎﻟﻬﺎ
ﻣؤﺳﺳﺎت ﺟدﯾدة ﺣﻠت ﻣﺣﻠﻬﺎ و أﺻﺑﺣت ﺗﺗوﻟﻰ ورﻋﺎﯾﺗﻬم اﻟﺻﺣﯾﺔ و ﺗﻬﯾﺋﺔ أﻓﺿل اﻟظروف ﻟﻬم؛
اﻹﺷراف ﻋﻠﻰ ﻛﺛﯾر ﻣن اﻟﺷؤون اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ و ﻟﯾﺳﺗطﯾﻌوا اﻻﺷﺗراك ﻓﻲ اﻟﻌﻣل اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻣن واﻗﻊ
اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ و اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ و اﻟﺗرﺑوﯾﺔ و اﻟدﯾﻧﯾﺔ...إﻟﺦ اﻟﺧﺑرة و اﻟﻣؤﻫل اﻟﻌﺎﻟﻲ.ﻛﻣﺎ ﯾﻌﺗﻘد اﻟﺑﻌض أن
اﻟﺗﻲ ﻛﺎﻧت ﺗؤدﯾﻬﺎ ﻣن ﻗﺑل ﺣﯾث ﻟم ﯾﺑق ﻟﻬﺎ ﺳوى اﻟﺗﻐﯾر اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ و اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﻲ ﻗد ﻓرض ﻋﻠﻰ
وظﺎﺋف ﻗﻠﯾﻠﺔ ﻟﻌل أﻫﻣﻬﺎ وظﯾﻔﺗﺎ اﻟﺗﻧﺎﺳل و اﻟﺗﻧﺷﺋﺔ اﻷﺳرة ﻣﺻﯾ ار ﻻ ﻣﻔر ﻣﻧﻪ و ﻫو اﻻﻧﺣﻼل
)(22
اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ. اﻟﺗدرﯾﺟﻲ ﺣﯾث اﻧﻬﺎر ﻧﻣطﻬﺎ اﻟﺗﻘﻠﯾدي اﻟﻣﻣﺗد و
ﺗﺣول إﻟﻰ أﺳرة ﻧواة،إذ و ﻓﻲ ﺧﺿم اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ
إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ذﻟك ﺗؤدي اﻟﺗﻐﯾرات اﻟﺑﻧﺎﺋﯾﺔ ﻓﻲ اﻷﺳرة
اﻟﺣﺿري اﻟﺻﻧﺎﻋﻲ اﻟﻣﻌﻘد؛اﻧﻌزﻟت اﻷﺳرة ﻓدب
إﻟﻰ ﺗﻐﯾرات ﻓﻲ أدوار أﻋﺿﺎءﻫﺎ ،ﻓﺎﻟزوج و ﻧﺗﯾﺟﺔ )(19
ﻟﻛن إذا ﻓﯾﻬﺎ اﻟﺗﻔﻛك و اﻟﺗﺻدع ﻓﻲ ﺑﻧﺎﺋﻬﺎ.
ﻟظروف اﻟﻌﻣل اﻟﺟدﯾدة ﺑﺎﻟﻣﻘﺎرﻧﺔ ﺑظروف اﻟﻌﻣل
100
اﻟﻌﺪد 28ﺳﺒﺘﻤﺒﺮ 2017اﻟﺴﻨﺔ اﻟﺘﺎﺳﻌﺔ ﻣﺠﻠﺔ دراﺳﺎت وأﺑﺤﺎث ISSN: 1112-9751
ﻣﻊ ﻗدراﺗﻬﺎ ،و ﻫﻛذا أﺻﺑﺢ ﻟﻬﺎ ﺣرﯾﺔ ﻣﻠﺣوظﺔ ﻓﻲ اﻟﺗﻲ ﻛﺎﻧت ﺳﺎﺋدة ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺗﻣﻌﺎت اﻟﺗﻘﻠﯾدﯾﺔ؛ ﺟﻌﻠﺗﻪ
ﻣن و ﻣﺗﻰ ﺗﺗزوج ﻟﺷﻌورﻫﺎ ﺑﺎﻷﻣن اﻻﻗﺗﺻﺎدي و ﯾﻔﻘد ﻛﺛﯾ ار ﻣن ﺳﻠطﺗﻪ ﻓﻲ اﺗﺧﺎذ اﻟﻘ اررات أو دورﻩ ﻓﻲ
ﻋدم ﺣﺎﺟﺗﻬﺎ إﻟﻰ اﻻﻋﺗﻣﺎد ﻋﻠﻰ اﻟرﺟل.ﻛﻣﺎ أن ﺗﻧظﯾم اﻟﻌﻼﻗﺎت داﺧل و ﺧﺎرج أﺳرﺗﻪ.ﻛﻣﺎ ﯾﺻﺎﺣب
ﻋﻣل اﻟﻣرأة أدى إﻟﻰ ﺑﻌدﻫﺎ ﻫﻲ أﯾﺿﺎ ﻋن اﻟﻣﻧزل اﻟﺗﻐﯾر اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ و اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﻲ ﺗﻐﯾ ار ﻓﻲ اﻟﻌﻼﻗﺎت
ﻣﻣﺎ ﺟﻌﻠﻬﺎ ﻏﯾر ﺧﺎﺿﻌﺔ ﻟﺳﻠطﺔ اﻵﺑﺎء أو اﻟزوﺟﯾﺔ و اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻟداﺧﻠﯾﺔ ﻓﻲ اﻷﺳرة ﻗد ﯾﺗﺟﻪ
)(24
اﻷزواج. إﻟﻰ زﯾﺎدة اﻟﺗراﺑط و اﻟﺗﻛﺎﻣل ﺑﯾن أﻓ ار اﻷﺳرة ،أو ﻗد
إذ ﯾرى ﺑﻌض ﻋﻠﻣﺎء اﻻﺟﺗﻣﺎع ﻓﻲ ﻫذا اﻟﺻدد؛ أن ﯾؤدي إﻟﻰ اﻟﺗﻔﻛك و اﻻﻧﺣﻼل.أﺿف إﻟﻰ ﻫذا
اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ أدت ﻋﻠﻰ ﺗﻔﻛك اﻷﺳرة و إﻟﻰ ﻓﻘداﻧﻬﺎ ﻛﻠﻪ؛ﻓوظﯾﻔﺔ اﻷﺳرة ﻛوﺣدة اﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﺗﺣوﻟت ﻣن
ﻟوظﺎﺋﻔﻬﺎ اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ ،و ﯾؤﻛدون أن اﻷﺳرة ﻓﻲ اﻹﻧﺗﺎج إﻟﻰ اﻻﺳﺗﻬﻼك،اﻷﻣر اﻟذي أدى إﻟﻰ
اﻟﻣﺎﺿﻲ ﻛﺎﻧت وﺣدة طﺑﯾﻌﯾﺔ و ﻧﻔﺳﯾﺔ ﻣﺗﻛﺎﻣﻠﺔ و ﺗﻐﯾرات ﻋدﯾدة ﻓﻲ اﻟوظﺎﺋف اﻟﻛﻠﯾﺔ ﻟﻸﺳرة ،و إﻟﻰ
ﺛﻘﺎﻓﯾﺎ ﻧﺷﺄ أﺳﺎﺳﺎ اﺳﺗﺟﺎﺑﺔ ﻟﻠﺣﺎﺟﺎت ﻧﺗﺎﺟﺎ ﺗﻌدﯾﻼت ﻓﻲ ﻣﻛﺎﻧﺔ اﻷﺳرة ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ و ﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ
اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ،و ﻟﻛن ﺗﻌرﺿﻬﺎ ﻟﺑﻌض أﻧﻣﺎط اﻟﺗﻐﯾر ﻓﻲ ﻣﻛﺎﻧﺔ أﻋﺿﺎﺋﻬﺎ؛ إذ ﯾﻛﺎد أﻏﻠب اﻟﻌﻠﻣﺎء ﯾﺟﻣﻊ
اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ﺟﻌﻠﻬﺎ ﺗﺗﺣﻠل و ﺗﺗﻔﻛك.و أن اﻻﻋﺗﻣﺎد ﻋﻠﻰ أن ﻫذا اﻟﺗﻐﯾر ﻫو اﻟذي ﯾﻔﺳر ﺗﻔﻛك رواﺑط
اﻟﻣﺗﺑﺎدل ﺑﯾن اﻟزوﺟﯾن ﺿﻌف ﻛﺛﯾ ار ﻓﻲ اﻟوﻗت اﻟﻌﺻﺑﯾﺔ و اﻟﺗﻣﺎﺳك اﻟﺗﻲ ﻛﺎﻧت ﺗﻣﯾز اﻟﻧﺳق اﻟﻘراﺑﻲ
)(25
اﻟﺣﺎﻟﻲ. ﻛﻛل.ﻛﻣﺎ أن ﻫﻧﺎك اﻋﺗﻘﺎد ﺑﯾن اﻟدارﺳﯾن ﻟﻸﺳرة ،
ﺑﺄن ﺑﻌض وظﺎﺋﻔﻬﺎ و ﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟﺗﻌﻠﯾم
ﯾﻌﺗﻘد ﻛﺛﯾر ﻣن اﻟﺑﺎﺣﺛﯾن ﻓﻲ ﻣﯾدان اﻷﺳرة أن
واﻟﺗﻧﺷﺋﺔ اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ق اﻧﺗﻘل إﻟﻰ ﻣؤﺳﺳﺎت ﻧظﺎﻣﯾﺔ
اﻟﺗﻐﯾر اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ و اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﻲ ﻗد ﻓرض ﻋﻠﻰ
ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ﺗﺧﺿﻊ ﻟﺗﺧطﯾط ﻣﻌﯾن و ﺗﻧﻔذ ﺑراﻣﺞ
اﻷﺳرة ﻣﺻﯾ ار ﻻ ﻣﻔر ﻣﻧﻪ و اﻟذي ﯾﺗﺟﻠﻰ ﻓﻲ
ﻣوﺣدة ،اﻷﻣر اﻟذي ﯾؤدي إﻟﻰ ﺗﻣﺎﺛل ﻓﻲ ﺷﺧﺻﯾﺔ
اﻻﻧﺣﻼل اﻟﺗدرﯾﺟﻲ ﻟﺑﻧﺎﺋﻬﺎ ووظﺎﺋﻔﻬﺎ؛ ﺣﯾث اﻧﻬﺎر
أﻋﺿﺎء اﻷﺳر و إﻟﻰ ﺗذوﯾب ﻟﺑﻌض اﻟﻔوارق اﻟﺗﻲ
ﻧﻣطﻬﺎ اﻟﺗﻘﻠﯾدي و ﺗﺣوﻟت إﻟﻰ أﺳرة ﻧواة ،و ﻓﻲ )(23
ﻛﻣﺎ أن ﺗﻐﯾر ﻛﺎﻧت ﺗﻣﯾز اﻟﻣﺟﺗﻣﻌﺎت اﻟﺗﻘﻠﯾدﯾﺔ.
ﺧﺿم اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ اﻟﺣﺿري اﻟﺻﻧﺎﻋﻲ اﻟﻣﻌﻘد ﺗﻧﻌزل
وظﯾﻔﺔ اﻹﻧﺗﺎج اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻓﻲ اﻷﺳرة أدت إﻟﻰ
ﻓﯾدب اﻟﺗﻔﻛك و اﻟﺗﺻدع ﻓﻲ ﺑﻧﺎﺋﻬﺎ و ﺗﺗﻘﻠص ﻣن ﺛم
ﺗﻐﯾرات ﻧﺳﺑﯾﺔ ﻓﻲ ﻣﻛﺎﻧﺔ اﻟزوج و اﻟزوﺟﺔ
وظﺎﺋﻔﻬﺎ .و ﻟم ﯾﻛن ﺗﺄﺛﯾر اﻟﺻﻧﺎﻋﺔ ﻋﻠﻰ اﻟطﻔل و
ﻓﯾﻬﺎ.ﻓﺎﻟزوج ﻓﻲ اﻷﺳرة اﻟرﯾﻔﯾﺔ ﯾﻛون اﻟرﺋﯾس ﻷن
ﻣﻛﺎﻧﺗﻪ ﻓﻲ اﻷﺳرة ﺑﺄوﺿﺢ ﻣن آﺛﺎرﻫﺎ ﻋﻠﻰ دور و
اﻟﻌﻣل ﻓﻲ اﻟزراﻋﺔ ﯾﺣﺗﺎج إﻟﻰ رﺋﯾس ﻗوي ،و ﯾﺻﺑﺢ
ﻣﻛﺎﻧﺔ ﻛل ﻣن اﻟزوج و اﻟزوﺟﺔ؛ ﻓﺎﺧﺗﻼف اﻟﻧظرة
اﻟﻌﻣل اﻟرﺋﯾﺳﻲ ﻟﻠﻣرأة ﻫو اﻷﻋﻣﺎل اﻟﻣﻧزﻟﯾﺔ و رﻋﺎﯾﺔ
ﻟﻠطﻔل و ﺗﻐﯾر اﻟﻘﯾﻣﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟﺗﻘﻠﯾدﯾﺔ ﻟﻪ ﻟم
اﻷطﻔﺎل إﻟﻰ ﺟﺎﻧب ﻣﺳﺎﻋدة اﻟزوج ﻓﻲ اﻟﻌﻣل
ﺗﻛن ﻛﻠﻬﺎ راﺟﻌﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﻘﺎم اﻷول ﻟﻌﺎﻣل اﻟﺗﺻﻧﯾﻊ.و
اﻟزراﻋﻲ.أﻣﺎ ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ اﻟﺻﻧﺎﻋﻲ ﻓﻘد ﻓﺗﺣت
ﻟﻘد رﻛز ﻛﺎرل ﻣﺎرﻛس ﻓﻲ ﺑﺣوﺛﻪ اﻻﻣﺑﯾرﯾﻘﯾﺔ ﻋﻠﻰ
أﺑواب اﻟﻌﻣل اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ أﻣﺎم اﻟﻣرأة ،و ﺑذﻟك أﺻﺑﺢ
اﻷﺳرة ﻓﻲ ﺑرﯾطﺎﻧﯾﺎ،ﻣن ﺣﯾث ﺗﺄﺛرﻫﺎ ﺑﺎﻟﺛورة
ﻓﻲ إﻣﻛﺎﻧﻬﺎ اﺧﺗﯾﺎر اﻟﻌﻣل اﻟذي ﺑﻼﺋﻣﻬﺎ و ﯾﺗﻧﺎﺳب
اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ ؛ﻓطﺎﻟﻣﺎ اﺳﺗطﺎﻋت اﻵﻟﺔ أن ﺗﺣل ﻣﺣل
101
اﻟﻌﺪد 28ﺳﺒﺘﻤﺒﺮ 2017اﻟﺴﻨﺔ اﻟﺘﺎﺳﻌﺔ ﻣﺠﻠﺔ دراﺳﺎت وأﺑﺤﺎث ISSN: 1112-9751
ﺗرﺗب ﻋﻠﯾﻪ ﻣن ﺗﻐﯾرات ﻫﺎﻣﺔ ﻓﻲ وظﺎﺋف اﻷﺳرة و اﻹﻧﺳﺎن ﻓﻲ أداء اﻟﻌﻣل ﻓﺈﻧﻪ ﯾﻣﻛن ﻣﺿﺎﻋﻔﺗﻪ و
ﻓﻲ ظﻬور اﻟﻔرﯾﺔ و ذﻟك راﺟﻊ ﻧظ ار ﻟﺗﻐﯾر ﻋﻣﻠﯾﺎت اﻹﺳراع ﺑﻪ،ﻛﻣﺎ أن اﻵﻟﺔ ﯾﻣﻛن أن ﺗدﯾرﻫﺎ اﻟﻣرأة أو
اﻟﺗﻧﺷﺋﺔ اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ و ﻋﻼﻗﺔ اﻷﺳرة ﺑﺎﻟﺟﻣﺎﻋﺎت اﻟطﻔل،ﻓﯾﺗرﺗب ﻋﻠﻰ ذﻟك أن ﺟﻣﯾﻊ أﻓراد اﻷﺳرة
)(28
اﻷﺧرى ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ. ﺗﻘرﯾﺑﺎ ﯾﻣﻛﻧﻬم اﻟﻌﻣل؛ ﻛﻣﺎ ﯾﻧﺗﺞ ﻋن ذﻟك أﯾﺿﺎ
و ﻧﺗﯾﺟﺔ ﻟﻠﺗﻐﯾرات اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ اﻟﻌﻣﯾﻘﺔ و اﻟﻣﺳﺗﻣرة اﻧﺧﻔﺎض ﻗﯾﻣﺔ اﻷﺟر ،ﺑﺣﯾث ﯾﻣﻛن ﻟﻠﺟﻣﯾﻊ أن
اﻟﺗﻲ ﺣدﺛت ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ اﻟﻌرﺑﻲ ﻓﺈن ﻫذﻩ اﻟﺗﻐﯾرات ﯾﻌﯾﺷوا ﻣن ﺧﻼل اﻷﺟر ﻣﻬﻣﺎ ﻛﺎن ﺿﺋﯾﻼ.و ﻋﻠﯾﻪ
ﻛﺎن ﻟﻬﺎ ﺗﺄﺛﯾرﻫﺎ اﻟواﺿﺢ ﻓﻲ ﺑﻧﺎء اﻷﺳرة اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﺧﻠﻘت ﻫذﻩ اﻟﺗﻐﯾرات ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى اﻹﻧﺗﺎج و اﻟﻌﻣل
ووظﺎﺋﻔﻬﺎ و ﻏﯾرت ﻣن ﺷﻛل اﻟﺻورة اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻸﺳرة زﯾﺎدة ﻓﻲ ﺧل اﻟﻔرد ﻟﻛن ظﻬر ﺑﺎﻟﻣﻘﺎﺑل ﺧﻠل وظﯾﻔﻲ
اﻟﻌرﺑﯾﺔ.و ﺗﺗﺟﻠﻰ أﻫم ﻫذﻩ اﻟﺗﻐﯾرات ﻓﻲ ﺧروج اﻟﻣرأة ﻣن ﻧﺎﺣﯾﺔ اﻧﺗﻘﺎﺻﻪ ﻟﻠوﻗت اﻟذي ﯾﻣﻛن ﻟﻠواﻟدﯾن
ﻟﻠﻌﻣل و ﺣﺻوﻟﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻔرص اﻟﻣﺎدﯾﺔ ﻛﺎﻟرﺟل ﻓﻲ ﻗﺿﺎءﻩ ﻣﻊ أﺑﻧﺎﺋﻬم و أﺳرﻫم و رﻋﺎﯾﺗﻬم و ﻣﺗﺎﺑﻌﺗﻬم
اﻟﺗﻌﻠﯾم و ﻫو ﻣن أﻫم آﺛﺎر اﻟﺗﻐﯾر اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ﻣن ﺟﻣﯾﻊ اﻟﻧواﺣﻲ .ﻛﻣﺎ ﺧﻠﻘت ﻫذﻩ اﻟﺗﻐﯾرات اﺗﺟﺎﻩ
اﻟﻣﺑﺎﺷر ﻋﻠﻰ اﻷﺳرة.ﻛﻣﺎ أن ﻣﺷﺎرﻛﺔ اﻟزوﺟﺔ ﻓﻲ ﺟدﯾدا ﻟدى اﻷطﻔﺎل ﻟﻠﻌﻣل ﻓﻲ ﺳن ﻣﺑﻛرة اﻷﻣر
ﺗﺧطﯾط ﻣﯾزاﻧﯾﺔ اﻷﺳرة و ﻓﻲ اﺗﺧﺎذ اﻟﻘ اررات اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ اﻟذي ﻗد ﯾﻛون ﻣن ﻧﺎﺣﯾﺔ وظﯾﻔﯾﺎ ﻣن ﺣﯾث زﯾﺎدة
ﺑﺗﻧﺷﺋﺔ اﻷطﻔﺎل ﯾﺗﻧﺎﺳب طردﯾﺎ ﻣﻊ ﻋﻣل اﻟزوﺟﺔ أو اﻟﻘوة اﻹﻧﺗﺎﺟﯾﺔ ،ﻛﻣﺎ ﻗد ﯾﻛون ﺧﻠﻼ وظﯾﻔﯾﺎ ﻣن
)(29
دﺧﻠﻬﺎ اﻟﺧﺎص. ﻧﺎﺣﯾﺔ زﯾﺎدة ﻧﺳﺑﺔ اﻟﺗﺳرب ﻣن اﻟﺗﻌﻠﯾم و ارﺗﻔﺎع ﻧﺳﺑﺔ
)(26
اﻷﻣﯾﺔ ﺑﯾن اﻷطﻔﺎل.
و ﻟﻘد ﻋﺎﺷت اﻷﺳرة ﻓﻲ اﻟﻘرن اﻟﻌﺷرﯾن ﺗﻐﯾ ارت
ﻫﺎﺋﻠﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى اﻟﺑﻧﺎء و اﻟوظﺎﺋف و اﻷدوار و إن ﻫذﻩ اﻟﺗﻐﯾرات ﻓﻲ أﻧﻣﺎط اﻷﺳرة ﻣن ﺣﯾث اﻟﺑﻧﺎء
أﺧذ اﻟﻧﻣط اﻟﻐرﺑﻲ ﻟﻸﺳرة و ﻣﺷﺎﻛﻠﻬﺎ ﯾﻐزو اﻟﻌﺎﻟم و أو اﻟوظﺎﺋف ﺗرﺗﺑط ﻣن دون ﺷك ﺑﺎﻟﻧﻣو اﻟﺳرﯾﻊ
ﻗد أﺻﺎب ﻫذا اﻟﺗﻐﯾر اﻟﻌدﯾد ﻣن ﻣﺟﺗﻣﻌﺎﺗﻧﺎ اﻟﯾوم و ﻟﻠﻣﺟﺗﻣﻊ ﻓﻲ ﻣﺟﺎﻻت ﻋدﯾدة ﻣﺛل اﻟﺗﺻﻧﯾﻊ و
ظﻬرت ﺻﯾﺣﺎت ﺗﺣذر ﺑﺄن اﻷﺳرة اﻟﯾوم ﺗﻣر ﺑﺄزﻣﺔ اﻟﺣﺿرﯾﺔ و اﻟﺗﺣدﯾث...إﻟﺦ؛ و ﻋﻠﯾﻪ ﻓوﺟود أو
)(30
و ﻫﻲ ﻓﻲ طرﯾﻘﻬﺎ ﻟﻼﻧﻬﯾﺎر. ﻏﯾﺎب اﻟﻘﯾم اﻟﺛﻘﺎﻓﯾﺔ ﯾﺗﺑﻌﻪ ﺗﻐﯾرات اﯾﺟﺎﺑﯾﺔ أو ﺳﻠﺑﯾﺔ
داﺧل ﻧطﺎق اﻷﺳرة) .(27وﻫﻛذا ﯾﺗﺑﯾن ﺑﺄن اﻷﺳرة
و ﺑﺗﻐﯾر اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ اﻟﻔردي ﺗﺄﺛرت اﻷﺳرة ﻣن ﺣﯾث
ﻣرت ﺑﻌدة ﺗطورات ﻛﺎﻧت ﺗﻌﻛس ظروف اﻟﻌﺻر و
اﻟﺣﺟم و اﻟوظﺎﺋف ،و ﻗد ﯾرﺟﻊ ذﻟك اﻟﺗﻐﯾر إﻟﻰ
طﺎﺑﻊ اﻟﺣﯾﺎة اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ و اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ،و ﻟذﻟك
زﯾﺎدة اﻟﺳﻛﺎن و ﻣﺎ ﺗﺑﻌﻪ ﻣن زﯾﺎدة ﻓﻲ ﺣﺟم
ﻋﻧدﻣﺎ أدرك اﻟﺑﺎﺣﺛون أن اﻷﺳرة أﺧذت ﺗواﺟﻪ ﻋددا
اﻟﻌﺎﺋﻼت؛ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗﺑﺔ ﻋﻠﻰ اﻷرض و اﻟﺗﻲ ﺗﻧﺎﻗﺻت
ﻣن اﻟﻣﺷﺎﻛل ﻧﺗﯾﺟﺔ ﻻﻧﺗﺷﺎر اﻟﺗﺻﻧﯾﻊ و ﻣﺎ ﺻﺎﺣﺑﻪ
ﺑﺎﺳﺗﻣرار ،ﻣﻣﺎ أدى إﻟﻰ ﺗﻘﻠص ﺳﻠطﺔ اﻟﺗﺿﺎﻣن
ﻓﻲ أول اﻷﻣر ﻣن ﺑؤس و ﻓﻘر و ﻫﺟرة و ﻣﺎ ﺗرﺗب
ﺑﯾﻧﻬم .وﻻﺷك أن اﻷﺳرة اﻟﺣﺿرﯾﺔ ﻗد ﺗﺄﺛرت
ﻋن ذﻟك ﻣن ﺗﺻدع ﻓﻲ اﻷﺳرة و طﻼق و اﻧﻔﺻﺎل
ﺑﺎﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ و اﻟﺗﺻﻧﯾﻊ و ﻗد أدى ﻫذا ﺑﺄن ﺗﺄﺧذ
و اﻧﺣراف ﻟﻸﺑﻧﺎء ،و ﻻﺣﻘﺎ ﺗﺣول اﺗﺟﺎﻩ اﻟﺑﺎﺣﺛﯾن
اﻷﺳرة اﻟﺷﻛل اﻟﻧووي و ﺗﻌﺑر ﻋن اﺳﺗﻘﻼﻟﻬﺎ ﻓﻲ
ﻣرة أﺧرى ﻋﻧدﻣﺎ ﺗزاﯾد اﺷﺗﻐﺎل اﻟﻣرأة إﻟﻰ دراﺳﺔ ﻣﺎ
اﻟﻣﺳﻛن.ﻛذﻟك ﯾﻼﺣظ أن اﻷﺳرة اﻟﺣﺿرﯾﺔ ﻻ
102
اﻟﻌﺪد 28ﺳﺒﺘﻤﺒﺮ 2017اﻟﺴﻨﺔ اﻟﺘﺎﺳﻌﺔ ﻣﺠﻠﺔ دراﺳﺎت وأﺑﺤﺎث ISSN: 1112-9751
ووظﺎﺋف اﻷﺳرة و اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ﺗﺄﺛﯾر ﻫذﻩ اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﺗﻔﺿل اﻹﻧﺟﺎب ﺑﺎﻟﺻورة اﻟﺗﻲ ﻛﺎﻧت ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻓﻲ
اﻟﻣوﺟﻬﺎت اﻟﺳﻠوﻛﯾﺔ ﻓﻲ اﻷﺳرة ،ﺣﯾث اﻟﺻراع و اﻟﻣﺎﺿﻲ؛ ﻓﻣن اﻟﻣﻼﺣظ أﻧﻪ ﻛﻠﻣﺎ ارﺗﻔﻊ دﺧل اﻷﺳرة
اﻟﺗﻛﺎﻣل ﻓﻲ اﻷدوار ﻣن ﻧﺎﺣﯾﺔ و اﻟﺻراع و اﻟﺗﻛﺎﻣل ﺗﻘﻠص ﻋدد اﻷطﻔﺎل ،و ﻛﻠﻣﺎ ﺗﺿﺎءل اﻟدﺧل زاد
ﻣﻊ اﻟﺳﯾﺎﺳﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﻣوﺟﻬﺔ ،ﻣن ﻗﺑل اﻟﻣرﻛزﯾﺔ ﻋدد اﻷطﻔﺎل؛ و ﻗد ﯾرﺟﻊ ذﻟك إﻟﻰ رﻏﺑﺔ اﻟﻔﺋﺎت
)(32
ﻟﻠﻣﺟﺗﻣﻊ ﻛﻛل. اﻟﻌﻠﯾﺎ اﻟﻣﺗﻌﻠﻣﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﺣﺎﻓظﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى ﻣﻌﯾﺷﻲ
ﻣﻌﯾن ﻷطﻔﺎﻟﻬم ،ﻣن ﺣﯾث وﺳﺎﺋل اﻟرﻋﺎﯾﺔ و اﻟﻌﻼج
راﺑﻌﺎ:اﻟﺗﻐﯾر اﻷﺳري و أﺛرﻩ ﻋﻠﻰ اﻷﺳﺎﻟﯾب
و اﻟﺗﻌﻠﯾم و اﻟﻣﻠﺑس و اﻟﺗرﻓﯾﻪ.وﻣن ﻧﺎﺣﯾﺔ أﺧرى
اﻟﺗرﺑوﯾﺔ اﻟﻣﻧﺗﻬﺟﺔ ﻣﻊ اﻷﺑﻧﺎء:
ﻧﺟد اﻟﻔﺋﺎت ذات اﻟدﺧول اﻟﻣﻧﺧﻔﺿﺔ أﻣﯾل إﻟﻰ ﻋدم
إن اﻷﺳرة ﻛﻧظﺎم اﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ﻛﺎﻧت أﻛﺛر ﺗﺄﺛ ار ﺑﻌواﻣل اﻻﻛﺗراث ﺑﺎﺣﺗﯾﺎﺟﺎت اﻟطﻔوﻟﺔ؛و رﺑﻣﺎ ﺗﻌﺗﻣد ﻫذﻩ
اﻟﺗﻐﯾر اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ و اﻻﻗﺗﺻﺎدي و اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﻲ و اﻷﺳر ﻋﻠﻰ أﺑﻧﺎﺋﻬﺎ ﻓﻲ ﻣﺻﺎدر اﻟدﺧل و ﻣﻣﺎ ﻗد
اﻟﺣﺿﺎري؛ﻓﻌواﻣل اﻟﺗﻐﯾر و ﺑﺧﺎﺻﺔ اﻧﺗﺷﺎر ﯾﺗﻌﺎرض ﻣﻊ إﺗﺎﺣﺔ اﻟﻔرﺻﺔ ﻟﺗﻌﻠﯾم ﻫؤﻻء اﻷطﻔﺎل،
اﻟﺻﻧﺎﻋﺔ ﻋﻧدﻣﺎ ﻧﺷطت ﻟﺗطرق أﺑواب اﻟﺣﺿﺎرة و ﻓﻲ ﺑﻌض اﻷﺣﯾﺎن إذا رﻏب اﻟطﻔل ﻓﻲ ﺗﻛﻣﻠﺔ
اﻟﻐرﺑﯾﺔ؛وﺟدت ﺷﻛﻼ أو ﻧﻣطﺎ ﻟﻸﺳرة ﻛﺎﻧت ﺗﻌﻠﯾﻣﻪ ﻓﻌﻠﯾﻪ أن ﯾﺗﻛﻔل ﺑﻧﻔﻘﺎﺗﻪ ﻣﻊ ﻣﺳﺎﻋدة اﻟواﻟدﯾن
ﺧﺻﺎﺋص اﻟﺗوﺳﻊ و اﻻﻣﺗداد ﻓﻲ اﻟﺣﺟم و ﺳﯾطرة )(31
أﯾﺿﺎ.
اﻟﻧزﻋﺔ اﻷﺳرﯾ ﺔ أو ﻏﻠﺑﺔ اﻟﻌﺎﻣل اﻟﻘراﺑﻲ؛ﻛﺑﻌد
إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﻣﺎ ﺳﺑق ﺳﺎﻫﻣت اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻟﺛﻘﺎﻓﯾﺔ و اﻟﺗﻲ
أﺳﺎﺳﻲ ﻓﻲ ﺑﻧﺎء اﻷﺳرة و اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ و اﻟﺗﺳﻠط اﻷﺑوي
اﺳﺗﺧدﻣت ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺗﻣﻌﺎت اﻟﻣﻌﺎﺻرة ،ﻹﺟراء
و اﻻﻛﺗﻔﺎء اﻟذاﺗﻲ ﺗﻣﺛل أﻫم ﺧﺻﺎﺋﺻﻪ اﻟﺑﻧﺎﺋﯾﺔ و
ﻋﻣﻠﯾﺎت ﺗﺣدﯾث ﺳرﯾﻌﺔ اﺳﺗﻬدﻓت إﺣداث طﻔرات
اﻟوظﯾﻔﯾﺔ.و ﻣن ﺛم ﻛﺎن ﻻﻧﺗﺷﺎر اﻟﺻﻧﺎﻋﺔ و ﻏﯾرﻫﺎ
ﻓﻲ أﻧﻣﺎط اﻟﻘﯾم اﻟﺗﻘﻠﯾدﯾﺔ ،ﻓﻲ ﻣﺟﺗﻣﻌﺎت ﺣوض
ﻣن ﻋواﻣل اﻟﺗﻐﯾر و ﻣﺎ ﺻﺎﺣﺑﻬﺎ ﻣن ﺗﻐﯾرات ﻓﻲ
اﻟﺑﺣر اﻟﻣﺗوﺳط؛ و إﺣداث ﺗﻐﯾرات ﻗﯾﻣﯾﺔ ﺑﻣﻌﻧﻰ
روﺗﯾن اﻟﻌﻣل و طرق اﻟﻌﯾش و اﻟﺣﯾﺎة ،و اﻟﺗﻔﻛﯾر
اﺳﺗﺑدال اﻟﻘﯾم اﻟﺗﻘﻠﯾدﯾﺔ ﺑﺄﺧرى ﺣدﯾﺛﺔ ﺗﻐﻠب ﻋﻠﯾﻬﺎ
إﯾذاﻧﺎ ﺑﺗﻐﯾر ﻫذا اﻟﻧﻣط اﻟﺗﻘﻠﯾدي ﻟﻸﺳرة؛ اﻟذي
اﻟﻘﯾم اﻟﻣﺳﺗﻣدة ﻣن اﻟﻣﺟﺗﻣﻌﺎت اﻟﻐرﺑﯾﺔ و ﻻ ﺷك أن
أﺻﺑﺢ أﺑﻌد اﺣﺗﻣﺎﻻ أو أﻗل ﻗدرة ﻋﻠﻰ اﻟﺗواﻓق ﻣﻊ
ﻫﻧﺎك اﻟﻛﺛﯾر ﻣن اﻟﺗﻐﯾرات اﻟﺗﻲ ﺻﺎﺣﺑت ﻫذﻩ
اﻟظروف اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ و اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ و اﻟﻣﻬﻧﯾﺔ
اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ ،و ﺗرﻛت آﺛﺎرﻫﺎ ﻋﻠﻰ طﺑﯾﻌﺔ اﻟﻘﯾم اﻟﺛﻘﺎﻓﯾﺔ و
اﻟﻣﺗﻐﯾرة.و ﺑﻌﺑﺎرة أﺧرى أن اﻷﺳرة اﻟﺣدﯾﺛﺔ ﻋﻧدﻣﺎ
ﺑﻧﺎﺋﻬﺎ و ﺛﺑﺎﺗﻬﺎ و ﺻراﻋﻬﺎ و أﻧﺳﺎﻗﻬﺎ.و ﻣﺎ ﻛﺎن
اﺳﺗطﺎﻋت أن ﺗﺗواﻓق ﻣﻊ ﻫذﻩ اﻟظروف اﻟﻣﺗﻐﯾرة و
ﻟﻬذﻩ اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ )اﻟﺗﺣدﯾث و اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻟﺛﻘﺎﻓﯾﺔ( أن ﺗﺗم
ﻣﺗطﻠﺑﺎﺗﻬﺎ طورت ﺗﺻورات ﺟدﯾدة ﻟﻣﺎ ﯾﺟب أن
دون أن ﺗﺗرك آﺛﺎرﻫﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ﻛﻛل ،ﺑل ﺗﺗﻌداﻩ
ﺗﻛون ﻋﻠﯾﻪ؛و ﻣن ﻧﺎﺣﯾﺔ أﺧرى ﺑرزت ﻧﺗﺎﺋﺞ واﺿﺣﺔ
إﻟﻰ ﻗطﺎﻋﺎت ﺑﻌﯾﻧﻬﺎ ﻛﺎﻷﺳرة ﺑﺣﯾث أﺛرت ﻫذﻩ
ﺗرﺗﺑت ﻋﻠﻰ زﯾﺎدة ﻓﻌﺎﻟﯾﺔ اﻟﻣؤﺛرات اﻟﺣﺿرﯾﺔ اﻟﺗﻲ
اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻷﺳرة ﻣن ﻧﺎﺣﯾﺗﯾن :اﻷوﻟﻰ؛ ظﻬور
ﺗﻌرض ﻟﻬﺎ ﻧظﺎم اﻷﺳرة و ﺗﺟﻠت ﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ ﺗﺄﺛﯾر
اﻟﻘﯾم اﻟﻣرﺗﺑطﺔ ﺑﺎﻟﻣﺳﺎواة و دﯾﻣﻘراطﯾﺔ اﻟﻘرار و ﺣرﯾﺔ
ظﺎﻫرة اﺷﺗﻐﺎل اﻟﻣرأة ﻋﻠﻰ وﺿﻊ اﻟطﻔل ﻓﻲ
اﻻﺧﺗﯾﺎر اﻟزواﺟﻲ؛وﻣﺎ ﺗرﻛﻪ ذﻟك ﻣن آﺛﺎر ﻋﻠﻰ ﺑﻧﺎء
اﻷﺳرة.ﻓﻘد ﻛﺷﻔت ﺑﻌض اﻟدراﺳﺎت ﻋن أن اﺳﺗﯾﻌﺎب
103
اﻟﻌﺪد 28ﺳﺒﺘﻤﺒﺮ 2017اﻟﺴﻨﺔ اﻟﺘﺎﺳﻌﺔ ﻣﺠﻠﺔ دراﺳﺎت وأﺑﺤﺎث ISSN: 1112-9751
ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﺗﻣﺎﻣﺎ ﻋن ﺗﻠك اﻟﺗﻲ ﯾﺧﺗﺑرﻫﺎ أطﻔﺎل اﻟطﺑﻘﺎت اﻟﻌﻣل ﻟﺟﺎﻧب ﻛﺑﯾر ﻣن وﻗت اﻟزوﺟﺔ ﺑﻌﯾدا ﻋن
)(34
اﻷﺧرى ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ. أطﻔﺎﻟﻬﺎ؛ ﻗد ﺳﺎﻫم ﺑدورﻩ ﻓﻲ زﯾﺎدة ﺣﺟم ﻣﺷﻛﻠﺔ
و رﺑﻣﺎ ﯾﻌود ذﻟك ﻛﻠﻪ إﻟﻰ أن اﻷﺳر ﺗﺧﺗﻠف ﻓﻲ اﻧﺣراف اﻷﺣداث ﻓﻲ اﻷﺳرة اﻟﺣدﯾﺛﺔ،ﻛﻣﺎ ﻛﺷﻔت
أﺳﺎﻟﯾب ﺗرﺑﯾﺔ اﻟطﻔل ﺗﺑﻌﺎ ﻟﻠﻣﺳﺗوﯾﺎت اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ و دراﺳﺎت أﺧرى ﺑﺄن ﻫذا اﻟدور اﻟﻣﺗﻐﯾر ﻟﻠزوﺟﺔ اﻷم
اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ و اﻟﺛﻘﺎﻓﯾﺔ اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ و ﻫذﻩ اﻻﺧﺗﻼﻓﺎت ﻗد أدى إﻟﻰ زﯾﺎدة روح اﻻﺳﺗﻘﻼل اﻟذاﺗﻲ
ﻻ ﺗﻛون ﻓﻘط ﻓﻲ ﻣﺟﺎل أﺳﺎﻟﯾب ﺗرﺑﯾﺔ اﻟطﻔل ،و ﻟﻠطﻔل؛ﻟﯾﺻﺑﺢ أﻛﺛر اﻋﺗﻣﺎدا ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺳﻪ.و ﻓﻲ
ﻟﻛن أﯾﺿﺎ ﻓﻲ ﻣﻧﺎﻫﺞ اﻟﺗﺄدﯾب و ﻓﻲ طرق إظﻬﺎر اﻟطﺑﻘﺎت اﻟﻌﻠﯾﺎ ﻣن اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ﯾﺷﻐل اﻟطﻔل دو ار و
اﻟﻌواطف؛ و ﻓﻲ اﻟطرق اﻟﺗﻲ ﺗﺣدث ﺑﻬﺎ اﻷﻣﻬﺎت ﻣﻛﺎﻧﺔ ﻫﺎﻣﺔ ﻓﻲ اﻷﺳرة ﻷﻧﻪ ورﯾث اﺳﻣﻬﺎ؛ و ﻛﺛﯾ ار
أطﻔﺎﻟﻬن ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ طﻣوﺣﺎت اﻵﺑﺎء ﺣول ﻣﺎ ﯾرث ﻣﻛﺎﻧﺔ أﺑﯾﻪ اﻟﻣﻬﻧﯾﺔ ،و ﻣن ﺛم ﻛﺎﻧت ﻋﻣﻠﯾﺔ
ﻣﺳﺗﻘﺑل اﻷﺑﻧﺎء.و ﯾﺑدو أن ﻫذﻩ اﻟﻣﺗﻐﯾرات ﻻ ﺗﻌﻣل اﻟﺗﻧﺷﺋﺔ اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﻟﻪ ﺗﺗﻣﺛل ﻓﻲ ﻧﻘل ﻗﯾم و ﻋﺎدات
ﺑﺻورة ﻣﺑﺎﺷرة و إﻧﻣﺎ ﺗؤدي إﻟﻰ ﻧﻣو اﻻﺧﺗﻼﻓﺎت و ﺗﻘﺎﻟﯾد و أﺧﻼﻗﯾﺎت اﻟطﺑﻘﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻧﺗﻣﻲ
اﻟﻘﯾﻣﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻛون ﺣﺎﻓ از ﻣﺑﺎﺷ ار ﻟﻠﺳﻠوك.وﻣن ﻫذﻩ إﻟﯾﻬﺎ.ﻓﺎﻟطﻔل ﻫﻧﺎ ﯾﺗﻣﺗﻊ ﺑﺄﻣن ﺷﺧﺻﻲ و اﺟﺗﻣﺎﻋﻲ
)(33
اﻷﺳر ﻣن ﯾطﺑق اﻟطرق اﻟﺗﻘﻠﯾدﯾﺔ اﻟﻘﺎﺋﻣﺔ ﻋﻠﻰ و اﻗﺗﺻﺎدي واﺳﻊ.
اﻟﺳﯾطرة و اﺳﺗﻌﻣﺎل وﺳﺎﺋل ﻗﻣﻌﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺗﺄدﯾب أﻣﺎ ﻓﻲ اﻟطﺑﻘﺔ اﻟوﺳطﻰ ﻓﺎﻟطﻔل ﻓﯾﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﺗﺻﺎل
ﻣﻧﻬﺎ :اﻟﺿرب و اﻟﺗرﻫﯾب.و ﻗد ﺗﺑﯾن ﻋﻠﻣﯾﺎ أن ﻫذا وﺛﯾق و ﻣﺑﺎﺷر ﺑﺄﺑﯾﻪ ﺧﺎﺻﺔ؛ و ﯾﻌﺗﺑر ﻣن اﻟﻌواﻣل
اﻷﺳﻠوب ﻓﻲ اﻟﺗرﺑﯾﺔ ﻣن ﺷﺄﻧﻪ إﺻﺎﺑﺔ اﻟطﻔل اﻟﻣؤﺛرة ﻋﻠﻰ ﻗدرة اﻷﺳرة ﻋﻠﻰ اﻻﺣﺗﻔﺎظ ﺑﻣﻛﺎﻧﺗﻬﺎ
ﺑﻌﺎﻫﺎت ﻧﻔﺳﯾﺔ ﺗؤﺛر ﻓﻲ ﻣﺳﺗﻘﺑﻠﻪ اﻟدراﺳﻲ وﺣﯾﺎﺗﻪ اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ،و ﻗد ﯾﻛون ﻋﺑﺋﺎ ﻋﻠﻰ اﻷﺳرة و ﻛﺛﯾ ار
اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ و ﺗﻌزز ﻓﯾﻪ اﻟﻣﯾول اﻟﻌدواﻧﯾﺔ و اﻻﻧطواﺋﯾﺔ ﻣﺎ ﺗﺗﺣدد ﻣﻛﺎﻧﺔ ﻫذﻩ اﻷﺳرة ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟم اﻟﺧﺎرﺟﻲ ،و
و ﺗﻌرض ﻓﻲ ﺑﻌض اﻷﺣﯾﺎن ﺷﺧﺻﯾﺗﻪ ﻟﻼﻧﺣراف. ﺗﻘﻊ ﻣﺳؤوﻟﯾﺔ ﺗﻧﺷﺋﺗﻪ اﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺎ ﻋﻠﻰ ﻋﺎﺗق اﻷم
و ﻣﻧﻬﺎ ﻣن ﯾﻧﻬﺞ اﻟطرق اﻟﺣدﯾﺛﺔ ﻓﻲ اﻟﺗرﺑﯾﺔ اﻟﺗﻲ وﺣدﻫﺎ.و ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻛس ﻣن ذﻟك ﻛﻠﻪ ﻻ ﯾﻧﺎل اﻟطﻔل
ﺗﻘوم ﻓﻲ اﻷﺳﺎس ﻋﻠﻰ اﻟدﯾﻣﻘراطﯾﺔ و اﻟﺣب و إﻗﻧﺎع ﻓﻲ أﺳرة اﻟطﺑﻘﺎت اﻟدﻧﯾﺎ أدﻧﻰ اﻫﺗﻣﺎم ،ﺑل ﻻ ﯾﻬﺗم
اﻟطﻔل و ﺗﻘدﯾم اﻟﻧﺻﯾﺣﺔ و اﻟﻌون و اﻹرﺷﺎد و ﻫو ﻧﻔﺳﻪ ﺑﻌﻣل واﻟدﻩ أو ﻣﻛﺎﻧﺔ أﺳرﺗﻪ و ﯾﻌد ﻣرﻛزﻩ
اﻟﺧﺑرة ﺑدﻻ ﻣن أﺳﻠوب اﻟﻌﻘﺎب و اﻟﺗﻬدﯾد و اﻟﻣﺎﻟﻲ ﻣن أﻓﻘر ﻣراﻛز أﻓراد اﻷﺳرة و ﻫو ﯾﻔﺗﻘر
اﻟوﻋﯾد.وﻋﻠﯾﻪ ﻓﺈﺗﺑﺎع ﻫذا اﻷﺳﻠوب ﯾﺄﺗﻲ ﺑﻧﺗﺎﺋﺞ داﺋﻣﺎ إﻟﻰ اﻷﻣن اﻟﺷﺧﺻﻲ و اﻻﻗﺗﺻﺎدي،ﻛﻣﺎ ﯾﺗﻣﺗﻊ
اﯾﺟﺎﺑﯾﺔ ﻷﻧﻪ ﯾﻘوم ﻋﻠﻰ أﺳس ﻋﻠﻣﯾﺔ و ﺗﺟرﯾﺑﯾﺔ ﻗﺎم ﺑدرﺟﺔ ﻣﻌﯾﻧﺔ ﻣن اﻟﺣرﯾﺔ ﻛﻧوع ﻣن أﻧواع اﻟﺗﺻدي
ﺑﻬﺎ ﻋﻠﻣﺎء ﻣﺗﺧﺻﺻون ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻣﺟﺎل؛و ﻓﻲ ﻫذا اﻷﺳري و اﻻﻧﺣراف اﻟﺳﻠوﻛﻲ؛ وﻫو ﻻ ﯾرب ﻋﻠﻰ
اﻟﺳﯾﺎق ﻧﺷﯾر إﻟﻰ أن ﻫﻧﺎك دراﺳﺎت أﺟرﯾت ﻓﻲ ﻋﻣل ﻣﻌﯾن ،و ﻻ ﯾﻘﺎرن ﺑﻐﯾرﻩ ﻣن اﻷطﻔﺎل ﻛﻣﺎ ﻻ
و.م.أ أﺛﺑﺗت أن اﻷطﻔﺎل اﻟذﯾن ﺗﺗم ﺗرﺑﯾﺗﻬم ﻓﻲ ﺟو ﯾطﺎﻟب ﺑﺎﻟﻣﺣﺎﻓظﺔ ﻋﻠﻰ ﺗﻘﺎﻟﯾد اﻷﺳرة ،اﻷﻣر اﻟذي
ﻣن اﻟﺣب و اﻟﺗﺄﻫل ﯾﺗﺻﻔون ﺑﺎﻟﺧﺻﺎﺋص اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ: ﯾﺟﻌﻠﻪ ﯾﻌﺎﻧﻲ أﺷد اﻟﻣﻌﺎﻧﺎة ﻣن ﺗﺟﺎرب و ﺧﺑرات
)(35
104
اﻟﻌﺪد 28ﺳﺒﺘﻤﺒﺮ 2017اﻟﺴﻨﺔ اﻟﺘﺎﺳﻌﺔ ﻣﺠﻠﺔ دراﺳﺎت وأﺑﺤﺎث ISSN: 1112-9751
ﺗرﺑﯾﺗﻬم ﻓﻲ أﺳر ﻣﺗﺳﻠطﺔ ﯾﻛرﻫون أﺳرﻫم و ﻗد -أﻧﻬم أﻛﺛر اﺳﺗﻘﻼل ﻓﻲ ﺳﻠوﻛﻬم.
)(36
ﯾﻧﻌﻛس ﻛرﻫﻬم ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ. -أﻧﻬم أﻛﺛر ﺷﻌو ار ﺑﺎﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ ﺗﺟﺎﻩ ﻋﻣﻠﻬم.
و ﻻ ﻣﺟﺎل ﻟﻠﺷك أن اﻟظروف اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ و -أﻧﻬم أﻛﺛر ﺗﺟﻧﺑﺎ ﻓﻲ ﻋﻼﻗﺎﺗﻬم ﻣﻊ اﻟﻛﺑﺎر.
اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ و اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﻣر ﺑﻬﺎ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ﻓﻲ
-أﻧﻬم أﻛﺛر اﺳﺗﻌدادا ﻟﻠﺗﻌﺎون ﻣﻊ اﻵﺧرﯾن.
ﺗﺎرﯾﺧﻪ اﻟطوﯾل ﻣﺳﺋوﻟﺔ إﻟﻰ ﺣد ﻛﺑﯾر ﻋن ﻫذا
اﻟﺗﺑﺎﯾن.وﻓﻲ ﻫذا اﻟﺳﯾﺎق ﻧﺷﯾر إﻟﻰ أن ﻫﻧﺎك أﺑﺣﺎﺛﺎ -أﻧﻬم أﻛﺛر ﻣﺛﺎﺑرة ﻋﻠﻰ ﻣواﺟﻬﺔ اﻟﺻﻌﺎب.
ﺗﻌرﺿت ﻟﻬذا اﻟﻣوﺿوع ،و ﻛﺎن ﻣن ﻧﺗﺎﺋﺟﻬﺎ ﺑوﺟﻪ -أﻧﻬم أﻗل ﺷﻌو ار ﺑﺎﻟﻌداء.
ﻋﺎم أﻧﻪ و ﻓﻲ ﻣﺳﺄﻟﺔ اﻟﺗﺄدﯾب و اﻟﺗرﺑﯾﺔ ﯾﻣﯾل اﻵﺑﺎء أﻣﺎ اﻷطﻔﺎل اﻟذﯾن ﺗﺟرى ﺗرﺑﯾﺗﻬم ﻓﻲ ﺟو ﻣن اﻟﺣب
ﻓﻲ اﻟطﺑﻘﺔ اﻟﻌﺎﻣﻠﺔ إﻟﻰ اﺳﺗﺧدام اﻟﻌﻘﺎب اﻟﺟﺳﻣﺎﻧﻲ و اﻟﺗﺷدد ﻣﻌﺎ ﻓﻬم :اﺗﻛﺎﻟﯾون و ﻓﺎﺗرون و ﻏﯾر
،ﺑﯾﻧﻣﺎ ﯾرﻛز آﺑﺎء اﻟطﺑﻘﺔ اﻟوﺳطﻰ ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻔﻛﯾر
ﻣﺳﺗﻌدﯾن ﻟﻠﺗﻌﺎون و ﻣﯾﺎﻟون إﻟﻰ اﻻﺳﺗﺳﻼم ﺑﺳﻬوﻟﺔ
وﯾﻠﺟﺋون إﻟﯾﻪ ﻓﻲ اﻟﻌﻘﺎب و ﻣن ذﻟك اﻟﺗﻬدﯾد ﺑﻔﻘدان ﻛﻣﺎ ﯾﺗﺻﻔون ﺑﺄﻧﻬم أﻛﺛر ﻣﯾﻼ إﻟﻰ اﻟﻌداء و
اﻟﺣب.و ﺑذﻟك ﻧﺳﺗﻧﺗﺞ أن آﺑﺎء اﻟطﺑﻘﺔ اﻟوﺳطﻰ اﻟﻌﻧف.و رﺑﻣﺎ ﯾﺻدق ﻫذا اﻟﻛﻼم إﻟﻰ ﺣد ﻛﺑﯾر ﻓﻲ
ﯾﺷﻌرون ﺑﺎﻻﻟﺗزام اﻟﻛﺎﻣل ﻧﺣو إﻋﺎﻟﺔ أطﻔﺎﻟﻬم،و ذﻟك ظل اﻻﻧﻌﻛﺎﺳﺎت اﻟﺗﻲ ﺧﻠﻔﻬﺎ اﻟﺗﻐﯾر اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ
ﻟﺣﺳﺎﺳﯾﺗﻬم اﻟﺷدﯾدة ﻧﺣو اﻟدﯾﻧﺎﻣﻛﯾﺔ اﻟداﺧﻠﯾﺔ
ﻋﻠﻰ ﻣؤﺳﺳﺔ اﻷﺳرة ؛ و ذﻟك ﻣن ﻣﻧطﻠق – و ﻛﻣﺎ
ﻷطﻔﺎﻟﻬم.أﻣﺎ اﻟطﺑﻘﺔ اﻟﻌﺎﻣﻠﺔ،ﻓﺈﻧﻬﺎ ﺑﺗﺄﻛﯾدﻫﺎ اﻟﻣﺳﺗﻣر ﺳﺑﻘت اﻹﺷﺎرة ﻟﻪ -ﺗﺧﻠﻲ اﻟواﻟدﯾن ﻋن اﻟﻌدﯾد ﻣن
ﻋﻠﻰ اﻻﻣﺗﺛﺎل ﻟﻠﻘواﻋد اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ ﻓﻘد ﯾؤدي ﻣوﻗﻔﻬﺎ ﻣﺳؤوﻟﯾﺎﺗﻬم ﺗﺟﺎﻩ أﺑﻧﺎﺋﻬم ﻓﻲ ﺳﺑﯾل ﺗوﻓﯾر أﺣﺳن
ﻫذا إﻟﻰ ﺗزاﯾد اﻟﺗﺄﻛﯾد ﻋﻠﻰ اﻻﻟﺗزام اﻷﺑوي ﻓﻲ ﻓرض
وﺳﺎﺋل اﻟﻌﯾش اﻟﻣرﯾﺣﺔ و اﻟﺗﻲ ﺗﺿﻣن ﻣﺳﺗﻘﺑﻠﻬم
ﻫذﻩ اﻟﻘﯾود.إن ﻫذا اﻷﻣر ﻓرﺿﻪ اﻟﺗﻐﯾر اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺳﺗوى اﻟﺑﻌﯾد ،ﻣﺗﻧﺎﺳﯾن ﺑذﻟك ﺑﺄن ﺗﺧﻠﯾﻬم
ﺣﯾﻧﻣﺎ -و ﻛﻣﺎ ﺳﺑق ذﻛرﻩ -أﺻﺑﺢ ﻟﻸم أﯾﺿﺎ دو ار ﻋن دورﻫم اﻟﺣﻘﯾﻘﻲ ﺗﺟﺎﻩ أﺑﻧﺎﺋﻬم و ﺿﻌف اﻟرﻗﺎﺑﺔ
و ﻣﻛﺎﻧﺔ اﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﺟدﯾدة ﻣن ﺧﻼل دﺧوﻟﻬﺎ ﻋﺎﻟم
اﻷﺳرﯾﺔ و ﻣﻣﺎرﺳﺔ أﺳﺎﻟﯾب اﻟﺗرﺑﯾﺔ اﻟدﯾﻣﻘراطﯾﺔ
اﻟﺷﻐل ﻓﺗﻘﻠﺻت ﺑذﻟك وظﺎﺋﻔﻬﺎ ﻧﺣو اﻷﺑﻧﺎء و اﻟﻣﺗﺣررة أو ﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻟﺗﺳﻠط اﻟﻣﻔرط ﻓﯾﻪ-ﻛﺄﺳﻠوب
ﺗرﺑﯾﺗﻬم؛ ﺧﺎﺻﺔ و أن اﻷب ﯾﻌﻣل ﯾوﻣﯾﺎ ﺧﺎرج ﺗطور ﻣﻊ ﻣﺎ ﺧﻠﻔﻪ اﻟﺗﻐﯾر اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ﻋﻠﻰ ﻛﺎﻓﺔ
اﻟﺑﯾت اﻷﻣر اﻟذي ﺟﻌﻠﻬﻣﺎ ﻻ ﯾﻣﻠﻛﺎن وﻗﺗﺎ ﻟﻠﻣﺣﺎورة ﻣﺟﺎﻻت اﻟﺣﯾﺎة-دون ﻗﯾد أو ﺣد اﻧﻌﻛس ﺳﻠﺑﺎ ﻋﻠﻰ
و اﻟﺗﺷﺎور ﻣﻊ اﻷﺑﻧﺎء ﺣﯾﻧﻣﺎ ﯾﺧطؤن أو ﯾﺗﺟﺎوزون
ﺳﻠوﻛﺎت و ﺷﺧﺻﯾﺔ اﻷﺑﻧﺎء.و ﻓﻲ ﻫذا اﻟﺻدد
اﻟﺣدود اﻟﺗﻲ وﺿﻌت ﻟﻬم ﻣن ﻗﺑل اﻷﺳرة؛ ﻣﺎ ﯾﻧﺗﺞ أﺟرﯾت دراﺳﺔ ﻓﻲ ﺟﺎﻣﻌﺔ واﺷﻧطن أﺛﺑﺗت أن أﺑﻧﺎء
ﻋﻧﻪ اﺧﺗﯾﺎر أﺳﻬل و أﺳرع أﺳﻠوب ﻟﻣﻌﺎﻗﺑﺔ و ﺗﺄدﯾب اﻷﺳر اﻟﺗﻲ ﺗﺳودﻫﺎ اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻟدﯾﻣﻘراطﯾﺔ ﯾﻛوﻧون
اﻷﺑﻧﺎء ﻓﯾﻠﺟﺋون ﻣن ﺛم إﻟﻰ اﻟﻌﻘﺎب اﻟﺟﺳدي ﻛﺣل
أﻗل ﻗﻠﻘﺎ و أﻗل رﻏﺑﺔ ﻓﻲ ﻫﺟر ﻣﻧزل واﻟدﯾﻬم ﻣن
أﻣﺛل ﯾﻌﺗﻣد ﺧﺎﺻﺔ ﻟدى اﻷﺳر اﻟﺿﻌﯾﻔﺔ ﻣن ﺣﯾث ﻫؤﻻء اﻟذﯾن ﯾﻧﺗﻣون إﻟﻰ أﺳر ﻏﯾر دﯾﻣﻘراطﯾﺔ ،ﻛﻣﺎ
اﻟﻣﺳﺗوى اﻟﻣﻌﯾﺷﻲ؛ﻋﻠﻰ اﻋﺗﺑﺎر أن اﻟﺗﻐﯾرات اﻟﺟدﯾدة ﺗﺑﯾن أن ﻧﺳﺑﺔ ﻛﺑﯾرة ﻣن اﻷوﻻد و اﻟﺑﻧﺎت اﻟذﯾن ﺗﻠﻘوا
ﺗﻔرض ﻋﻠﻰ اﻟواﻟدﯾن اﻟﺗﻔﻛﯾر اﻟﺟﯾد ﻓﻲ ﺗوﻓﯾر ﻟﻘﻣﺔ
105
اﻟﻌﺪد 28ﺳﺒﺘﻤﺒﺮ 2017اﻟﺴﻨﺔ اﻟﺘﺎﺳﻌﺔ ﻣﺠﻠﺔ دراﺳﺎت وأﺑﺤﺎث ISSN: 1112-9751
أﺳﺎﻟﯾب ﻓﻲ اﺧﺗﻼف ﻋﻧﻪ ﺑﺎﻟﺿرورة ﯾﻧﺗﺞ اﻟﻌﯾش و ﻛل اﻟﻣﺗطﻠﺑﺎت اﻟﻣﺎدﯾﺔ ﻷﺑﻧﺎﺋﻬم ﻗﺑل أي
)(38 )(37
اﻟﺗرﺑﯾﺔ. ﺷﻲء آﺧر.
و ﻓﻲ ظل اﻟﺗﻐﯾر اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ داﺋﻣﺎ و ﻓﻲ ﻣﺟﺎل ﻛﻣﺎ ﯾﻼﺣظ أﯾﺿﺎ آن اﻷﻣﻬﺎت ﻓﻲ اﻟطﺑﻘﺔ اﻟوﺳطﻰ
اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﺎﻷﺑﻧﺎء ﻓﻘد ﺣﻠت اﻟدﯾﻣﻘراطﯾﺔ ﻣﺣل ﯾطﻠﺑن ﻣن أزواﺟﻬن أن ﯾﺳﺎﻋدوا و ﯾﺷﺟﻌوا أطﻔﺎﻟﻬم
اﻟﺗﺳﻠطﯾﺔ اﻷﺑوﯾﺔ اﻟﺗﻘﻠﯾدﯾﺔ؛ ﻓﺎﻷﺑﻧﺎء ﻣﻊ ﻫذﻩ ،ﺧﺎﺻﺔ اﻟذﻛور؛ ﺣﯾث أن ﻓﻛرة ﻓرض اﻟﻘﯾود أو
اﻹﯾدﯾوﻟوﺟﯾﺔ اﻟﻔردﯾﺔ إذا ﻣﺎ اﺳﺗطﺎﻋوا ﻛﺳب ﻗوﺗﻬم اﻟﺳﯾطرة ﻻ ﺗﺷﻐل ﻟدﯾﻬم ﺳوى ﻣﻛﺎﻧﺔ ﺛﺎﻧوﯾﺔ.ﺑﯾﻧﻣﺎ
ﻛﺂﺑﺎﺋﻬم و ﻋرﻓوا ﻣﺎ ﻋرﻓﻪ اﻵﺑﺎء ﯾﺻﺑﺣون أﻗل أﻣﻬﺎت اﻟطﺑﻘﺔ اﻟﻌﻣﺎﻟﯾﺔ ﻓﻬن ﯾطﻠﺑن ﻣن أزواﺟﻬن أن
اﺣﺗﻣﺎﻻ ﻟﺗﻘﺑل ﺳﻠطﺔ اﻵﺑﺎء اﻟﻣطﻠﻘﺔ و ﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﯾﻛوﻧوا أﻛﺛر ﺣزﻣﺎ و ﺗوﺟﯾﻬﺎ ﻷوﻻدﻫم ،و ﻟﻛن
ﻋﺟزت اﻷﺳرة ﺑﻘﯾﻣﻬﺎ اﻟﺗﻘﻠﯾدﯾﺔ اﻟﺗﺳﻠطﯾﺔ ﻋن ﯾﻼﺣظ أن اﻟﻣﺳﺎﻋدة و اﻟﺗﺷﺟﯾﻊ ﻻ ﯾﻛون ﻟﻬﻣﺎ
اﻟﺳﯾطرة ﻋﻠﻰ ا ﻷﺑﻧﺎء و ﺗوﺟﯾﻪ ﺳﻠوﻛﻬم و ﺗدﺑﯾر أﻫﻣﯾﺔ ﻋﺎﻟﯾﺔ ﻟدﯾﻬن ،و ﯾﺗﻔق ﻣﻌظم اﻵﺑﺎء ﻓﻲ
ﺷؤون ﺣﯾﺎﺗﻬم.وﻗد اﻧﻌﻛﺳت ﻓﻠﺳﻔﺔ اﻟﻣﺳﺎواة ﺑﯾن اﻟطﺑﻘﺔ اﻟوﺳطﻰ ﻣﻊ زوﺟﺎﺗﻬم و ﯾؤدون دو ار ﯾﺗﻘﺎرب
اﻟﺟﻧﺳﯾن ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﺎﻷﺑﻧﺎء ﻣﻣﺎ ﯾﺗرﺗب ﻋﻠﯾﻪ ﻣﻊ ﻣﺎ ﺗرﯾد زوﺟﺎﺗﻬم أن ﯾؤدوﻩ ؛ ﺑﯾﻧﻣﺎ ﻻ ﯾﻔﻌل ذﻟك
)(39
إﻟﻐﺎء اﻟﻔوارق اﻟﺟﻧﺳﯾﺔ ﺑﯾن اﻷﺑﻧﺎء. اﻵﺑﺎء ﻓﻲ اﻟطﺑﻘﺔ اﻟﻌﻣﺎﻟﯾﺔ.وﻟو ﺗﺗﺑﻌﻧﺎ أﺳﺎﻟﯾب اﻟﺗرﺑﯾﺔ
و ﻣن اﻷﻣور اﻟﻣﺛﯾرة ﻟﻼﺳﺗﺑﺻﺎر ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺗﻌﻠق اﻟﻣﺗﺑﻌﺔ ﻗدﯾﻣﺎ و ﺣدﯾﺛﺎ ﻣن طرف اﻷﺳرة
ﺑﻣظﺎﻫر اﻟﺗﻐﯾر ﻓﻲ اﻷدوار و اﻟوظﺎﺋف اﻟﺗﻘﻠﯾدﯾﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ؛ﻟوﺟدﻧﺎ أن اﻷﺳرة ﻓﻲ اﻟﻣﺎﺿﻲ ﻛﺎﻧت ﻓﻲ
ﻟﻸﺳرة اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﻧﺟد أﻧﻪ ﺑﺎﻟرﻏم ﻣن ﺗﻘﻠص دور اﻷب ﻣﺟﺗﻣﻊ اﻟﻣدﯾﻧﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﺗطﺑق اﻷﺳﻠوب اﻟﺗﻘﻠﯾدي ﻓﻲ
ﻓﻲ ﻣﺗﺎﺑﻌﺔ اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ اﻟﺗﻌﻠﯾﻣﯾﺔ ﻟﻸﺑﻧﺎء ﺑﺎﻟﻣﻧزل ﻓﺈن اﻟﺗرﺑﯾﺔ اﻟذي ﯾﻘوم ﻋﻠﻰ اﻟﺳﯾطرة و اﻟﺧﺿوع و
اﻟﺷﻲء اﻟﺟدﯾر ﺑﺎﻟﻣﻼﺣظﺔ ﻫو أن دور اﻷم ﻓﻲ ﻫذﻩ ﺗدرﯾب اﻟطﻔل ﻋﻠﻰ اﻟطﺎﻋﺔ و اﻟﻧظﺎم و ﺗوﻗﯾﻊ
اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ ﻟﯾس أﺳﺎﺳﯾﺎ أﯾﺿﺎ و ﻓﻲ اﻟﻣﻘﺎﺑل ﻧﺟد زﯾﺎدة اﻟﻌﻘﺎب اﻟﺟﺳﻣﺎﻧﻲ ﻋﻠﯾﻪ ﺑﻣﺟرد ﻓﺷﻠﻪ ﻓﻲ ﺗﻧﻔﯾذ ﻣﺎ
اﻻﻋﺗﻣﺎد ﻋﻠﻰ اﻟدروس اﻟﺧﺻوﺻﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻋﺗﺑﺎر ﯾوﺟﻪ إﻟﯾﻪ ﻣن أواﻣر؛ ﻏﯾر أن اﻟﺗﻐﯾرات اﻟﺛﻘﺎﻓﯾﺔ و
أﻧﻪ ﻻ ﯾوﺟد أﺣد ﯾﺗوﻟﻰ ﻣﺗﺎﺑﻌﺔ دروس اﻷﺑﻧﺎء و اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ واﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ و اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ اﻟﺗﻲ طرأت
)(40
ﯾﺗوﻟﻰ اﻷﺑﻧﺎء ﺑﺄﻧﻔﺳﻬم ﻣﺳؤوﻟﯾﺔ ذﻟك. ﻋﻠﻰ ﺑﯾﺋﺔ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ اﻟﻌرﺑﻲ اﻟﻣﻌﺎﺻر ﻗد أﺛرت إﯾﺟﺎﺑﺎ
ﻓﻲ أﺳﺎﻟﯾب اﻟﺗرﺑﯾﺔ.وﻣﻊ ﻫذا ﻫﻧﺎك اﺧﺗﻼف ﺑﯾن
و ﻋﻠﯾﻪ ﯾﻣﻛن اﻻﺳﺗﻧﺗﺎج ﺑﺄن دور اﻷب ﻓﻲ اﻟﺣﺿر
اﻷﺳر اﻟﻌرﺑﯾﺔ اﻟﺣﺿرﯾﺔ ﺣول اﻧﺗﻬﺎج اﻟوﺳﺎﺋل
ﻓﻲ ﻣﺗﺎﺑﻌﺔ دروس أﺑﻧﺎﺋﻪ أﻛﺛر ﻣن دور اﻷب ﻓﻲ
اﻟﺣدﯾﺛﺔ ﻓﻲ اﻟﺗرﺑﯾﺔ .وﯾرﺟﻊ ذﻟك إﻟﻰ اﺧﺗﻼف ﻫذﻩ
اﻟرﯾف و ﺑﺎﻟﻣﻘﺎﺑل ﻓدور اﻷم ﻓﻲ اﻟرﯾف أﻛﺛر ﻣن
ﺗﻌود ﻋﻠﯾﻪ اﻷﻫل ﻓﻲ طﻔوﻟﺗﻬم أو ﻟﻌدم
اﻟطرق ﻋﻣﺎ ٌ
دور اﻷم ﻓﻲ اﻟﺣﺿر ﻟﻛن درﺟﺔ إﻫﻣﺎل اﻷﺑﻧﺎء دون
اﻗﺗﻧﺎﻋﻬم ﺑﻬﺎ ،أو ﺻﻌوﺑﺔ ﺗطﺑﯾﻘﻬﺎ أو ﯾﻌود ذﻟك
رﻋﺎﯾﺔ ﻓﻲ اﻟرﯾف ﺗﻛون أﻗل ﺑﺎﻟﻣﻘﺎرﻧﺔ ﺑﻣﺎ ﻫو ﻣوﺟود
)(41
أﯾﺿﺎ إﻟﻰ اﺧﺗﻼف اﻷﺳر ﻣن ﺣﯾث اﻟﺗﻛوﯾن اﻟﺑﻧﺎﺋﻲ
ﻓﻲ اﻟﺣﺿر:
و اﻹﯾدﯾوﻟوﺟﻲ و ﻓرص اﻟﺣﯾﺎة اﻟﻣﺗﺎﺣﺔ أﻣﺎﻣﻬم و
أدوارﻫم اﻟزوﺟﯾﺔ و أﺳﻠوﺑﻬم ﻓﻲ اﻟﺣﯾﺎة و ﻫذا ﻣﺎ
106
اﻟﻌﺪد 28ﺳﺒﺘﻤﺒﺮ 2017اﻟﺴﻨﺔ اﻟﺘﺎﺳﻌﺔ ﻣﺠﻠﺔ دراﺳﺎت وأﺑﺤﺎث ISSN: 1112-9751
ﺗﺣدﯾث اﻻﻗﺗﺻﺎد ظﻬرت ﻟدى اﻷﺑﻧﺎء ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن -أن دور اﻷب اﻟﺗﻘﻠﯾدي ﻓﻲ ﻣﺗﺎﺑﻌﺔ اﻟﺷؤون
اﻷﻓﻛﺎر و اﻵراء و اﻟﻘﯾم ﺗﺧﺗﻠف ﻋن ﺗﻠك اﻟﺗﻲ اﻟﻣدرﺳﯾﺔ ﻟﻸﺑﻧﺎء ﻗد ﺗﻘﻠص ﻻﻧﺷﻐﺎﻟﻪ ﻓﻲ أﻣورﻩ
ﺣﺻل ﻋﻠﯾﻬﺎ اﻵﺑﺎء ﻓﻲ ظل ظروف ﻣﺗﻐﯾرة و ﻫذا اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ أو ﻟﻌدم وﺟود اﻟوﻗت اﻟﻛﺎﻓﻲ ﻟﻬذﻩ اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ.
ﻣﻣﺎ أﺣدث ﺗﻐﯾ ار ﻓﻲ ﻧﻣوذج اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﯾن اﻵﺑﺎء و -واﻛب ﻫذا ﻋﻠﻰ ﻋﻛس ﻣﺎ ﻫو ﻣﺗوﻗﻊ ﻋﻠﯾﻪ ﺗﻘﻠص
اﻷﺑﻧﺎء و ﺑﯾن اﻵﺑﺎء و اﻷﻣﻬﺎت ﻣن ﻋﻼﻗﺔ ﺧﺿوع دور اﻷم ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ.
و ﺳﯾﺎدة إﻟﻰ ﻋﻼﻗﺔ ﺣوار و ﻣﺣﺻﻠﺔ ذﻟك ﻛﺎﻧت
-ﻗد ﯾﻛون اﻟﺳﺑب اﻟﻣﺑﺎﺷر ﻓﻲ ذﻟك ﻫو اﻻﻋﺗﻣﺎد
ظﻬور اﻟﻧﻣوذج اﻟﺗﺣرري أو اﻟدﯾﻣﻘراطﻲ ﻓﻲ اﻷﺳرة
ﻋﻠﻰ اﻟﺑدﯾل اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻻﺳﺗﺣﺿﺎر ﻣدرس
ﻣﺣل اﻟﻧﻣوذج اﻟﺗﺳﻠطﻲ اﻟﻣﻌﻲ اﻟذي ﻛﺎن ﺳﺎﺋدا
ﺧﺻوﺻﻲ ﯾﻘوم ﺑﻬذﻩ اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ ﺑدﻻ ﻣن اﻷب أو
داﺧل اﻷﺳرة اﻟﺗﻘﻠﯾدﯾﺔ.ﻛﻣﺎ أﻧﻪ و ﻣن ﺑﯾن اﻟﺗﻐﯾرات
اﻷم.
اﻟﺗﻲ ﺗﻌرﺿت ﻟﻬﺎ اﻷﺳرة ﺗطﺑﯾق اﻷﺳﺎﻟﯾب اﻟﺣدﯾﺛﺔ
ﻓﻲ اﻟﺗرﺑﯾﺔ و اﺧﺗﻔﺎء اﻟﺗﻌﺎرض ﻓﻲ ﺗرﺑﯾﺔ اﻷطﻔﺎل -أم ارﺗﻔﺎع ﻧﺳﺑﺔ اﻋﺗﻣﺎد اﻷﺑﻧﺎء ﻋﻠﻰ أﻧﻔﺳﻬم ﻗد
ﺑﯾن اﻟزوج و اﻟزوﺟﺔ.ﻛﻣﺎ أﺗﺎﺣت اﻟﺗﻐﯾرات اﻟﺟدﯾدة ﺗرﺟﻊ أﺳﺎﺳﺎ إﻟﻰ أن اﻷﺑﻧﺎء إﻣﺎ ﻓوق ﺳن اﻟﺗﻌﻠﯾم أو
ﻓرﺻﺎ ﻛﺛﯾرة ﻟﺗﻣﺿﯾﺔ أوﻗﺎت ﻓراغ ﻣﻣﺗﻌﺔ ﺑﻣﺎ أﺗﺎﺣﺗﻪ دوﻧﻪ أو ﻗد ﯾﻔﺳر ﻫذا ﺑﺈﻫﻣﺎل اﻵﺑﺎء ﻷﻫﻣﯾﺔ اﻹﻧﻔﺎق
ﻣن وﺳﺎﺋل ﻟم ﺗﻛن ﻣﺗوﻓرة ﻣن ﻗﺑل ﻣﻧﻬﺎ اﻟﺗﻠﻔﺎز و ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻌﻠﯾم) ﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ اﻟﺑﯾﺋﺎت اﻟرﯾﻔﯾﺔ و اﻟﻣﻬن
اﻟرﯾﺎﺿﯾﺔ وﻏﯾرﻫﺎ ﻓﻬذﻩ اﻟﻧﺷﺎطﺎت اﻟﺗرﻓﯾﻬﯾﺔ و ﻣﺎ اﻟﻣﻧﺧﻔض( ،ﺣﯾث أﻧﻪ ﻟم ﯾﻌد اﻟﻘﯾﻣﺔ اﻷوﻟﻰ
إﻟﯾﻬﺎ أﺻﺑﺣت ﻣن أﻫم ﻣﻘوﻣﺎت ﺣﯾﺎة اﻷﺳرة اﻟﻣوﺟﻬﺔ ﻓﻲ ﺣﯾﺎة اﻹﻧﺳﺎن أو ﻟوﺻول اﻷﺑﻧﺎء
)(43
اﻟﺣدﯾﺛﺔ و ﺗﺳﺗﺄﺛر ﺑﻧﺻﯾب ﯾذﻛر ﻣن ﻣﯾزاﻧﯾﺗﻬﺎ. ﻟﻣﺳﺗوى ﻣرﺗﻔﻊ ﻣن اﻟوﻋﻲ ﺑﺎﻻﻋﺗﻣﺎد ﻋﻠﻰ أﻧﻔﺳﻬم.
و ﻣن ﻣظﺎﻫر اﻟﺗﻐﯾر اﻟذي أﺻﺎب اﻷﺳرة أﯾﺿﺎ و ﻋﻠﻰ اﻋﺗﺑﺎر أن اﻟطﻔل ﻟم ﯾﻌد ﻣﻧﺗﺟﺎ ﻛﻣﺎ ﻛﺎن ﻓﻲ
ﻧﺗﯾﺟﺔ ﺳﻔر اﻷب ﻟﻠﻌﻣل ﻫو اﻛﺗﺳﺎب اﻷﺑﻧﺎء ﺑﻌض اﻟﻣﺟﺗﻣﻌﺎت اﻟﺗﻘﻠﯾدﯾﺔ و ﻓﻲ ﻧﻔس اﻟوﻗت ارﺗﻔﻌت
اﻟﻌﺎدات و اﻟﺳﻠوﻛﺎت اﻟﺿﺎرة اﻟﻣرﻓوﺿﺔ ﻣن طرف ﺗﻛﺎﻟﯾف ﺗرﺑﯾﺗﻪ و ﺗﻌﻠﯾﻣﻪ و ﻋﻼﺟﻪ ﻓﻲ ظل ﻏﻼء
اﻵﺑﺎء و اﻟﻣﺗﺟﻠﯾﺔ ﻓﻲ زﯾﺎرة ﺗﺣررﻫم ﻣن ﺳﯾطرة اﻟﻣﻌﯾﺷﺔ اﻟﺗﻲ ﻓرﺿﺗﻬﺎ اﻟﺗﻐﯾرات اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ
اﻷﺳرة ،إﻫﻣﺎل ﻣذاﻛرة دروﺳﻬم و ﻛذا اﻋﺗﻣﺎدﻫم اﻟﺣﺎﻟﯾﺔ،أﺻﺑﺣت اﻟﻌدﯾد ﻣن اﻷﺳر ﺗﻧﺗﻬﺞ ﻓﻲ
ﻋﻠﻰ اﻟدروس اﻟﺧﺻوﺻﯾﺔ ﺑﺎﻟدرﺟﺔ اﻟﻛﺑر و أﺧﯾ ار ﺗرﺑﯾﺗﻬﺎ ﻷﺑﻧﺎﺋﻬﺎ أﺳﺎﻟﯾب اﻹﻫﻣﺎل و اﻟﻼﻣﺑﺎﻻة و
ﻣﺷﺎﻋر ﻋدم اﺣﺗرام اﻟواﻟدﯾن و ﺗﺣررﻫم ﻣن ﺳﯾطرة اﻟﺣرﯾﺔ اﻟﻣﻔرطﺔ ﺑﻐﯾﺔ ﺗﺧﻠﺻﻬم ﻣن اﻟﺗﺑﻌﺎت اﻟﻣﺎدﯾﺔ
)(44
اﻷﺳرة. اﻟﺗﻲ أﺻﺑﺣت ﺗﺛﻘل ﻛﺎﻫﻠﻬم ،ﻓﺄﺻﺑﺣﻧﺎ ﻧﺳﻣﻊ و ﻧرى
)(42
أطﻔﺎل اﻟﺷوارع و اﻷﺣداث اﻟﻣﺣرﻓﯾن....إﻟﺦ.
إن اﻟﺗرﺑﯾﺔ اﻷﺳرﯾﺔ ﻋﻣﻠﯾﺔ ﻣﻬﻣﺔ و ﺿرورﯾﺔ و ﻻﺑد
ﻣﻧﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻌﺻر اﻟﺣﺎﻟﻲ و ذﻟك ﻟﺗطور اﻟﻣﺟﺗﻣﻌﺎت أﺿف إﻟﻰ ﻣﺎ ﺳﺑق أن اﻵﺑﺎء ﻛﺎﻧوا ﯾﻘوﻣون ﺑﺄدوارﻫم
و ﺗطور دور اﻷﺳرة ﻓﻲ اﻟﺣﯾﺎة اﻟﻌﺎﻣﻠﺔ و ﺑﺧﺎﺻﺔ اﻷﺳرﯾﺔ ﻋﻠﻰ أﺳﺎس اﻟﺗﺳﻠط واﻟدﯾﻛﺗﺎﺗورﯾﺔ إﻻ أﻧﻪ
ﺑﻌد ﺗوﺟﻪ اﻷﺳرة اﻟﺣدﯾﺛﺔ إﻟﻰ اﻟﺣﯾﺎة اﻟدﯾﻣﻘراطﯾﺔ و ﺑﻌد ﺣرﻛﺔ اﻟﺗﻌﻠﯾم و اﻻﺗﺻﺎل داﺧل اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ن و
107
اﻟﻌﺪد 28ﺳﺒﺘﻤﺒﺮ 2017اﻟﺴﻨﺔ اﻟﺘﺎﺳﻌﺔ ﻣﺠﻠﺔ دراﺳﺎت وأﺑﺤﺎث ISSN: 1112-9751
اﻟطﻔل ﻋﻠﻰ أوار أﻛﺛر ﻣن ﺗﻠك اﻟﺗﻲ ﺗﺳﺗطﯾﻊ أﺳرﺗﻪ اﻟﺷورى ﺑﯾن أﻓرادﻫﺎ و ﻫذا ﻣﻣﺎ ﯾزﯾد ﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻷﺳرة
)(45
ﺗﻘدﯾﻣﻬﺎ ﻟﻪ ،و ذﻟك ﻋﻧدﻣﺎ ﺗﺄﺧذ ﺟﻣﺎﻋﺔ اﻟﻠﻌب و ﻓﻲ اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ اﻟﺗرﺑوﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗﻘﺑﻠﯾﺔ.
اﻟﻣدرﺳﺔ ﻋﻠﻰ ﻋﺎﺗﻘﻬﺎ ﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﺳﺗﻛﻣﺎل دور اﻷﺳرة ﻟﻛن ورﻏم ﻛل ﻫذا ﻓﺈﻧﻧﺎ ﻧﺟد ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺗﻣﻌﺎت اﻟﺛﺎﺑﺗﺔ
ﻓﻲ ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻟﺗﻧﺷﺋﺔ اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ و دﻓﻊ اﻟطﻔل اﻟﺑﻧﺎء ﻧﺳﺑﯾﺎ أن ﻻ ﯾوﺟد اﺧﺗﻼف ﺣول ﻣﺳؤوﻟﯾﺔ
)(47
ﺑﺎﻟﺗدرﯾﺞ إﻟﻰ اﻟﻣﺷﺎرﻛﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ اﻟﻛﺑﯾر. اﻟﻔرد ﻋن أوﻻدﻩ ﻷن ﻗواﻋد اﻟﺗرﺑﯾﺔ ﻣوﺟودة ﻓﻲ
و ﻋﻠﯾﻪ ﻓﺈن أﺑﻠﻎ دﻟﯾل ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻐﯾر اﻟﺳرﯾﻊ اﻟذي اﻟﻌرف و اﻟﺗﻘﺎﻟﯾد ﻛﻣﺎ أﻧﻬﺎ ﻣﺗداﺧﻠﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ
ﯾﺣث ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟﺗﻧﺷﺋﺔ اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ أﻧﻪ و ﻣﻧذ اﻟﺑطﯾﺋﺔ ﻟﻠﺗﻌﻠﯾم؛ﺑﯾﻧﻣﺎ ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺗﻣﻌﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﺗﻐﯾر
ﺛﻼﺛﯾن ﺳﻧﺔ ﺗﻘرﯾﺑﺎ ﻛﺎن اﻻﺗﺟﺎﻩ إﻟﻰ ﻣﻌﺎﻣﻠﺔ اﻷطﻔﺎل ﺑﺎﺳﺗﻣرار ﻧﺗﯾﺟﺔ ﻟﻠﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ و اﻟﺗﺻﻧﯾﻊ و اﻟﺗﺣﺿر
ﻛﻣﺎ ﯾﻌﺎﻣل اﻟﺑﺎﻟﻐون ﺑﺎﻟﺣزم و اﻟﻘﺳوة أﺣﯾﺎﻧﺎ و ﻓﻘد أﺻﺑﺣت اﻟﻌﻼﻗﺎت ﺑﯾن اﻵﺑﺎء و اﻷﺑﻧﺎء ﺗﻌﺗرﯾﻬﺎ
)(46
اﻻﻗﺗﺻﺎد ﺑﻘدر اﻹﻣﻛﺎن ﻓﻲ ﻣظﺎﻫر اﻟﻠﯾن أو اﻟﻛﺛﯾر ﻣن اﻟﻣﺷﺎﻛل.
اﻟﺗدﻟﯾل؛ ﻓﻲ ﺣﯾن ﯾؤﻛد اﻟﯾوم ﻋﻠﻣﺎء اﻟﺗرﺑﯾﺔ و ﻋﻠم و ﻟﻛن اﻷﻣر اﻟﻣﺳﻠم ﺑﻪ ﺗﺧﺗﻠف ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻟﺗﻧﺷﺋﺔ
اﻟﻧﻔس و ﻋﻠم اﻻﺟﺗﻣﺎع أﯾﺿﺎ أﻫﻣﯾﺔ ﻣﺻﺎدﻗﺔ اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﺑﺎﺧﺗﻼف اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ و ﺑﺎﺧﺗﻼف اﻟطﺑﻘﺔ
و اﻟﻌطف و اﻟﺣب ﻣﻧﺣﻬم و اﻷطﻔﺎل اﻟﺗﻲ ﯾﻧﺗﻣﻲ إﻟﯾﻬﺎ اﻟطﻔل ،ﻓﻬذﻩ اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ ﺗﺗﺄﺛر
اﻟﺣﻧﺎن.إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ أﻧﻪ ﻟم ﯾﻌد ﯾﻧﺻﺢ ﺑﺎﻟﺗﻔرﻗﺔ ﺑﯾن ﺑﺎﻷوﺿﺎع اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ واﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ و اﻟدﯾﻧﯾﺔ و
اﻷﺑﻧﺎء .ﻏﯾر أن ﻫذا ﻻ ﯾﻌﻧﻲ أن اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ﺑﺄﺳرﻩ اﻟطﺑﻘﯾﺔ اﻟﺳﺎﺋدة ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ،و أن ﺗﻐﯾر أي ﻣن
ﯾﻌﺗﻧق ﻫذﻩ اﻹﯾدﯾوﻟوﺟﯾﺔ اﻟﺟدﯾدة ﻓﻲ اﻟﺗرﺑﯾﺔ و ﻫذﻩ اﻟﻌﻧﺎﺻر ﯾﺣدث ﺑﺎﻟﺿرورة ﺗﻐﯾرات ﻓﻲ ﻋﻣﻠﯾﺔ
اﻟﺗﻧﺷﺋﺔ ﻷن اﻻﺧﺗﻼف ﺑﯾن ﻓﺋﺎت اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ اﻗﺗﺻﺎدﯾﺎ اﻟﺗﻧﺷﺋﺔ اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ .وﻋﻠﯾﻪ ﻓﺎﻟﻧﺻﺎﺋﺢ اﻟﺗﻲ ﻛﺎﻧت
و ﺛﻘﺎﻓﯾﺎ و اﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺎ ﯾﻧﻌﻛس ﻋﻠﻰ ﻣدى اﻹﺑﻘﺎء ﻋﻠﻰ ﺗﻘدم ﻟﻶﺑﺎء ﻓﻲ اﻟﻣﺎﺿﻲ ﻣن ﻧﺎﺣﯾﺔ ﺗرﺑﯾﺔ اﻷطﻔﺎل
اﻷﺳﺎﻟﯾب اﻟﻘدﯾﻣﺔ أو اﻷﺧذ ﺑﺎﻟﻣﻧﺎﻫﺞ اﻟﺟدﯾدة.ﻓﻔﻲ ﻣن ﺧﻼل ﻋدم ﺗدﻟﯾﻠﻬم أو ﺗﻘﺑﯾﻠﻬم أو اﻻﺳﺗﺟﺎﺑﺔ
اﻟﻣﺎﺿﻲ اﻟﺑﻌﯾد ﻛﺎﻧت اﻟﺗﻧﺷﺋﺔ اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﺗﻘﻊ ﻟﺟﻣﯾﻊ ﻣطﺎﻟﺑﻬم و إﻧﻣﺎ ﻣﻌﺎﻣﻠﺗﻬم ﺑﺷدة و ﺣزم
ﺑرﻣﺗﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻋﺎﺗق اﻷﺳرة اﻟﻣﻣﺗدة اﻟﺗﻘﻠﯾدﯾﺔ ﺣﺗﻰ ﺳن وﺿرﺑﻬم إذا اﻗﺗﺿﻰ اﻷﻣر؛ ﻗد ﺗﻐﯾرت ﺑﻐﯾر
اﻟﻧﺿﺞ ﺗﻘرﯾﺑﺎ ﻟﻛن اﻟﺗﻐﯾر اﻟذي أﺻﺎب اﻷﺳرة ﺑﻧﺎﺋﯾﺎ ظروف اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ و اﺳﺗﺑدﻟت ﺑﺄﺳﺎﻟﯾب ﺗرﺑوﯾﺔ أﺧرى
ووظﯾﻔﯾﺎ ﻧﻘل ﺟواﻧب ﻋدﯾدة ﻣن اﻟﺗﻧﺷﺋﺔ اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﯾﻌﺗﻣد ﻓﯾﻬﺎ اﻵﺑﺎء ﻋﻠﻰ اﻟﺗدﻟﯾل و ﻣﻌﺎﻣﻠﺔ أطﻔﺎﻟﻬم
ﻋﻠﻰ ﻣؤﺳﺳﺎت أﺧرى ﺧﺎرج اﻟﻣﻧزل ﻛﺎﻟﻣدارس و ﺑرﻓق و ﺗﻔﻬم .و ﻫﻛذا ﯾﺗﺿﺢ ﻣدى اﻻﺧﺗﻼف اﻟذي
اﻟﻧوادي...إﻟﺦ؛ إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ أن اﺷﺗﻐﺎل اﻟﻣرأة و ﯾظﻬر ﻓﻲ اﻷﺳرة اﻟدﯾﻣﻘراطﯾﺔ اﻟﻣﺗﺣﺿرة اﻟﺗﻲ
ﺗرﻛﻬﺎ ﻣﺳؤوﻟﯾﺔ رﻋﺎﯾﺔ اﻟطﻔل ﻟﻐﯾرﻫﺎ ﯾؤدي إﻟﻰ ﺧرﺟت ﻋﻠﻰ ﻛﺛﯾر ﻣن ﺗﻘﺎﻟﻲ اﻷﺳرة اﻟﻣﻣﺗدة ﻓﻲ
ﻣﻔﺎرﻗﺎت ﻋدﯾدة ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻣﯾدان أﺿف إﻟﻰ ذﻟك ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻟﺗﻧﺷﺋﺔ اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﺣﯾث ﯾﻧﺷﺄ أﻋﺿﺎؤﻫﺎ ﻓﻲ
ﺗﻧﺎﻗص دور اﻷب ﻓﻲ ﻛﺛﯾر ﻣن اﻷﺳر ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺗﻌﻠق ظل ﻋﻼﻗﺎت ﺟدﯾدة ﺗﻘوم ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺣﺑﺔ و اﻟﺗﻔﺎﻫم و
ﺑﺗرﺑﯾﺔ اﻷﺑﻧﺎء و ﻣراﻗﺑﺗﻬم و ذﻟك ﻟﺗواﺟدﻩ ﺗﺣت اﻟﻣﺳﺎواة.ﻛﻣﺎ ﯾﻼﺣظ أن اﻷﺳرة ﻫﻧﺎ ﺗﺗﯾﺢ ﻟﻠطﻔل
اﻟﺻﻐﯾر اﻟﻘﯾﺎم ﺑﻌدة أدوار إﻻ اﻧﻪ و ﺗدرﯾﺟﯾﺎ ﯾﺣﺻل
108
اﻟﻌﺪد 28ﺳﺒﺘﻤﺒﺮ 2017اﻟﺴﻨﺔ اﻟﺘﺎﺳﻌﺔ ﻣﺠﻠﺔ دراﺳﺎت وأﺑﺤﺎث ISSN: 1112-9751
و اﻷم إذا ﻛﺎﻧت ﻋﺎﻣﻠﺔ أﻛﺛر اﻟﯾوم ،ﺳﯾﻔﺗﻘد ﻓﯾﻬﺎ ﺿﻐوطﺎت اﻟﻌﻣل و اﻟﺗﻲ ﺗﺟﻌﻠﻪ ﯾﺗﺧﻠﻰ ﻋن ﻫذﻩ
)(48
أﺑﻧﺎءﻫﺎ ﻛﺛﯾ ار ﻣن ﻣﻘوﻣﺎت ﺑﻧﺎء اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ اﻟﺳوﯾﺔ و اﻟﻣﻬﻣﺔ ﻟﺻﺎﻟﺢ اﻷم.
)(51
اﻟﺳﻠﯾﻣﺔ. ﻓﺎﻟﺗﻐﯾر ﻓﻲ ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻟﺗﻧﺷﺋﺔ اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﻟدى اﻷﺳر
اﻷﺳرة ﻧواة اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ﯾﻧﻣو ﻓﻲ رﺣﺎﺑﻬﺎ اﻟﺻﻐﺎر ﺣﺗﻰ ﺣﻣل اﻟﻣرأة ﺗﻘرﯾﺑﺎ اﻟﻌبء اﻷﻛﺑر
اﻟﺣﺿرﯾﺔ ﺧﺎﺻﺔ ٌ
ﯾﺑﻠﻐون ﻣرﺣﻠﺔ اﻟﺑﻠوغ واﻟﻧﺿﺞ .وﻣﻧذ وﻻدة اﻟطﻔل ﻓﻲ رﻋﺎﯾﺔ أطﻔﺎﻟﻬﺎ ﺑﯾﻧﻣﺎ ﻛﺎن ﯾﺷﺗرك ﻓﻲ ﺗﺣﻣﻠﻪ ﻓﻲ
ﯾﺗﻠﻘﻰ ﺧﻼﺻﺔ اﻟﺧﺑرة ﻣن أﺳرﺗﻪ ،وﺑﻔﺿل رﻋﺎﯾﺔ اﻟﻣﺎﺿﻲ ﻛﺑﯾرات اﻟﺳن ﻓﻲ اﻷﺳرة اﻟﻣﻣﺗدة ﺑﻣﺳﺎﻋدة
)(49
أﺳرﺗﻪ ﻟﻪ ﺻﺣﯾﺎ واﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺎ ﯾﺷب وﯾﻧﻣو وﺗﻛﺗﻣل اﻟزوﺟﺔ.
ﻣﻠﻛﺎﺗﻪ وﻗدراﺗﻪ اﻟذﻫﻧﯾﺔ .وﺗﻧظم اﻷﺳرة ﺳﻠوك اﻟﻧشء أﺿف إﻟﻰ ذﻟك ﻓﺈن دور اﻻﯾدوﻟوﺟﯾﺎ ﻓﻲ ﺗﻐﯾر
)(52
وﺗراﻗب ﻋﻼﻗﺎﺗﻪ ﺑﻐﯾرﻩ ﻣن أﻓراد اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ. اﻷﺳرة ﯾظﻬر ﺑوﺿوح ﻓﻲ ارﺗﻔﺎع ﻣﺳﺗوى رﻋﺎﯾﺔ
اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﺑﺎﻟظروف اﻷﺳرة ﺗﺗﺄﺛر وﻛﻣﺎ اﻷطﻔﺎل ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺗﻣﻌﺎت اﻟﺣدﯾﺛﺔ ،ﺣﯾث أﺻﺑﺣوا
واﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ واﻟﺛﻘﺎﻓﯾﺔ ﻟﻠﻣﺟﺗﻣﻊ وﺗؤﺛر أﯾﺿﺎ ﻓﻲ ﯾﺣﺻﻠون ﻋﻠﻰ رﻋﺎﯾﺔ ﻓﺎﺋﻘﺔ و ﺧدﻣﺎت ﻛﺛﯾرة ﻟم
اﻟﺑﻧﺎء اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ﻛﻠﻪ ﻋن طرﯾق ﻣﺎ ﺗورﺛﻪ ﻟﻸﺑﻧﺎء ﯾﺗﯾﺳر ﻟﻬم اﻟﺣﺻول ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻣن ﻗﺑل،ﻓﻔﻲ اﻟﻣﺎﺿﻲ
ﻣن ﺻﻔﺎت ﺣﯾوﯾﺔ أو وراﺛﯾﺔ ،وﻣن ﺧﻼل اﻟﺧﺑرات ﻛﺎن ﺗوﺟﻪ اﻵﺑﺎء ﻧﺣو ﺗرﺑﯾﺔ أﺑﻧﺎﺋﻬم ﻫو ﻣﻌﺎﻣﻠﺗﻬم
اﻷﺳرﯾﺔ واﻟﺗراث اﻟﺛﻘﺎﻓﻲ ﻟﻶﺑﺎء واﻷﻣﻬﺎت .ﻛﻣﺎ ﺗﺗﺄﺛر ﺑﺣزم ﺷدﯾد ،و ﻋدم ﺗدﻟﯾﻠﻬم؛أﻣﺎ اﻟﯾوم ﻓﯾﺣﺻل
)(50
ﺻﺣﺔ اﻟطﻔل ﺑﺎﻟﺑﯾﺋﺔ اﻟداﺧﻠﯾﺔ واﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ ﺣﺗﻰ ﻗﺑل اﻷطﻔﺎل ﻋﻠﻰ ﻛﺛﯾر ﻣن اﻟﺣﻧﺎن و اﻟﺗدﻟﯾل.
اﻟﻣﺎدﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟظروف ذﻟك ﻣوﻟدﻩ وﯾﻌﺗﻣد
ﺧﺎﻣﺳﺎ :اﻟﺗﻐﯾر اﻷﺳري و أﺛرﻩ ﻋﻠﻰ ﺷﺧﺻﯾﺔ
واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﻟﻠوﺳط اﻟذي ﺗﻌﯾش ﻓﯾﻪ اﻷﺳرة ﻣﺗﻣﺛﻼ
و ﺳﻠوك اﻷﺑﻧﺎء:
ﻓﻲ اﻹﺳﻛﺎن واﻟﻐذاء واﻟﺣﺎﻟﺔ اﻟﺻﺣﯾﺔ ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ
ﻟﻠﻌطف واﻟﺣﻧﺎن اﻟذي ﯾﺟب أن ﯾﺗﻣﺗﻊ ﺑﻬﻣﺎ اﻷﺑﻧﺎء ﺗﻌد ﻣﻧﺎﻫﺞ ﺗرﺑﯾﺔ اﻟطﻔل ﺟزء ﻣن اﻟﻧﺳق اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ
ﻓﻲ اﻷﺳرة . اﻟﻣرﻛب ،و ﻫﻲ ﺗﺗﺄﺛر إﻟﻰ ﺣد ﻛﺑﯾر ﺑﺎﻟظروف
اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ و اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ و اﻟدﯾﻧﯾﺔ و اﻟطﺑﻘﯾﺔ ،ﻓﺈذا
ﻛﻣﺎ ﯾﻣﻛن رد ﻫذﻩ اﻟﺳﻠﺑﯾﺎت اﻟﺗﻲ أﺻﺑﺣت ﺗﻣﯾز
ﺗﻐﯾر أﺣد ﻣظﺎﻫر اﻟﻧﺳق اﻟﻬﺎﻣﺔ و ﻟم ﺗﺗﻐﯾر ﺗﺑﻌﺎ ﻟﻬﺎ
ﺷﺧﺻﯾﺔ اﻷطﻔﺎل ﻓﻲ ظل ﻫذا اﻟﺗﻐﯾر اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ
اﻟطرق اﻟﻣﺗﺑﻌﺔ ﻓﻲ اﻟﺗﻧﺷﺋﺔ اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﻟﻸطﻔﺎل؛
اﻟﺳرﯾﻊ إﻟﻰ أن اﻟطرق اﻟﺗﻘﻠﯾدﯾﺔ اﻟﻘﺎﺋﻣﺔ ﻋﻠﻰ ﻓرض
ﻓﺈن اﻷﺳرة ﺳﺗﻛون ﺣﯾﻧﺋذ ﻋرﺿﺔ ﻟﻼرﺗﺑﺎك و ﻫو ﻣﺎ
ﺳﯾطرة و رﻗﺎﺑﺔ اﻟواﻟدﯾن أو اﻷب ﺑﺎﻟذات و اﺳﺗﻌﻣﺎل
ﺳﯾؤﺛر ﻻﺣﻘﺎ ﺑﺎﻟﺳﻠب ﻋﻠﻰ ﺷﺧﺻﯾﺔ اﻷﺑﻧﺎء و
وﺳﺎﺋل ﻣﻌﯾﻧﺔ ﻓﻲ اﻟﺗرﺑﯾﺔ ﻛﺎﻟﺿرب و اﻟﺗرﻫﯾب ؛إذ
ﺳﻠوﻛﯾﺎﺗﻬم.وﻣﺛﺎل ذﻟك أن اﻟطﻔل اﻟذي ﯾﺣﺗﺎج إﻟﻰ
أﺻﺑﺢ ﯾﻧظر ﻟﻬﺎ ﻋﻠﻰ أﻧﻬﺎ ﻏﯾر ﺳﻠﯾﻣﺔ ،ﻛﻣﺎ أﻧﻬﺎ ﻗد
ﻣﻧزل ﻣﺳﺗﻘر و ﻋواطف ورﻓﻘﺔ أطﻔﺎل ﻣن ﺳﻧﻪ
ﺗؤدي إﻟﻰ إﺻﺎﺑﺔ اﻟطﻔل ﺑﺄﻣراض ﻧﻔﺳﯾﺔ ﻋدﯾدة و
ﯾﺗﻌرض ﻟﺗﺄﺛﯾر اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ و اﻟﺗﻐﯾر ﻋﻠﻰ اﻷﺳرة
ﺗﻬدد ﻣﺳﺗﻘﺑﻠﻪ اﻟدراﺳﻲ و ﺣﯾﺎﺗﻪ اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ و ﺗﻌرض
اﻟﺗﻲ ﯾﻧﺷﺄ ﻓﯾﻬﺎ و ﺧﺻوﺻﺎ إذا ﻛﺎﻧت ﻣن ﻧﻣط
ﺷﺧﺻﯾﺗﻪ ﻟﻼﻧﺣراف أو اﻻﻧطواء؛ و اﻟﺗﻲ ﻣن
اﻷﺳرة اﻟﻧواة ؛ ﻓﺗﻠك اﻷﺳرة اﻟﺗﻲ ﯾﺗﻐﯾب ﻋﻧﻬﺎ اﻷب
اﻟﺟﺎﺋز ﺟدا أن اﻟﻌدﯾد ﻣن اﻷﺳر ﻻزاﻟت ﺗﻌﺗﻣدﻫﺎ
109
اﻟﻌﺪد 28ﺳﺒﺘﻤﺒﺮ 2017اﻟﺴﻨﺔ اﻟﺘﺎﺳﻌﺔ ﻣﺠﻠﺔ دراﺳﺎت وأﺑﺤﺎث ISSN: 1112-9751
واﻟﺗﺳول وارﺗﻛﺎب اﻟﺟراﺋم .ﻣﺎ أدى ﻓﻲ ﻧﻬﺎﯾﺔ ﻧظ ار ﻟﻌدم اﻣﺗﻼﻛﻬﺎ اﻟوﻗت اﻟﻛﺎﻓﻲ ﻻﺳﺗﺑداﻟﻬﺎ
اﻟﻣطﺎف إﻟﻰ ﺧﺳﺎرة ﻓﻲ اﻧﺗظﺎم اﻷﺑﻧﺎء دراﺳﯾﺎ وﻓﻲ ﺑﺎﻟطرق اﻟﺣدﯾﺛﺔ ﻓﻲ اﻟﺗرﺑﯾﺔ.ﻛﻣﺎ أن اﻟﺗﻐﯾرات
ﺷﻌور اﻷﻓراد ﺑﺎﻟدفء اﻟﻌﺎطﻔﻲ واﻷﻣن اﻟﻧﻔﺳﻲ اﻟذي اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ و اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ و اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺔ ﻛﺎن ﻟﻬﺎ
ﻻ ﯾﻣﻛن أن ﯾﺗﺄﺗﻰ إﻻ ﻣن أﺳر ﺑﻬﺎ ﺣد أدﻧﻲ ﻣن أﺛرﻫﺎ اﻟواﺿﺢ ﻓﻲ ﻣدى اﻟﺗﻐﯾر اﻟذي ﺗﻌرﺿت ﻟﻪ
)(53
اﻟﺗﻣﺎﺳك اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ. ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻟﺗﻧﺷﺋﺔ اﻷﺳرﯾﺔ ﻓﻲ اﻟوﻗت اﻟﺣﺎﺿر.
و ﻟرﺑﻣﺎ ﯾﻌود اﻟﺳﺑب ﻓﻲ ﺗﻐﯾر طرﯾﻘﺔ ﻣﻌﺎﻣﻠﺔ ﻛذﻟك ﻓﺗﻘﻠص وظﺎﺋف اﻷﺳرة ﻗد ﺣول أﻋﺿﺎءﻫﺎ-
اﻷطﻔﺎل و ﺗﻔﺳﯾر ارﺗﻔﺎع ﻣﺳﺗوى رﻋﺎﯾﺔ اﻷطﻔﺎل ﻓﻲ ﻓﻲ ظل اﻟﺗﻐﯾر اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ-إﻟﻲ ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن
اﻟوﻗت اﻟﺣﺎﻟﻲ إﻟﻰ ﻧﻘص ﻋددﻫم ﻓﻲ اﻷﺳرة ﺑﺳﺑب اﻟﺷﺧﺻﯾﺎت اﻟﻣﺳﺗﻘﻠﺔ اﻟﺗﻲ ﻻ ﺳﺑﯾل أﻣﺎﻣﻬﺎ ﻟﻠوﺟود
ﻓﻌﺎﻟﯾﺔ وﺳﺎﺋل ﺗﻧظﯾم اﻷﺳرة ﻓﻲ ﺑﻌض اﻟﻣﺟﺗﻣﻌﺎت واﻟﺣﯾﺎة داﺧل إطﺎر واﺣد ﺳوى ﺗﻛوﯾن ﺷﺑﻛﺔ ﺟدﯾدة
اﻟﻣﻛﺗظﺔ ﺑﺎﻟﺳﻛﺎن و اﺗﺟﺎﻩ اﻟﻣرأة اﻟﺣدﯾﺛﺔ إﻟﻰ اﻟﺗﻘﻠﯾل ﻣن ﻋﻼﻗﺎت اﻟﺗﺂﻟف اﻟﺣﻣﯾﻣﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻧﻬض ﻋﻠﻰ
ﻣن اﻹﻧﺟﺎب ،واﻟﻌﺎﻣل اﻷﻫم ﻫو اﻟﺗﻘدم اﻟﻌﻠﻣﻲ أﺳﺎس ﻣن اﻻﻗﺗﻧﺎع واﻟﻌﺎطﻔﺔ ﻟم ﯾﻛن ﻟﻪ ﻧظﯾر ﻓﻲ
اﻟﻣﻠﺣوظ ﻓﻲ ﻣﺟﺎل رﻋﺎﯾﺔ اﻷطﻔﺎل و ﺗدرﯾﺑﻬم ﻋﻠﻰ اﻷﺳرة ﻣن ﻗﺑل ،ﻷﻧﻪ وﻟﯾد إرادة ﻣﺳﺗﻘﻠﺔ وﻟﯾس وﻟﯾد
إﺑراز ﺷﺧﺻﯾﺎﺗﻬم و إﻋدادﻫم ﻟﺣﯾﺎة اﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ذات ﺣﺎﺟﺎت ﻣﺎدﯾﺔ أو اﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﻣﻠﺣﺔ.وﺣﺗﻰ إذا ﻛﺎن
طﺎﺑﻊ ﯾﺧﺗﻠف ﻋن طﺎﺑﻊ اﻟﺣﯾﺎة اﻟذي ﺳﺎد أﺣد اﻷﺑوﯾن ﻫم اﻟذﯾن ﯾرﻋون اﻷطﻔﺎل ﻓﻼ ﺷك إن
)(54
اﻟﻣﺟﺗﻣﻌﺎت اﻟﺗﻘﻠﯾدﯾﺔ. اﻟطﻔل ﻓﻲ ﺣﺎﺟﺔ ﻟرﻋﺎﯾﺔ أﺑوﯾﻪ ﻣﻌﺎ .ﻓﺎﻷم وﻣﺎ
ﻛﻣﺎ أن اﻟﺗﻐﯾرات اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺔ وﻣﺎ ﺻﺎﺣﺑﻬﺎ ﻣن ﺗﺿﻔﯾﻪ ﻣن ﺣﻧﺎن ورﻋﺎﯾﺔ ﻋﻠﻲ اﻟطﻔل واﻷب
اﻟﺗﺧﺻﺻﺎت اﻟدﻗﯾﻘﺔ ﺣﺎﻟت دون إﻣﻛﺎﻧﯾﺔ اﻟﺗﺣﺎق ورﻋﺎﯾﺗﻪ اﻟداﺋﻣﺔ ﻟﻪ وﺗوﺟﯾﻬﻪ أﻣر ﻫﺎم ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ
اﻟﻣﺟﺗﻣﻌﺎت،إﻟﻰ ﺟﺎﻧب أن ﻗواﻧﯾن اﻟدراﺳﺔ اﻹﻟزاﻣﯾﺔ ﻓﻘد زاد ﻓﻲ اﻟﺳﻧوات اﻷﺧﯾرة -ﻓﻲ ﺑﻌض اﻟﺑﻠدان
)(55
ﺗﻣﻧﻊ اﺷﺗﻐﺎل اﻷطﻔﺎل ﻗﺑل إﺗﻣﺎﻣﻬﺎ. اﻟﻌرﺑﯾﺔ -إﻗﺑﺎل ﻛﺛﯾر ﻣن اﻟﻧﺳﺎء ﻋﻠﻲ اﻟﻌﻣل
ﻣن ﻫذا اﻟﻣﻧطﻠق ﻓﺎﻟطﻔل ﯾﻛﺗﺳب اﻹﺣﺳﺎس ﺑﺎﻷﻣﺎن ﺑﻣﻔردﻫن ﻓﻲ اﻟﺑﻠدان اﻟﻌرﺑﯾﺔ )ﺑﻌﯾدا ﻋن اﻟزوج
إزاء ﻧﻔﺳﻪ ٕوازاء اﻟﻌﺎﻟم ٕوازاء اﻷطﻔﺎل واﻟﻛﺑﺎر واﻷﺑﻧﺎء( ﻓﻲ ﺳﺑﯾل ﺗﺣﺳﯾن اﻟدﺧل ﻣﻣﺎ أدي إﻟﻰ
اﻟﻣﺣﯾطﯾن ﺑﻪ ﻣن ﺧﻼل إﺣﺳﺎﺳﻪ ﺑﺎﻻﻧﺗﻣﺎء اﻟﻣﺄﻣون ﺗﻐﯾر ﻣﻔﺎﺟﺊ ﻓﻲ اﻷدوار اﻟطﺑﯾﻌﯾﺔ ﻷﻓراد اﻷﺳرة
إﻟﻲ ﺟﻣﺎﻋﺔ ﺻﻐﯾرة ﺗﺧﻠﻊ ﻋﻠﯾﻪ ﻫذا اﻹﺣﺳﺎس ٕواﻟﻲ ﻋدم اﺳﺗﻘرار ﻓﻲ ﺣﯾﺎة اﻷﺳرة ﻛﺟﻣﺎﻋﺔ.ﻓﺄﺻﺑﺢ
ﺑﺎﻷﻣن ﻓﻲ ﺻورﺗﻪ اﻟﻣﺑﺎﺷرة .وﯾﻣﻛن اﻟﻘول ﺑﺄن اﻟزوج ﯾﻘوم ﺑدوري اﻷم واﻷب ﻓﻲ آن واﺣد؛ ﻛﻣﺎ
اﺣﺗﯾﺎج اﻟطﻔل إﻟﻲ اﻷﻣن ﻣن اﻟﺿﺧﺎﻣﺔ ،واﻟﺷدة أﺻﺑﺢ ﺑﻌض اﻷطﻔﺎل اﻟﺻﻐﺎر ﯾﺗﺣﻣﻠون ﻣﺳﺋوﻟﯾﺔ
ﺑﺣﯾث أﻧﻪ ﯾؤدي إﻟﻲ ﺧﻠق ﻧوع ﻣن اﻹﺣﺳﺎس رﻋﺎﯾﺔ أﻧﻔﺳﻬم ﻓﻲ ﺳن ﻣﺑﻛرة.وﻫو ﻣﺎ ﺻﺎﺣﺑﻪ
اﻟﺳﻠﺑﻲ ﺑﺎﻟﻣﻠﻛﯾﺔ .ﻓﻬم ﯾﺷﻌرون أﻧﻬم ﺑﻣﺛﺎﺑﺔ ﻣﻠﻛﯾﺔ ﻣﺷﻛﻼت أﺧﻼﻗﯾﺔ ﻣن ﺟﺎﻧب اﻷﺑﻧﺎء ﻛﻌدم اﻻﻫﺗﻣﺎم
ﺧﺎﺻﺔ ﻟﺑﻌض اﻟﻛﺑﺎر اﻟﻣﺣﯾطﯾن ﺑﻬم ،واﻟذﯾن ﺑﻧﺻﺎﺋﺢ اﻟواﻟدﯾن وﻋدم اﺣﺗراﻣﻬم واﻻﺳﺗﻣﺎع إﻟﻰ
ﺗرﺑطﻬم ﺑﻬم طﺎﺋﻔﺔ ﻣن اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻟﺧﺎﺻﺔ اﻟﻣﺗﻣﯾزة ﻗرﻧﺎء اﻟﺳوء و اﻟدﺧول ﻓﻲ ﻋﺎﻟم اﻻﻧﺣراف واﻟﺗﺷرد
110
اﻟﻌﺪد 28ﺳﺒﺘﻤﺒﺮ 2017اﻟﺴﻨﺔ اﻟﺘﺎﺳﻌﺔ ﻣﺠﻠﺔ دراﺳﺎت وأﺑﺤﺎث ISSN: 1112-9751
داﺧﻠﯾﺔ أو ﺧﺎرﺟﯾﺔ – وﺣﺗﻰ ﻓﻲ ﺣﺎل وﺟود أﻋﺿﺎء ﻓﻲ طﺑﯾﻌﺗﻬﺎ وﯾﻠﻌب ﻫذا اﻷﻣن دو ار ﻫﺎﻣﺎ ﻓﻲ اﻟﺗﺄﺛﯾر
)(56
اﻷﺳرة ﻣﻌﺎ. ﻋﻠﻲ اﺳﺗﻘرار وﺗوازن ﻧﻣو اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ اﻟﻔردﯾﺔ ،وﻟﻛن
ﻟﻘد ﺗﻔﺎﻋل ﻣﻊ ﻣﺎ ﺳﺑق ﺗوﺗر ﻓﻲ ﻋﻼﻗﺎت ﺑﻌض ﺷرطﻪ اﻷﺳﺎﺳﻲ – ﻛﻣﺎ ﻧﻌﻠم – أن ﯾﻠﻘﻲ ﻗﺑوﻻ ﻣن
ﯾﺻل أﺣﯾﺎﻧﺎ إﻟﻲ ﺻ ار ﻋﺎت ﻓﻲ اﻟﻘﯾم ﺑﯾن اﻷﺟﯾﺎل ﻏﯾر أن ﻫذا اﻟوﺿﻊ ﻟم ﯾﺳﺗﻣر ﺑﻬذﻩ اﻟﺻورة إذ
ﻓﻲ اﻷدوار ﻋﻠﻲ ﻣﺳﺗوي اﻟﻧوع وﺻراﻋﺎت أﺻﺑﺣﻧﺎ ﻧﺳﻣﻊ وﻧرى ﺑﺄطﻔﺎل اﻟﺷوارع و اﻟﻣﺗﺳوﻟﯾن
وﺻراﻋﺎت ﺑﯾن اﻟﻣﺻﺎﻟﺢ اﻟﻔردﯾﺔ ﺗﻛﺷف ﻋﻧﻬﺎ ﺗزاﯾد و اﻟﻣﻧﺣرﻓﯾن ﺑﺎﻟرﻏم ﻣن أن ﻣﻛﺎﻧﻬم اﻟطﺑﯾﻌﻲ ﻫو
ﺣﺎﻻت اﻟﻌﻧف اﻷﺳري اﻟرﻣزي واﻟﻣﺎدي وأﺣﯾﺎﻧﺎ اﻟﻣدرﺳﺔ.ورﺑﻣﺎ ﯾﻌود ظﻬور ﻣﺛل ﻫذﻩ اﻟظواﻫر
ﺣﺎﻻت اﻻﻧﻔﺻﺎل اﻟﻧﻔﺳﻲ واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ داﺧل " دار اﻻﻧﺣراﻓﯾﺔ ﻟدى ﻫذﻩ اﻟﻔﺋﺔ اﻟﺣﺳﺎﺳﺔ ﻣن اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ؛
)(57
اﻷﺳرة " ﺗﺻل ذروﺗﻬﺎ ﺑﺎﻟطﻼق. إﻟﻰ اﻟﺗﻐﯾر اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ اﻟذي ﻓرض ﺳﯾطرﺗﻪ ﻋﻠﻰ
وﻟﻛن اﻷﺳرة ﻻ ﯾﻣﻛن أﻧﻬﺎ ﺗﻠﻘﻲ ﺑﻌﺑﺋﻬﺎ ﻛﺎﻣﻼ ﻋﻠﻲ وظﺎﺋف اﻷﺳرة اﻟﺗﻲ ﺗﻌد أول ﻣؤﺳﺳﺔ ﺗرﺑوﯾﺔ ﯾﺗﻠﻘﻰ
اﻟدوﻟﺔ ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟوظﯾﻔﺔ ﻓﻘد أﺗﺿﺢ ﻣن اﻟﺧﺑرة ﻣﻧﻬﺎ اﻟطﻔل ﻛل اﻟﺳﻠوﻛﺎت اﻻﯾﺟﺎﺑﯾﺔ و ﻓﯾﻬﺎ ﺗﺗﺑﻠور
ﺿرورة ﻗﯾﺎم اﻟﺗﻌﺎون اﻟوﺛﯾق ﺑﯾن اﻵﺑﺎء واﻟﻣؤﺳﺳﺎت ﺷﺧﺻﯾﺗﻪ اﻟﺳوﯾﺔ ،ﻫذا اﻟﺗﻐﯾر اﻟذي و ﺑﺎﻟرﻏم ﻣن
اﻟﺗﻌﻠﯾﻣﯾﺔ ﺳواء ﻓﻲ وﺿﻊ اﻟﺑراﻣﺞ واﻟﻣﻧﺎﻫﺞ وﻓﻲ اﯾﺟﺎﺑﯾﺎﺗﻪ إﻻ أﻧﻪ اﻧﻌﻛس ﺳﻠﺑﺎ ﻋﻠﻰ أدوار اﻟواﻟدﯾن؛
اﻟﺗوﺟﯾﻪ أو ﻓﻲ ﻋﻼج اﻟﻣﺷﻛﻼت اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ وﻣن ﻫﻧﺎ و ﯾﺗﻣظﻬر ذﻟك ﻣن ﺧﻼل أن اﺷﺗﻐﺎل اﻟﻣرأة و
ﺗﺗﺿﺢ اﻷﻫﻣﯾﺔ اﻟﻣﺗزاﯾدة ﻟﺟﻣﻌﯾﺎت اﻵﺑﺎء اﻟﺗﻲ ﺗﻘوم ﺗرﻛﻬﺎ ﻣﺳؤوﻟﯾﺔ رﻋﺎﯾﺔ اﻟطﻔل ﻟﻐﯾرﻫﺎ ﯾؤدي إﻟﻰ
ﻓﻲ اﻟﻣدارس ﻟﺗﺣﻘﯾق اﻟﺗﻌﺎون ﺑﯾن ﻫﯾﺋﺔ اﻟﻣﻌﻠﻣﯾن ظﻬور ﺳﻠوﻛﺎت ﻻﺳوﯾﺔ ﻟدى اﻷطﻔﺎل ﻓﻲ ظل
وﺑﯾن آﺑﺎء اﻟﺗﻼﻣﯾذ. ﺗﻘﻠص اﻟوﻗت اﻟذي وﺟب أن ﺗﻘﺿﯾﻪ اﻷم ﻣﻊ
أطﻔﺎﻟﻬﺎ.أﺿف إﻟﻰ ذﻟك ﺗﻧﺎﻗص دور اﻷب ﻓﻲ ﻛﺛﯾر
و إﻧﻪ ﻣﺎ ﻣن ﺷك أن ﻣﻌﺎﯾﺷﺔ اﻵﺑﺎء ﻟﻠﺗﻐﯾرات
ﻣن اﻷﺳر ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺗﻌﻠق ﺑﺗرﺑﯾﺔ اﻷﺑﻧﺎء و ﻣراﻗﺑﺗﻬم و
اﻟﺳرﯾﻌﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ﺗدﻓﻌﻬم إﻟﻰ رﻓض أﺳﺎﻟﯾب
ذﻟك ﻟﺗواﺟدﻩ ﺗﺣت ﺿﻐوطﺎت اﻟﻌﻣل و اﻟﺗﻲ ﺗﺟﻌﻠﻪ
اﻟﺗﻧﺷﺋﺔ اﻟﻣﺗوازﻧﺔ و اﻟﺑﺣث ﻋن أﺳﺎﻟﯾب ﺟدﯾدة و
ﯾﺗﺧﻠﻰ ﻋن ﻫذﻩ اﻟﻣﻬﻣﺔ ﻟﺻﺎﻟﺢ اﻷم و ﻫو ﻣﺎ ﯾﺧﻠق
اﻟﺗﻲ ،ﺗﻌﻛس ﺑدورﻫﺎ اﻷﻧﻣﺎط و اﻟﻘﯾم اﻟﺛﻘﺎﻓﯾﺔ اﻟﺟدﯾدة
ﻓﻲ ﻧﻬﺎﯾﺔ اﻟﻣطﺎف ﺷﺧﺻﯾﺔ ﻻﻣﺑﺎﻟﯾﺔ ﺧﺎرﺟﺔ ﻋن
ﻟﻛﻲ ﺗﺻﺑﺢ ﺟزءا ﻣن ﺷﺧﺻﯾﺔ اﻟواﻟدﯾن و رﺑط
ﻗواﻋد و ﻣﻌﺎﯾﯾر اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ.
اﻷﺑﻧﺎء ﺑﺎﻟﻘﯾم اﻟﺛﻘﺎﻓﯾﺔ اﻟﺟدﯾدة و اﻟﺗﻲ ﺗﻛون اﻟﺑﻧﺎء
اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ و ﺗﺷﻛل ﺷﺧﺻﯾﺔ اﻷﺑﻧﺎء ﻻﺣﻘﺎ.و ﻟذﻟك ﺣدث ﺗﻔﻛك ﻓﻲ اﻟﻌﻼﻗﺎت واﻟﺗﻔﺎﻋﻼت اﻷﺳرﯾﺔ
ﻧﺟد اﻟواﻟدﯾن ﻓﻲ ظل ﻫذا اﻟﺗﻐﯾر اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ﯾﺑﺣﺛﺎن ﻧﺗﯾﺟﺔ ﻟﺗﻔﺎﻋل وﺗدال ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟﻌواﻣل :ﻣﻧﻬﺎ
ﻋن ﺑداﺋل ﺳﻠوﻛﯾﺔ ﺑدﻻ ﻣن اﻷﺳﺎﻟﯾب اﻟﻣرﻓوﺿﺔ ،و ﺗﻘﻠص أوﻗﺎت اﻟﺗﻔﺎﻋﻼت اﻷﺳرﯾﺔ ،ﻧﺗﯾﺟﺔ ﻻﻧﺷﻐﺎل
اﻟﺗﻲ ﺗﺗﻔق ﻣﻊ اﻟﺗﻐﯾر اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ و اﻻﻗﺗﺻﺎدي و أﺣد اﻷﺑوﯾن أو ﻫﻣﺎ ﻣﻌﺎ ﺑﻣﺷﺎﻏل ﺗﺳﺗﻐرق أوﻗﺎت
ﻫو ﻣﺎ ﻣن ﺷﺄﻧﻪ أن ﯾﻣﻛن اﻷﺑﻧﺎء ﻣن اﻟﺗﻛﯾف ﻣﻊ أطول ﻣن اﻟﻧﻬﺎر ،وأﯾﺿﺎ ﻏﯾﺎب أﺣدﻫﻣﺎ ﻟﻬﺟرﺗﻪ
اﻟﺑﻧﺎء اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ؛ ﻋﻠﻰ اﻋﺗﺑﺎر أن ﻫذﻩ اﻷﺳﺎﻟﯾب ﺧﺎرج اﻟﻧطﺎق اﻟﻣﻛﺎﻧﻲ ﻹﻗﺎﻣﺔ اﻷﺳرة – ﻫﺟرة
111
اﻟﻌﺪد 28ﺳﺒﺘﻤﺒﺮ 2017اﻟﺴﻨﺔ اﻟﺘﺎﺳﻌﺔ ﻣﺠﻠﺔ دراﺳﺎت وأﺑﺤﺎث ISSN: 1112-9751
ﻧﺎﺣﯾﺔ؛ و طﺑﯾﻌﺔ اﻟﻌﺻر ﻣن ﻧﺎﺣﯾﺔ أﺧرى.إذ ﺗؤﻛد اﻟﺗرﺑوﯾﺔ ﻣﺗﺟددة و ﺗﻧﺑﻊ ﻣن اﻟظروف اﻟﺗﻲ ﯾﻌﺎﯾﺷﻬﺎ
رؤى اﻟﻔﻛر اﻷﺻﯾﻠﺔ و اﻟﻣﺣﻣﻠﺔ ﺑﻬﻣوم اﻟﺛﻘﺎﻓﺔ و اﻟواﻟدان و اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ اﻟﻣﺗﻐﯾر.
اﺳﺗﺷراف اﻟﻣﺳﺗﻘﺑل ﺑﺄن اﻷﺳرة ﺧﺎﺻﺔ و ﻣؤﺳﺳﺎت
ﺧﻼﺻﺔ ﻋﺎﻣﺔ:
اﻟﺗﻧﺷﺋﺔ ﻋﺎﻣﺔ ﺗﻔﺷل ﻓﻲ ﻣﻬﻣﺗﻬﺎ إذا ﻟم ﺗﺳﺗطﻊ إﻧﺗﺎج
ﺑﺎﻟرﻏم ﻣن أن ﻫﻧﺎك إﺟﻣﺎﻋًﺎ ﻋﺎﻟﻣﯾًﺎ ﻋﻠﻰ أن اﻷﺳرة
ﻣواطﻧﯾن ﺗﻣﺗد ﺟذورﻫم ﻓﻲ ﺛﻘﺎﻓﺗﻬم اﻟﺧﺎﺻﺔ ،و ﻓﻲ
ﻫﻲ اﻟﻠﺑﻧﺔ اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻧﻬض ﻋﻠﯾﻬﺎ ﺑﻧﺎء
اﻟوﻗت ﻧﻔﺳﻪ ﯾﻛوﻧون ﻣﻧﻔﺗﺣﯾن ﻋﻠﻰ اﻟﺛﻘﺎﻓﺎت اﻷﺧرى
اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ،إﻻ أن اﻟﺗﻐﯾرات اﻟﺳرﯾﻌﺔ اﻟﺗﻲ ﺷﻬدﻫﺎ
و ﻣﻠﺗزﻣﯾن ﺑﺎﻟﻌﻣل اﻟﺟﺎد ﻧﺣو ﺗﻘدم اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ و ﺗﻧﻣﯾﺔ
اﻟﻘدرة ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻌﺎﻣل ﻣﻊ اﻻﺗﺟﺎﻫﺎت اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ اﻟﺟدﯾدة ﻋﺎﻟﻣﻧﺎ اﻟﻣﻌﺎﺻر ﻗد ﺟﻌل ﻣن اﻷﺳرة ﻣوﺿوﻋﺎً
ﻟﻠﺟدل اﻟﻔﻛري واﻟﻔﻠﺳﻔﻲ.ﻓﻘد ﺗﺄﺛرت اﻷﺳرة – ﻣﺛﻠﻬﺎ
اﻟﺗﻲ ﺗﺗﺳم ﺑﺎﻟﺣرﻛﺔ ﺳواء ﻛﺎﻧت ﺗﺗﻌﺎﻣل ﻣﻊ ﻗﯾم
ﻣﺛل ﺑﺎﻗﻲ ﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ – ﺑﻬذﻩ اﻟﺗﻐﯾرات ﻣﻣﺎ
ﻓردﯾﺔ أو اﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ أو ﺛﻘﺎﻓﯾﺔ.
دﻓﻊ اﻟﻣﻔﻛرﯾن إﻟﻰ ﺗﺄﻣل اﻟﺗﻬدﯾدات اﻟﺗﻲ ﺗﺷﻛﻠﻬﺎ
و ﻣن ﻫﻧﺎ ﺗﺄﺗﻲ أﻫﻣﯾﺔ دور اﻟﺗرﺑﯾﺔ ﻓﻲ ﺗوﺟﯾﻪ اﻟﺗﻐﯾر
أﻋﺑﺎء اﻟﺣﺿﺎرة ﻋﻠﻰ اﻷﺳرة .وذﻫب اﻟﻣﻔﻛرون ﻓﻲ
و ﻣﺳﺎﻋدة و ﺗﻬﯾﺋﺔ اﻷﺑﻧﺎء ﻟﻔﻬﻣﻪ و ﺗﻘﺑﻠﻪ و اﻟﺗﻛﯾف
ﻫذا اﻟﺻدد ﻣذاﻫب ﺷﺗﻰ ﺗﺗراوح ﺑﯾن اﻟﺗﺷﺎؤم
ﻣﻌﻪ و اﻻﺳﺗﻔﺎدة ﻣﻧﻪ و ﺗوﺿﯾﺢ اﻟﺗﻌﺎرض ﺑﯾن
واﻟﺗﻔﺎؤل .ﻓﺎﻟﻣﺗﺷﺎﺋﻣون ﯾذﻫﺑون إﻟﻲ أن اﻷﺳرة
ﺑﻌض اﻟﻌﻧﺎﺻر اﻟﺛﻘﺎﻓﯾﺔ اﻟﺟدﯾدة و ﺑﻌض اﻟﻌﻧﺎﺻر
اﻟﻣﻌﺎﺻرة ﻋﻠﻰ ﺷﻔﺎ اﻻﻧﻬﯾﺎر ﻷﻧﻬﺎ ﺗﻌﯾش ﻓﻲ ﻣﺄزق
ﻓﻲ اﻟﺛﻘﺎﻓﺔ اﻟﺳﺎﺋدة اﻟﻣرﺗﺑطﺔ ﺑﻬﺎ؛ و ﺗدرﯾب اﻷﺑﻧﺎء
وﺗﺗﺣول ﺑﺎﻟﺗدرﯾﺞ إﻟﻰ ﻣؤﺳﺳﺔ ﺗﺧﻠو ﻣن اﻟﻌﺎطﻔﺔ
و إﻛﺳﺎﺑﻬم اﻟﻣروﻧﺔ ﺣﺗﻰ ﯾﺳﺗطﯾﻌوا أن ﯾﻣﯾزوا ﺑﯾن
واﻟدفء،وﻫو ﻣﺎ ﯾﻧﻌﻛس ﻻﺣﻘﺎ ﻋﻠﻰ ﺳﻠوﻛﺎت و
اﻟﻌﻧﺎﺻر اﻟﺛﻘﺎﻓﯾﺔ اﻟﻬﺎﻣﺔ و اﻟﻧﺎﻓﻌﺔ–ﻣن ﺧﻼل دور
ﺷﺧﺻﯾﺔ اﻷﺑﻧﺎء .ﺑﯾﻧﻣﺎ ﯾذﻫب اﻟﻣﺗﻔﺎﺋﻠون إﻟﻰ أن
اﻷﺳرة -و اﻟﺗﻲ ﺗﺗﻔق ﻣﻊ ﻣﻘوﻣﺎت ﺛﻘﺎﻓﺗﻬم و
اﻷﺳرة ﻗد ﻧﺟﺣت ﻓﻲ أن ﺗﺗﻛﯾف ﻣﻊ اﻟﺗﻐﯾرات وأﻧﻬﺎ
ﺗﺗﻣﺎﺷﻰ ﻣﻊ ﺣﺎﺟﺎﺗﻬم و ﺣﺎﺟﺎت ﻣﺟﺗﻣﻌﻬم ﻓﻲ ﻫذا
ﺗﺳﺗﻣر ﻓﻲ اﻟوﺟود ﺻﻠﺑﺔ رﻏم ﻣﺎ ﺣوﻟﻬﺎ ﻣن ﺗﻐﯾرات
اﻟﻌﺻر،ﺿف إﻟﻰ ذﻟك دور ا ﻟﺗرﺑﯾﺔ اﻟﻬﺎم ﻓﻲ ﺗوﻋﯾﺔ
ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ.
و ﺗوﺟﯾﻪ اﻷﺑﻧﺎء ﻟﺣل اﻟﻛﺛﯾر ﻣن اﻟﻣﺷﻛﻼت اﻟﻧﺎﺟﻣﺔ
ﻟﻛن أﻏﻠب اﻵراء ﺗؤﻛد ﺑﺄن اﻷﺳرة ﺗﻣﺛل ﺑﯾﺋﺔ ﻻ
ﻋن اﻟﺗﻐﯾر و اﻟﺗﺧﻔﯾف ﻣن ﻣﻌدﻻﺗﻬﺎ.
ﺗﻌوض ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﺗرﺑﯾﺔ وﺗﻛﯾﯾف اﻷﺑﻧﺎء ﻟﯾﺻﺑﺣوا
اﻟﻬواﻣش:
أﻋﺿﺎء ﻓﺎﻋﻠﯾن ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ،وﺗﻧﻣﯾﺔ ﺷﺧﺻﯾﺗﻬم
-1د.ﺑوﻓوﻟﺔ ﺑوﺧﻣﯾس":أﺳﺎﻟﯾب اﻟﺗرﺑﯾﺔ اﻷﺳرﯾﺔ و أﺛرﻫﺎ ﻓﻲ
اﻧﺣراف اﻷﺣداث"؛ ﻣﻘﺎل ﻧﺷر ﺑﻣﺟﻠﺔ ﺷﺑﻛﺔ اﻟﻌﻠوم اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ وﻗدراﺗﻬم اﻟﺧﺎﺻﺔ؛ وﻗد ﺗﻛﻔﻠت ﺑﺗوﺿﯾﺢ ﺗﻠك اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ
اﻟﻌرﺑﯾﺔ ،اﻟﻣﻠف اﺿطراﺑﺎت اﻟوظﯾﻔﺔ اﻷﺳﻠرﯾﺔ ،اﻟﻌدد -21 اﻟﻬﺎﻣﺔ ﻋﺷرات اﻟدراﺳﺎت اﻟﺣدﯾﺛﺔ ﻓﻲ ﻋﻠم ﻧﻔس
22؛ ﺷﺗﺎء و رﺑﯾﻊ ،2009ﺻص.22-20 اﻟطﻔل.وﻣﻧﻪ ﺗزاﯾدت اﻟدﻋوات ﻣؤﺧ ار ﺑﺿرورة ﺗوﻓﯾر
-2ﻋﻠﻲ ﻣﺎﻧﻊ:ﻋواﻣل ﺟﻧوح اﻷﺣداث ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر،دﯾوان ﻣﻘوﻣﺎت اﻟﺣﻔﺎظ ﻋﻠﻰ اﻟﺻرح اﻷﺳري ﻷداء اﻟﻣﻬﺎم
اﻟﻣطﺑوﻋﺎت اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ،اﻟﺟزاﺋر،1997،ص.30
اﻟﻣﻧوطﺔ ﺑﻪ ﻋﻠﻰ اﻟوﺟﻪ اﻟﺳﻠﯾم ،و ﺗﻧﺷﺋﺔ اﻷﺑﻧﺎء
-3ﻋﻠﻲ ﻟﯾﻠﺔ":ﺗﺄﺛﯾر اﻟﺗﺣوﻻت اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ و اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ
ﻋﻠﻰ ﻗﯾم ﺗﺗﻣﺎﺷﻰ و اﻟﺟذور اﻟﺛﻘﺎﻓﯾﺔ ﻟﻠﻣﺟﺗﻣﻊ ﻣن
ﻋﻠﻰ ﺑﻧﺎء اﻷﺳرة ووظﺎﺋﻔﻬﺎ-اﻟﻣﺗﻐﯾرات اﻟﻔﺎﻋﻠﺔ"-؛ورﻗﺔ
112
اﻟﻌﺪد 28ﺳﺒﺘﻤﺒﺮ 2017اﻟﺴﻨﺔ اﻟﺘﺎﺳﻌﺔ ﻣﺠﻠﺔ دراﺳﺎت وأﺑﺤﺎث ISSN: 1112-9751
-25ﻧﻔس اﻟﻣرﺟﻊ ،ص.22 ﻋﻣل ﻗدﻣت ﻓﻲ إطﺎر ﻣؤﺗﻣر ﺣول واﻗﻊ اﻷﺳرة ﻓﻲ
-26أﻣﺎﻧﻲ ﻋﺑد اﻟﻔﺗﺎح:ﻋﻣﺎﻟﺔ اﻷطﻔﺎل ﻛظﺎﻫرة اﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ:ﺗﺷﺧﯾص ﻟﻠﻣﺷﻛﻼت و اﺳﺗﻛﺷﺎف ﻟﺳﯾﺎﺳﺎت
رﯾﻔﯾﺔ،ط،1ﻋﺎﻟم اﻟﻛﺗب ،اﻟﻘﺎﻫرة ،2001،ﺻص. 27-26 ﻋﯾن اﻟﺿﯾﺎﻓﺔ،ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺑدار اﻟﻣواﺟﻬﺔ،اﻟﻣﻧﻌﻘد
-27ﻣﺣﻣد أﺣﻣد ﺑﯾوﻣﻲ و ﻋﻔﺎف ﻋﺑد اﻟﻌﻠﯾم ﻧﺎﺻر،ﻣرﺟﻊ ﺷﻣس،ﻣﺻر،ﻣن 28-26ﺳﺑﺗﻣﺑر ،2004ص .75
ﺳﺑق ذﻛرﻩ،ص.6 -4ﻏرﯾب ﻋﺑد اﻟﺳﻣﯾﻊ :ﻋﻠم اﻻﺟﺗﻣﺎع )ﻣﻔﻬوﻣﺎت-
-28ﻧﻔس اﻟﻣرﺟﻊ ،ص. 19 اﻟﺟﺎﻣﻌﺔ ﺷﺑﺎب ﻣوﺿوﻋﺎت-دراﺳﺎت(،ﻣؤﺳﺳﺔ
-29ﻧﻔس اﻟﻣرﺟﻊ،ص.31 ،اﻹﺳﻛﻧدرﯾﺔ،2001،ص 44
-30ﻧﻔس اﻟﻣرﺟﻊ،ص.55 -5ﻧﻔس اﻟﻣرﺟﻊ،ﺻص .57-55
-31ﻧﻔس اﻟﻣرﺟﻊ،ﺻص.134-131 اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ،دار اﻟزﻋﺑﻲ:اﻟﺗﻐﯾر أﺣﻣد -6ﻣﺣﻣد
-32ﻧﻔس اﻟﻣرﺟﻊ ،ﺻص. 109-108 اﻟطﻠﯾﻌﺔ،ﺑﯾروت،1982،ص.34
-33اﻟﺳﯾد ﻋﺑد اﻟﻌﺎطﻲ اﻟﺳﯾد و ﺣﺳن ﻣﺣﻣد ﺣﺳن و اﻟﺳﯾد -7ﻋﻠﯾﺎء ﺷﻛري:ﺑﻌض ﻣﻼﻣﺢ اﻟﺗﻐﯾر اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ اﻟﺛﻘﺎﻓﻲ
اﻟراﻣﺦ و ﻣﺣﻣد أﺣﻣد ﺑﯾوﻣﻲ و ﻧﺎدﯾﺔ ﻋﻣر و اﻟﺳﯾد ﻓﻲ اﻟوطن اﻟﻌرﺑﻲ ،دار اﻟﻛﺗﺎب ﻟﻠﺗوزﯾﻊ،اﻟﻘﺎﻫرة،1979 ،ص
اﻟﻣﻌرﻓﺔ اﻷﺳرة،دار اﺟﺗﻣﺎع رﺷﺎد:ﻋﻠم .34
اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ،ﻣﺻر، 2000،ﺻص.214-102 اﻟﻣﻌرﻓﺔ اﻻﺟﺗﻣﺎع،دار ﻏﯾث:ﻋﻠم ﻋﺎطف -8ﻣﺣﻣد
-34ﻧﻔس اﻟﻣرﺟﻊ،ص .115 اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ،اﻹﺳﻛﻧدرﯾﺔ،2000،ﺻص.326-325
-35ﻋﺑد اﻟﻘﺎدر اﻟﻘﺻﯾر ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺑق ذﻛرﻩ،ص.192 -9ﻧﻔس اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق،ص .324
-36ﻧﻔس اﻟﻣرﺟﻊ ،ص.193 -10ﻋﺑد اﻟﻘﺎدر اﻟﻘﺻﯾر:اﻷﺳرة اﻟﻣﺗﻐﯾرة ﻓﻲ ﻣﺟﺗﻣﻊ
-37ﻧﻔس اﻟﻣرﺟﻊ،ص.194 اﻟﻣدﯾﻧﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ ،دار اﻟﻧﻬﺿﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﻟﻠطﺑﺎﻋﺔ و
-38ﻧﻔس اﻟﻣرﺟﻊ،ص.195 اﻟﻧﺷر،ط،1ﺑﯾروت،1999 ،ص.77
-39اﻟﺳﯾد ﻋﺑد اﻟﻌﺎطﻲ اﻟﺳﯾد و آﺧرون،ﻣرﺟﻊ ﺳﺑق -11ﻧﻔس اﻟﻣرﺟﻊ ،ص.78
ذﻛرﻩ،ص .118 -12ﻧﻔس اﻟﻣرﺟﻊ ،ص.79
-40اﻟﻣرﺟﻊ ﻧﻔﺳﻪ،ص .212 -13ﻧﻔس اﻟﻣرﺟﻊ ،ﺻص.80-79
-41ﻧﻔس اﻟﻣرﺟﻊ،ص .213 -14ﻧﻔس اﻟﻣرﺟﻊ ،ﺻص.80
-42ﺳﻧﺎء اﻟﺧوﻟﻲ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺑق ذﻛرﻩ ،ص.32 -15ﻧﻔس اﻟﻣرﺟﻊ ،ﺻص.81-80
-43ﻋﺑد اﻟﻘﺎدر اﻟﻘﺻﯾر،ﻣرﺟﻊ ﺳﺑق ذﻛرﻩ ،ﺻص.87-86 -16ﻧﻔس اﻟﻣرﺟﻊ ،ص.81
-44اﻟﺳﯾد ﻋﺑد اﻟﻌﺎطﻲ اﻟﺳﯾد و آﺧرون ،ص.214 -17ﻧﻔس اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص.82
اﻟﺗرﺑﯾﺔ-اﻟوﻋﻲ ﻧﺎﺻر:أﺻول اﷲ ﻋﺑد -45إﺑراﻫﯾم -18ﻧﻔس اﻟﻣرﺟﻊ ،ص.83
اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ،ﻋﻣﺎن،2004، اﻟراﺋد اﻹﻧﺳﺎﻧﻲ،-ط،1ﻣﻛﺗﺑﺔ -19ﻣﺣﻣد أﺣﻣد ﺑﯾوﻣﻲ و ﻋﻔﺎف ﻋﺑد اﻟﻌﻠﯾم ﻧﺎﺻر:ﻋﻠم
،ص .72 اﻟﻣﻌرﻓﺔ دار اﻟﻌﺎﺋﻠﻲ، اﻻﺟﺗﻣﺎع
-46ﺳﻧﺎء اﻟﺧوﻟﻲ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺑق ذﻛرﻩ،ص.33 اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ،ﻣﺻر،2003،ص.32
-47ﻧﻔس اﻟﻣرﺟﻊ،ﺻص.141-140 -20ﻧﻔس اﻟﻣرﺟﻊ،ص.33
-48ﻧﻔس اﻟﻣرﺟﻊ ،ص.168 -21ﻋﺑد اﻟﻘﺎدر اﻟﻘﺻﯾر،ﻣرﺟﻊ ﺳﺑق ذﻛرﻩ ،ص.84
-49ﻧﻔس اﻟﻣرﺟﻊ،ص.169 -22ﻧﻔس اﻟﻣرﺟﻊ ،ص.85
-50ﻧﻔس اﻟﻣرﺟﻊ،ﺻص.44-43- -23ﺳﻧﺎء اﻟﺧوﻟﻲ:اﻷﺳرة ﻓﻲ ﻋﺎﻟم ﻣﺗﻐﯾر ،دار اﻟﻣﻌﺎرف
-51ﻧﻔس اﻟﻣرﺟﻊ ،ص.33 اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ،ﻣﺻر ،2004،ﺻص.19-18
-24ﻧﻔس اﻟﻣرﺟﻊ ،ص.21
113
اﻟﻌﺪد 28ﺳﺒﺘﻤﺒﺮ 2017اﻟﺴﻨﺔ اﻟﺘﺎﺳﻌﺔ ﻣﺠﻠﺔ دراﺳﺎت وأﺑﺤﺎث ISSN: 1112-9751
اﻟﻣﻌرﻓﺔ اﻻﺟﺗﻣﺎع،دار ﻏﯾث:ﻋﻠم ﻋﺎطف ﻣﺣﻣد -13 -52ﻣﻬدي ﻣﺣﻣد اﻟﻘﺻﺎص:ﻋﻠم اﻻﺟﺗﻣﺎع اﻟﻌﺎﺋﻠﻲ،دار
اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ،اﻹﺳﻛﻧدرﯾﺔ.2000، اﻟﻛﺗﺎب ﻟﻠﺗوزﯾﻊ،اﻟﻘﺎﻫرة،2008 ،ص.05
-14ﻣﻬدي ﻣﺣﻣد اﻟﻘﺻﺎص:ﻋﻠم اﻻﺟﺗﻣﺎع اﻟﻌﺎﺋﻠﻲ،دار اﻟﻛﺗﺎب -53ﺳﻧﺎء اﻟﺧوﻟﻲ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺑق ذﻛرﻩ،ﺻص.171-170
ﻟﻠﺗوزﯾﻊ،اﻟﻘﺎﻫرة .2008،
-54ﻧﻔس اﻟﻣرﺟﻊ ،ﺻص.44
-55ﻧﻔس اﻟﻣرﺟﻊ،ص.170
-56ﻣﻬدي ﻣﺣﻣد اﻟﻘﺻﺎص،ﻣرﺟﻊ ﺳﺑق ذﻛرﻩ،ص.94
-57ﻧﻔس اﻟﻣرﺟﻊ،ص.95
ﻗﺎﺋﻣﺔ اﻟﻣراﺟﻊ:
-1إﺑراﻫﯾم ﻋﺑد اﷲ ﻧﺎﺻر:أﺻول اﻟﺗرﺑﯾﺔ-اﻟوﻋﻲ اﻹﻧﺳﺎﻧﻲ-
،ط،1ﻣﻛﺗﺑﺔ اﻟراﺋد اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ،ﻋﻣﺎن.2004،
-2اﻟﺳﯾد ﻋﺑد اﻟﻌﺎطﻲ اﻟﺳﯾد و ﺣﺳن ﻣﺣﻣد ﺣﺳن و آﺧرون:ﻋﻠم
اﺟﺗﻣﺎع اﻷﺳرة،دار اﻟﻣﻌرﻓﺔ اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ،ﻣﺻر. 2000،
اﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ -3أﻣﺎﻧﻲ ﻋﺑد اﻟﻔﺗﺎح:ﻋﻣﺎﻟﺔ اﻷطﻔﺎل ﻛظﺎﻫرة
رﯾﻔﯾﺔ،ط،1ﻋﺎﻟم اﻟﻛﺗب ،اﻟﻘﺎﻫرة.2001،
-4ﺑوﻓوﻟﺔ ﺑوﺧﻣﯾس":أﺳﺎﻟﯾب اﻟﺗرﺑﯾﺔ اﻷﺳرﯾﺔ و أﺛرﻫﺎ ﻓﻲ اﻧﺣراف
اﻷﺣداث"؛ ﻣﻘﺎل ﻧﺷر ﺑﻣﺟﻠﺔ ﺷﺑﻛﺔ اﻟﻌﻠوم اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ ،اﻟﻣﻠف
اﺿطراﺑﺎت اﻟوظﯾﻔﺔ اﻷﺳرﯾﺔ ،اﻟﻌدد 22-21؛ ﺷﺗﺎء و رﺑﯾﻊ
.2009
-5ﺳﻧﺎء اﻟﺧوﻟﻲ:اﻷﺳرة ﻓﻲ ﻋﺎﻟم ﻣﺗﻐﯾر ،دار اﻟﻣﻌﺎرف
اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ،ﻣﺻر.2004،
-6ﻋﺑد اﻟﻘﺎدر اﻟﻘﺻﯾر:اﻷﺳرة اﻟﻣﺗﻐﯾرة ﻓﻲ ﻣﺟﺗﻣﻊ اﻟﻣدﯾﻧﺔ
اﻟﻌرﺑﯾﺔ ،دار اﻟﻧﻬﺿﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﻟﻠطﺑﺎﻋﺔ و اﻟﻧﺷر،ط،1ﺑﯾروت،
.1999
-7ﻋﻠﯾﺎء ﺷﻛري:ﺑﻌض ﻣﻼﻣﺢ اﻟﺗﻐﯾر اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ اﻟﺛﻘﺎﻓﻲ ﻓﻲ
اﻟوطن اﻟﻌرﺑﻲ ،دار اﻟﻛﺗﺎب ﻟﻠﺗوزﯾﻊ،اﻟﻘﺎﻫرة.1979 ،
-8ﻋﻠﻲ ﻟﯾﻠﺔ":ﺗﺄﺛﯾر اﻟﺗﺣوﻻت اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ و اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻋﻠﻰ
ﺑﻧﺎء اﻷﺳرة ووظﺎﺋﻔﻬﺎ-اﻟﻣﺗﻐﯾرات اﻟﻔﺎﻋﻠﺔ"-؛ورﻗﺔ ﻋﻣل ﻗدﻣت ﻓﻲ
إطﺎر ﻣؤﺗﻣر ﺣول واﻗﻊ اﻷﺳرة ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ:ﺗﺷﺧﯾص ﻟﻠﻣﺷﻛﻼت
و اﺳﺗﻛﺷﺎف ﻟﺳﯾﺎﺳﺎت اﻟﻣواﺟﻬﺔ،اﻟﻣﻧﻌﻘد ﺑدار اﻟﺿﯾﺎﻓﺔ،ﺟﺎﻣﻌﺔ
ﻋﯾن ﺷﻣس،ﻣﺻر،ﻣن 28-26ﺳﺑﺗﻣﺑر .2004
-9ﻋﻠﻲ ﻣﺎﻧﻊ:ﻋواﻣل ﺟﻧوح اﻷﺣداث ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر،دﯾوان
اﻟﻣطﺑوﻋﺎت اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ،اﻟﺟزاﺋر.1997،
-10ﻏرﯾب ﻋﺑد اﻟﺳﻣﯾﻊ :ﻋﻠم اﻻﺟﺗﻣﺎع )ﻣﻔﻬوﻣﺎت-ﻣوﺿوﻋﺎت-
دراﺳﺎت(،ﻣؤﺳﺳﺔ ﺷﺑﺎب اﻟﺟﺎﻣﻌﺔ ،اﻹﺳﻛﻧدرﯾﺔ.2001،
-11ﻣﺣﻣد أﺣﻣد ﺑﯾوﻣﻲ و ﻋﻔﺎف ﻋﺑد اﻟﻌﻠﯾم ﻧﺎﺻر:ﻋﻠم
اﻻﺟﺗﻣﺎع اﻟﻌﺎﺋﻠﻲ ،دار اﻟﻣﻌرﻓﺔ اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ،ﻣﺻر.2003،
اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ،دار اﻟزﻏﺑﻲ:اﻟﺗﻐﯾر أﺣﻣد ﻣﺣﻣد -12
اﻟطﻠﯾﻌﺔ،ﺑﯾروت.1982،
114